درع من قائد الجيش لنديم القصار
للمصارف، كما لشركات التأمين في لبنان، دور إجتماعي كبير، بخاصة في اوقات الأزمات، اذ هي ليست مكوّنات مالية فاقدة للشعور، بل أن القيّمين عليها، كما على شركات أخرى، أشخاص يتحسّسون مآسي الناس ويتجاوبون مع مطالبهم بتقديم العون العيني والمعنوي للمحتاجين. حتى البنك المركزي اللبناني الذي كان متصلّباً لناحية عدم المسّ بالتعاميم الصادر عنه، وجد حاكمه بالإنابة د. وسيم منصوري مسلكاً للمساعدة تمثّل بإصداره ملحقاً لتلك التعاميم تسمح للودعين الإستفادة من 3 أقساط شهرية وفقاً للتعميمَيْن 158 و 166، لمرة واحدة. ولكن هذه المرة الواحدة قد تتكرّر نهاية تشرين الثاني 2024 او كانون الأول لحاجة المودعين الى المال الذي يفكّ ضائقتهم المادية ولو بشكل جزئي.
صحيح أن هذه المؤسسات المالية (المصارف وشركات التأمين) كانت في السابق أكثر سخاء، وهذا واضح ومفهوم لأن الأزمات الإقتصادية والأمنية التملاحقة لم تصل الى الحدّ الذي وصلت اليه حالياً، هي كانت تنعم بعائدات سمحت لها بتخصيص قسم من أرباحها لأنشطة ثقافية واجتماعية وإعلانية وغيرها، مع ذلك، فهي ظلّت، بالقدر الممكن تُقدّم مثل هذه المساعدات، المعلن بعضها والسري بعضها الآخر تيّمناً بالشعار: “وأنت تقدّم مساعدة لا تدع يسراك تعرف ماذا فعلت يمناك”.
من ذلك أن فرنسبنك، دعم عوائل شهداء الجيش، وهو من ثوابت هذا البنك الذي يقيم علاقة متينة مع المؤسسة العسكرية منذ تسعينات القرن الماضي، اثر البدء بعملية توطين الرواتب وإنشاء جهاز إسكان للعسكريين، فضلاً عن خدمات متنوّعة تسهّل الحياة أمام ضباط المؤسسة العسكرية وسائر عناصرها. وكان من الطبيعي أن تقدّم له المؤسسة بشخص قائدها العماد جوزف عون درعاً تكريمية لمدير عام “فرنسبنك” السيد نديم القصار.
على صعيد قطاع التأمين، فإن شركات عدة تفاعلت مع تداعيات الأحداث في لبنان، سواء بالتعبير عن تعاطفها مع لبنان أو بتقديم العون والمساعدة لأبنائه النازحين الذين تركوا منازلهم وهم لا يملكون الا الثياب التي يرتدونها. وتزامن هذا الحراك، مع تضحيات كبيرة بذلتها جمعيات لبنانية لتحضير المأكل والمشرب و إيصالها الى حيث يجب. وهنا لا بد من التنويه بزميلتنا رميال نعمه التي تفرّغت منذ اندلاع الأزمة الأخيرة للعمل الإنساني فكانت أشبه بجمعية إنسانية بحدّ ذاتها، وبجهد فردي تساعدها سيارة تملكها، حوّلتها ناقلاً للحاجيات من المتبرعين للمحتاجين، لا سيما الصغار منهم، و من ذللك توفير الادوية والملابس والفرش، من دون أن ننسى الإتصالات اليومية التي كانت تقوم بها، داخلياً وخارجياً، ضمن هذا الإطار.
ما لفت، على هذا الصعيد، هو “الإستنفار” الذي تميّزت به شركة “ليا أسوريكس” ورئيسها التنفيذي السيد لبيب نصر وسائر اعضاء الفريق المساعد في هذه المهمة. فإلى الدعم المعنوي عبر الإعلانات التي نشرتها الشركة على مواقع التواصل الإجتماعي، ومنها واحد مهم عن أرقام مراكز الإسعاف، بما فيها أرقام الشركة لأن فريقاً منها كان دائماً في حالة استعداد لتقديم أي مساعدة مطلوبة، قامت ليا أسوريكس بخطوة لافتة بالتعاون مع جمعية “تمنّى” التي تُعنى بتحقيق أحلام أطفال مرضى السرطان، بإعادة تأهيل غرفة Les Fleurs Bleues للأطفال في مستشفى سان شارل (مقره الفياضية). ووفق البيان الذي وزعته الشركة على مواقع التواصل الإجتماعي، فإن هذه “المبادرة أتت في إطار المسؤولية الإجتماعية التي طالما شكّلت أحد أعمدة هذه الشركة، انطلاقاً من إيمانها بأن المسؤولية الإجتماعية ليست فقط مجرد قوانين تقوم دولة ما بوضعها لتشجيع مبادرات القطاع الخاص تجاه المجتمع، بل هي ثقافة تعبّر عن سلوك وحضارة مجتمع بأكمله، وتتجلّى خصوصاً في أوقات الأزمات الطارئة، وفي حالات الكوارث”.
الا بارك الله هذه الأيادي الخيرة والمعطاءة…