بحث عن الطاقة
القارة الإفريقية كانت دائماً ولا تزال مقصداً للراغبين في الإستثمار والتجارة وجني الأرباح، وكان قاصدوها من المستثمرين في دول لا تُعتبر مرتاحة مادياً. الى هنا يبدو الخبر عادياً، بل عادياً جداً. ما هو غير عادي أن يتدفّق المستثمرون الأثرياء من الدول الخليجية الى هذه القارة، وفق ما أفادت “ستي غروب” أحد أكبر الخدمات المالية الأميركية (ومقرّها الرئيسي نيويورك)، بشخص رئيس قسم الأسواق الأفريقية في هذه الشركة جورج أسانتي الذي قال: “إن المستثمرين الخليجيين يتوجهون إلى دول مثل كينيا لتعزيز الأمن الغذائي في منطقة الخليج، وإلى جنوب أفريقيا لإبرام صفقات في مجالات الصناعة والطاقة المتجدّدة لتنويع اقتصادات بلدانهم بعيداً عن النفط”.
موضحاً في مقابلة صحفية أن هناك “صفقات قيد التنفيذ»، دون الكشف عن التفاصيل، مضيفاً أن “سيتي غروب تعمل في 15 دولة أفريقية ولديها أكثر من 70 متخصّصاً في أقسام المبيعات والتداول، ممن ينشغلون بتسهيل التدفقات النقدية الجديدة من مختلف أنحاء العالم إلى القارة”.
يُشار الى أن المستثمرين من الشرق الأوسط ينضمّون إلى شركات من الولايات المتحدة والصين بحثا عن صفقات في ثاني أكبر قارة حول العالم، والتي تعّد موطنا للمعادن الشديدة الأهمية للتحوّل إلى مصادر طاقة أنظف ومساحات شاسعة من الأراضي الصالحة للزراعة التي يمكن أن تنتج الحبوب وغيرها من المواد الغذائية. وتعهدت شركات من منطقة دول مجلس التعاون الخليجي باستثمارات بقيمة 53 مليار دولار خلال العام الماضي فقط، مقابل قيمة الاستثمارات البالغة 100 مليار دولار خلال 10 سنوات، حسب المنتدى الاقتصادي العالمي (WEF).