بمناسبة مرور خمسين عاماً على إطلاق بطاقة التأمين الموّحدة الخاصة بدخول وخروج السيارات عبر البلاد العربية، أصدر الإتحاد العام لشركات التأمين عدداً إلكترونياً خاصاً من اثنينن وثلاثين صفحة تضمّن افتتاحية بقلم أمين عام الإتحاد السيد شكيب أبو زيد تناول فيها قصة ولادة هذه البطاقة وما هي المحطات التي عبرتها طوال خمسة عقود من الزمن.

يُذكر أن توقيع الإتفاقية بين الدول العربية التي شاركت في إقرارها، تمّ في تونس عام 1975. لكن الفكرة بحدّ ذاتها بدأت خلال المؤتمر العام الثاني للإتحاد العام العربي للتأمين في آذار 1965 ، وكان عُقد في العراق وتمّ خلاله تسجيل توصية بوضع حلّ مشتركك لتسهيل مرور السيارات بين البلدان العربية المنضمة للإتحاد، والغرض من ذلك تسهيل تطبيق القوانين الإلزامية المتعلقة بالتأمين، إنطلاقاً من المسؤولية المدنية الناتجة عن حوادث السيارات. وفي المؤتمر الثامن الذي عُقد في دمشق في أيار عام 1973 اجتمع ممثلو الحكومات العربية لدراسة المشروع والموافقة عليه، على أن يتمّ إنشاء مكتب موحدّ لتنظيم عملية إصدار البطاقة وتلقّي المطالبات الناتجة عن حوادث السيارات المارة في بلد عربي شقيق والحاملة بطاقة برتقالية، ومن ثمّ اتخاذ اجراءات لازمة وتسوية ما نتج عن الحادث لحساب الشركات المصدّرة لها. وفي تونس عام 1975، تمّ توقيع هذه الإتفاقية التي عُرفت في ما بعد بالبطاقة البرتقالية من الدول العربية التالية: الأردن، الإمارات، البحرين، تونس، الجزائر، السودان، سوريا، العراق، سلطنة عُمان، فلسطين، قطر، الكويت، لبنان، ليبيا، مصر، المغرب، اليمن والسعودية. وفي 1977، تمّ إبرام الإتفاقية بين المكاتب العربية الموحّدة الإقليمية لتطبيق بطاقة التأمين الموحدّة عن سير المركبات عبر البلاد العربية والتي يعمل في إطارها 15 مكتباً عربياً موحداً في الأردن والإمارات والبحرين وتونس والجزائر وسوريا والعراق وسلطنة عُمان وفلسطين وقطر والكويت ولبنان وليبيا ومصر والمغرب، علماً أن كلّا من فلسطين والمغرب لم يُبارد الى الآن إصدار هذه البطاقة.
جدير بالذكر أنه في العام 2019 دخلت البطاقة البرتقالية مرحلة الرقمنة وقامت لجنة تأمينات السيارات والمكاتب العربية الموحدّة بتشكيل لجنة مدراء لإدارة تكنولوجيا المعلومات وتمّ اختيارهم من مكاتب الأردن والإمارات والبحرين وعُمان ومصر والجزائر مهمّتهم بناء منظومة إلكترونية على ثلاث مراحل: الأولى، الإصدار الإلكتروني للبطاقة، وقد تمّ رسمياً في كانون الثاني 2023. الثانية، التعويضات ولا يزال العمل جارياً لتنفيذ هذه المرحلة. الثالثة، إنشاء صندوق عربي لإدارة مخاطر تأمين البطاقة البرتقالية ، وهو مقترح تمّ تقديمه من الجانب الأردني والقاضي بإنشاء مجمّع التأمين الإلزامي العربية.
وبعد مرور خمسين عاماً على الإتفاقية، أثبتت البطاقة البرتقالية، يقول شكيب أبو زيد، ” أنها نموذج حيّ للعمل العربي المشترك الناجح بتضافر جهود جميع القيّمن عليها من مكاتب عربية موحّدة ومن الإتحاد العام العربي للتأمين” .

الى ذلك، تضمّن العدد الإلكتروني مقابلات ومقالات عدة في الإطار نفسه لكلّ من: السيد محمد مظهر حمادة، الرئيس التنفيذي لشركة العين الأهلية للتأمين وفي المقابلة، عرض لأهمية هذه البطاقة وفوائدها، فمقال للسيد أحمد هدروك، المدير العام للمكتب الموحد التونسي للسيارات وقد عرض فيه أهمّ المنجزات التي تحقّقت، فمقابلة مع السيد عبدالله العميري، المدير العام للمكتب العُماني الموحّد للبطاقة، السيد ابراهيم لبيب المدير التنفيذي للمجمّع المصرية للتأمين الإجباري على المركبات فمقابلة مع السيد وليد سعود مدير مكتب الجزائر وفيه يعرض تحسّن آليات المفاوضات الى مقابلات أخرى للسادة: ميساء الكوهجي (البحرين) د. مؤيد الكلوب (الرئيس التنفيذي للإتحاد الأردني لشركات التأمين وهو في الوقت نفسه مدير المكتب الموحد الأردني) وقد تناول فيه آلية التعاون بين الدول العربية، وصولاً الى السيد طارق التميمي من الشركة الأهلية للتأمين مديرة المكتب الموحد الكويتي. وكان للبنان أيضاً حصّة في هذا العدد الخاص إذ أُجريت مقابلة مع الأمين العام لجمعية شركات الضمان في لبنان السيد جميل حرب، وفيه عرض لكيفية الوفاء بالإلتزامات تجاه جميع المكاتب. والى ما تقدّم، تضمّن العدد حوار مع السيد جمال سالم مدير مكتب الموحد الليبي وقد تناول فيه إصرار على المضي قدماً في النظام الرقمي. ولم تغُب قطر عن هذا العدد، بل ان السيد ماهر الجعيري من المكتب الموحد القطري للتأمين، أضاء على الأمان والطمأنينة اللذين حققتهما البطاقة. وفي ثلاث صفحات أخيرة من هذا العدد، تمّ تغطية إحتفالية لليوبيل الذهبي بهذه المناسبة التأمينية المهمة. بقي أن نُشير الى أن هذا العدد الخاص يضع القارئ وأصحاب الشان في أجواء ما تمّ تنفيذه على هذا الصعيد خلال خمسة عقود وقد زيّن بغلاف يجمع بين البطاق الموحّدة وسيارات على الطريق معرّضة للحوادث وزاوية تعريفية تُشير الى العدد الخاص والنشرة الإلكترونية.