من الحملة
انطلقت هذا الأسبوع جولة جديدة من حملات التطعيم ضد شلل الأطفال في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة اليمنية، تهدف إلى تعزيز مناعة المجتمع في المناطق عالية الخطورة والحد من انتشار الفيروس، من خلال إعطاء لقاح شلل الأطفال الفموي الجديد من النوع الثاني (nOPV2) لأكثر من 1.3 مليون طفل في 120 مديرية ضمن 12 محافظة. وتأتي هذه الحملة (مدتها ثلاثة أيام)، استجابة لرصد حالات إصابة في المجتمع، واستمرار اكتشاف حالات مؤكدة للفيروس المتحوّر من النوع الثاني (cVDPV2) في العينات البيئية.
الدكتورة فريما كوليبالي-زيربو، القائمة بأعمال ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن، قالت في هذا الصدد: “لا يزال اليمن معرضاً بدرجة عالية لتفشي فيروس شلل الأطفال بسبب الصراع الطويل، وضعف النظام الصحي، وانخفاض معدلات التغطية بالتطعيمات الروتينية. ومع استمرار تفشي الفيروس وتأكيد الإصابات في عام 2025، فإن هذه الحملات ضرورية لوقف انتقال العدوى وحماية كل طفل من الآثار المُدمرة لشلل الأطفال.”
يُذكر أنه منذ عام 2021، تمّ الإبلاغ عن 282 حالة إصابة بفيروس شلل الأطفال المتحوّر من النوع الثاني في اليمن، موزعة على 122 مديرية في 19 محافظة من أصل 22 محافظة في البلاد، حيث سُجلت 98% من الحالات بين الأطفال دون سن الخامسة. وتشير المؤشرات الوبائية إلى الحاجة الملحة لاستخدام لقاح nOPV2 لوقف انتشار الفيروس في المحافظات الجنوبية وحماية الأطفال من هذا المرض.
وتُنفَّذ الحملة بقيادة وزارة الصحة العامة والسكان، وبدعم من منظمة الصحة العالمية واليونيسف، والمبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال (GPEI).
ويشارك في تنفيذ الحملة قرابة 7 آلاف فريق تطعيم، منهم أكثر من 6 آلاف فريق متنقل يطرق الأبواب، و800 فريق في المرافق الصحية. ويشرف على الحملة ما يقرب من ألفي مشرف ميداني، إلى جانب 240 مشرفًا على مستوى المديريات، بدعم فني من الجهات الوطنية والشريكة.
بيتر هوكينز، ممثل اليونيسف في اليمن فقال: “تُعد هذه الحملة خطوة عاجلة ومهمة لحماية الأطفال من الإصابة بالشلل نتيجة فيروس شلل الأطفال. فمع وجود حالات مؤكدة بين الأطفال اليمنيين، يظل الخطر قائماً، لا سيما بالنسبة للأطفال غير المطعمين. لكن من خلال التطعيم، يمكننا أن نحافظ على سلامة أطفالنا.”
يبقى أن منظمة الصحة العالمية واليونيسف، باعتبارهما من الشركاء الرئيسيين في المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، تؤكدان التزامهما الكامل بدعم الحكومة اليمنية في جهودها للقضاء على شلل الأطفال وتعزيز خدمات التحصين الروتيني. ويظل الاستثمار المستمر والتنسيق المشترك أمرين حاسمين لضمان عدم ترك أي طفل خلف الركب.