مشهد عام
تحولت موسكو، في 30 و 31 آب، إلى وجهة لعشاق الموسيقى والفن المعاصر مع انطلاق النسخة الأولى من مهرجان الأضواء “برويكستسيا” (Proektsiya) في حديقة موسكينو سينما بارك، وذلك بحضور عشرة آلاف زائر، استمتعوا بعروض ضوئية غامرة، وإسقاطات بصرية، وأداءات حية لأكثر من 12 ساعة من الموسيقى المتواصلة على مدى يومين، بمشاركة نجوم عالميين وفنانين روس.
وكان المهرجان قد أقيم على مساحة مساحة تجاوزت 1,500 متر مربع، وتضمّنت أكثر من خمس منشآت فنية فريدة، إلى جانب 800 هيكل ضوئي رأسي وأكثر من ألف جهاز إضاءة متزامنة مع المؤثرات الصوتية والبصرية.
في اليوم الأول، خطف النجم السويدي-الكونغولي موهومي الأضواء بأدائه لأغانيه الشهيرة مثل Bumpy Ride وHello التي لطالما أشعلت حلقات الرقص حول العالم. وبحضور آلاف الجماهير وسط مؤثرات ضوئية مبهرة وإسقاطات رقمية، أشعل موهومي الأجواء بشخصيته وأسلوبه الحيوي. وقال قبل صعوده إلى المسرح: “أنا سعيد جداً بعودتي إلى روسيا، وموسكو دائماً قريبة من قلبي، أحب تنوع ثقافتها”، لتلقى كلماته تصفيقاً حاراً.
أما اليوم الثاني، فقد شهد عرضاً قوياً لأسطورة الهيب هوب العالمي باستا رايمز، المعروف بسرعته الفائقة في الأداء وتعاونه مع نجوم عالميين مثل ماريا كاري وجانيت جاكسون. وقدّم الفنان عرضاً بصرياً موسيقياً متكاملاً تخللته ظهورات هولوغرامية لنجومه المشاركين، وسط إضاءة ديناميكية متزامنة مع إيقاعاته القوية. وقال للجمهور: “لقد مضى وقت طويل منذ زيارتي لموسكو، وأنا سعيد للغاية بعودتي. هنا أناس مذهلون بالفعل”.

جذبت المنشآت الضوئية أنظار الزوار، أبرزها نفق LED بطول 70 متراً حوّل الممر الرئيسي للحديقة إلى ممر ديناميكي من الضوء، إضافة إلى منطقة “موسكو الأربعينيات” التي عرضت مشاهد أرشيفية عبر تقنيات الفيديو مابينغ، لتعيد الحياة إلى ذاكرة المدينة.
لقد جمع مهرجان “برويكستسيا” بين الموسيقى والفن الرقمي والإضاءة في تجربة غامرة واحدة، ليثبت أن موسكو قادرة على استضافة فعاليات ثقافية رفيعة المستوى بمعايير دولية. وقد ترك المهرجان انطباعاً قوياً لدى عشاق الموسيقى الحية والفن الرقمي، مؤكداً مكانة العاصمة الروسية كمركز متجدد للابتكار الثقافي.