مبنى “القدس” الجديد
شركة القدس للتأمين (JICO) أتمت عملية استحواذها على 72% من أسهم شركة التأمين العربية – الأردن (العربية الأردنية)، وذلك بعد استكمال جميع المتطلبات التنظيمية والحصول على الموافقات النهائية من الجهات الرقابية المختصة، وعلى رأسها البنك المركزي الأردني، وهيئة الأوراق المالية، ودائرة مراقبة الشركات. وأفادت في بيان لها بأن هذا الاستحواذ يمثّل إنجازًا استراتيجيًا مهما، وواحد من أكبر الصفقات في قطاع التأمين الأردني حتى الآن، بل تُعد نقلة نوعية لشركة “القدس”، اذ ستعزّز استراتيجيتها الرامية إلى تعزيز حضورها في السوق المحلية، وتعزيز قدرتها التنافسية، وترسيخ مكانتها كشركة رائدة في قطاع التأمين الأردني.
وفي إطار هذه الاستراتيجية، رفعت شركة جيكو (JICO) رأس مالها إلى 16 مليون دينار أردني (22.6 مليون دولار)، ما يُظهر التزامها تعزيز ملاءتها المالية وتوسيع قاعدة أعمالها بما يتماشى مع طموحات النمو المستقبلية.

يُذكر أن الاندماج سيتم من خلال عملية انتقال سلسة ومُدارة بعناية. اما الاندماج،بحد ذاته،فيهدف إلى الارتقاء بمستوى الخدمة المُقدّمة للعملاء من خلال الجمع بين خبرات شركتَيْن تأمينيتين عريقتين وراسختين، وتحسين الموارد المشتركة، وتحقيق أداء مالي أقوى عند اكتماله،مع مواصلة تقديم خدماتهما التأمينية كالمعتاد، علاوة على التزامهما التام عدم التأثير على طلبات العملاء خلال فترة الانتقال. ووفقًا للبيان، ستبدأ الشركتان قريبًا في تنفيذ خطط الاندماج والتكامل، بما في ذلك توحيد الهياكل التنظيمية والسياسات التشغيلية، بالإضافة إلى دمج الأنظمة والخدمات، كجزء من رؤية موحدة للنمو المستدام.
وتعليقًا على عملية الاستحواذ، قال رئيس مجلس إدارة شركة القدس للتأمين، محمد عليان: “تأتي هذه الخطوة في إطار خطتنا للتوسع والنمو، وبناء كيان تأميني أقوى وأكثر قدرة على تلبية متطلبات السوق وتقديم حلول متكاملة للعملاء”.
وأعرب رئيس مجلس إدارة شركة العربية الأردنية للتأمين، سفيان دعيس، عن ثقته بنجاح عملية الاندماج، مؤكدًا أن الشراكة المؤسسية بين الطرفين ستفتح آفاقًا جديدة لجميع المساهمين والعملاء والموظفين، وستساهم في تطوير قطاع التأمين الأردني ورفع مستوى خدماته.

يُشار هنا الى ان البعض طرح أسئلة عن دوافع هذا الإندماج، بغض النظر عما قيل من قبل الجانبين، منها أن: الإندماج يتمّ، عادة، عندما تكون الشركة الراغبة بالاستحواز او الاندماج، لا تملك رخصة التأمين على الحياة وتريد الحصول على هذا الرخصة غير الموجودة اصلا عند العربية-الاردن، ومن ذلك، ما أقدمت عليه مثلاً “سوليداريتي-الأولى” عندما اندمجت مع شركة “اليرموك”.لذا يذهب هؤلاء الى تبرير الدمج بالقول: لعل في ذلك فرصة لعدم تسديد ضريبة لمدة ثلاث سنوات، وفق القانون الحديث المتعلق بقطاع التأمين.هذا من جهة،و من جهة ثانية،فان القانون اياه ألزم شركات التأمين الأردنية برفع رأسمالها وقد تكون إدارة العربية-الأردن غير راغبة في رفع هذا الرأسمال، فعرضت معظم اسهمها للبيع لتفادي تجرّع كأس الزيادة المرة، فاشترتها القدس،و بذلك تكون الشركتان قد حققت كلّ منهما منفعتها الخاصة .
مهما يكن، فإن هذه الصفقة تؤكد مرة من جديد أن الكيانات الكبرى (سواء كانت شركات تأمين أو مصارف أو…) لا تستطيع الإستمرار في ظلّ التطوّر التكنولوجي الحاصل و في عصر الذكاء الإصطناعي، من دون، رساميل ضخمة وشركات تستجلب القوة باندماجها…