مع التقدُّم في السن، يُصاب الكثيرون بضعف تدريجي في بصر العين، يعرف باسم قصو البصر الشيخوخي (presbyopia). وقد و الحل الوحيد للتعامل مع هذه المشكلة،في غالبية الاحيان، هو الاستعانة بالنظارات الطبية.

ونصح الباحثون المرضى باستخدام القطرات مرتين يومياً؛ مرة في الصباح ومرة أخرى بعد نحو ست ساعات، مع إمكانية استخدام جرعة ثالثة عند الحاجة. ثم تمّ قياس بصرهم باستخدام مخططات عين على مدار عامين لقياس حدة البصر، وهي عبارة عن لوحات تحتوي على صفوف من الحروف بأحجام مختلفة لكل صف.
ووجد الباحثون أنه في غضون ساعة من استخدام الجرعة الأولى، تمكّن المرضى من قراءة المزيد من الحروف الموجودة على مخطط العين.
وباستخدام أقل تركيز للقطرات، تمكّن كل مشارك تقريباً من رؤية صفّين إضافيين على الأقل على المخطط، بينما منحت التركيبات الأقوى الكثيرين القدرة على قراءة ثلاثة صفوف أو أكثر.
وبعد عام كامل من الاستخدام اليومي، استمر أكثر من 8 من كل 10 مرضى في الاستمتاع برؤية أفضل دون الاعتماد على النظارات. كما استمرت الفائدة لأكثر من عام لدى البعض.
اما الآثار الجانبية فكانت طفيفة نسبياً. ولاحظ نحو ثلث المشاركين خفوتاً مؤقتاً في بصرهم، بينما أبلغ عدد أقل عن تهيّج خفيف و صداع. لكن احدا من المرضى لم يتوقف عن استخدام القطرات بسبب هذه المشكلات، التي وصفها الباحثون بأنها مؤقتة ويسهل السيطرة عليها.
الدكتورة جيوفانا بينوزي، مديرة مركز الأبحاث المتقدمة لقصو النظر الشيخوخي في بوينس آيرس بالأرجنتين، التي قادت فريق الدراسة،صرّحت بأن هذا العلاج لا يهدف إلى استبدال الجراحة لمن يرغبون في حلّ دائم، بل إلى توفير بديل سهل المنال وغير جراحي.أضافت: «هذا يمنح المرضى مرونة، وقد يغنيهم عن الحاجة المستمرة لنظارات القراءة».
مع ذلك، يُطالب الخبراء بضرورة إجراء المزيد من الأبحاث قبل أن تُصبح القطرات شائعة الاستخدام.
ففي حين أن البيلوكاربين يُستخدم في علاجات العيون الأخرى منذ عقود، فإن استخدامه اليومي طويل الأمد يثير تساؤلات حول الآثار الجانبية المحتملة، مثل ضعف الرؤية الليلية، أو في حالات نادرة، مشكلات أكثر خطورة بالشبكية.
ويُحذّر الخبراء أيضاً من أن الاستخدام المُطوّل للديكلوفيناك قد يُشكّل مخاطر على سطح العين.