عون يتسلّم نسخة من التوصيات الصادرة عن المؤتمر
“المؤسسة الوطنية للتأمين الالزامي”، و وفقا لما اشرنا اليه في مقالين سابقين،عقدت مؤتمرًا عن “السلامة المرورية في لبنان: نحو استراتيجية وطنية شاملة بشراكة متعددة القطاعات” في فندق “متروبوليتان” -سن الفيل برعاية رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ممثلا بوزير الداخلية والبلديات احمد الحجار، و حضور ممثلين عن الوزارات المعنية: الصحة، الاعلام،العدل، اضافة الى رئيس مصلحة تسجيل السيارات والاليات ، رئيس لجنة هيئة الرقابة على الضمان ، رئيس جمعية شركات الضمان، نقيب وسطاء التأمين،و المدير العام للطرق وممثلي جمعيات تُعنى بالسلامة المرورية وعدد من المعنيين.

بداية، النشيد الوطني ثم فيلم وثائقي عن حوادث السير، فدقيقة صمت بطلب من رئيس “المؤسسة الوطنية للتأمين الإلزامي” عبدو الخوري واضاءة الشموع الموضوعة على الطاولات عن أنفس ضحايا حوادث السير. وقال الخوري: “نقف اليوم أمام واقع اليم نعيشه كل يوم على طرقنا في مشهد يجب أن يحرّك ضمائرنا جميعا .لست هنا لارثي حياة زُهقت او أعزي ابًا مكسورًا وأمّا ثكلى، بل لنعاهد ضحايا الطرق ومن جديد، أن دماءهم ستكون بذرة وعي واقدام”. أضاف:”إن السلامة المرورية ليست مسؤولية جهة واحدة بل قضية وطنية تتطلب استراتيجية شاملة وشراكة حقيقية بين القطاعات كافة والدولة بمؤسساتها ووزاراتها والبلديات والقوى الأمنية والمدارس والجامعات ووسائل الإعلام والمجتمع المدني والقطاع الخاص والمواطن جميعهم شركاء في هذه المسؤولية، الجميع مسؤولون لأن كل حياة تنقذ هي انتصار للوطن بأسره”.

تابع:” سيدي الرئيس إن العمل الجاد والمنسق وحده قادر أن يعيد الامان إلى طرق لبنان ويجعل من طرقنا مرآة لحضارتنا واحترامها للإنسان وان نحول القيادة الآمنة إلى ثقافة وطنية. سيدي الرئيس هذا المؤتمر ليس اجتماعا عابرا إنه نداء حياة وصرخة وطن يريد أن يعيش. إن حماية المواطن واجب بل هي الواجب الأول والواجب الأول لا يحتمل التأجيل ولتترجم الكلمات إلى أفعال ولنساهم في إطلاق رؤية موحدة للسلامة المرورية تطبق فيها القوانين بعدالة وصرامة تحدّث فيها التشريعات لتكون أكثر ردعا وانصافا ويعزز فيها الوعي عبر التربيةوالاعلام والمجتمع . سيدي الرئيس لقد بلغت الكارثة حدها ،طرقنا صارت فخاخ موت والموت صار خبرا يوميا .تحت رعايتكم وبارادتكم نستطيع أن نوقف هذه الكارثة معا.فبالدولة و المؤسسات نستطيع أن نحول طرقات لبنان من ساحات مأساة إلى ساحات امان للإنسان. معا نستطيع أن نحمي الحياة حفظ الله لبنان وحفظ أبناءه”.
ختم: “معالي الوزير نشكر حضورك وتمثيل رئيس الجمهورية ونحن نتابعك ونشاركك اللجنة الوطنية التي ترأسها بالاندفاع التي لا تستكين للحفاظ على الضحايا والملاحقة وتنفيذ القرارات بالمتابعة اليومية ولن تبخل علينا في هذا المؤتمر بكلمة ينتظر كل الجمهور سماعها منك”.
ثم كانت كلمة وزير الداخلية احمد الحجار الذي قال:” “نواجه اليوم تحديا أساسيّا يتمثَّل في بسط سلطة الدولة على كامِل أراضيها، تطبيقا لأحكام الدستور، واحتراما لسيادة لبنان ووحدته الوطنيّة، وتعزيزا للثقة به في الداخل والخارج. وفي هذا الإطار، يتولّى الجيش اللبناني وإلى جانبِه سائر الأجهزة الأمنيّة، فرض السيطرة الميدانية الكاملة على كل شبر من الأرض اللبنانيّة. ويشكل تحرير أرضنا المحتلة في الجنوب، ووقف الاعتداءات الإسرائيليّة المتكرّرة أولويّة وطنيّة لا مساومة عليها”.

ختم : “رغم المخاض الذي يمرّ به وطننا العزيز، ورغم محدودية الإمكانات، تبقى السلامة المروريّة وسلامة المواطن اللبناني أولى الأولويّات، فكونوا الشركاء الفاعلين للدولة في سعيها، من خلال مراقبة الذات أوّلاً، وكونوا المثل الصالح في زمن نحن أحوج ما نكون فيه إلى الإصلاح، انطلاقا نحو أفق الانفتاح والازدهار، الذي سنبلغه سويّاً للعبور بوطنِنا إلى برِّ الأمان والاستقرار”.
بعد الجلسة الافتتاحية حاضر الخبيران الدوليان الدكتور جان -ايف لو كوز و ايف باج وقدمهما الدكتور ناجي صعيبي.
تحدث الخبيران عن السلامة المرورية واكدا ان “مليونًا ونصف المليون شخص يتعرضون للموت بسبب حوادث السير وهناك اكثر من ٧٠ سببًا للحوادث اهمها الكحول والسرعة والميكانيك وعدم الرؤية”. وتحدثا عن “الوقاية من الحوادث وتقليص عددها وتطبيق النظام الآمن والسلامة المرورية والاجراءات وتطبيق السلامة المستدامة والتقنيات المطلوبة”.وشرحا “التجربة الفرنسية إذ انخفض عدد الوفيات من جراء حوادث السير بسبب الاجراءات الوقائية التي اعتمدت”. وطالبا بـ”تطبيق الاستراتجية الوطنية للسلامة المرورية التي تحد من حوادث السير” .وتحدثا عن الوضع في لبنان من حيث السلامة المرورية و ضرورة تحديث التشريعات والابحاث مستغربين “وجود مليون سيارة دون تأمين”.
بعد ذلك أقيمت طاولة حوار شارك فيها ممثلون عن الوزارات الأعضاء في المجلس الوطني للسلامة المرورية، وهي الداخلية والأشغال العامة والنقل والاقتصاد والتجارة والتربية والتعليم العالي والعدل.























































