كريستين حداد تتسلّم الدرع التكريمية من السيدَيْن خالد عبد الصادق ومصطفى صلاح من شركَتَيْ المهندس للتأمين والمهندس لتأمينات الحياة
بقلم كريستين حداد
لم تكن مشاركتي هذا العام في ملتقى شرم الشيخ للتأمين «Rendez-Vous 7» مجرد حضور مهني اعتيادي، بل كانت تجربة متكاملة تجمع بين المعرفة والخبرة. فمنذ اللحظة الأولى التي دخلت فيها الى القاعة الرئيسية للملتقى، وسط أكثر من ألف مشارك من مختلف الدول، أدركت أنني أمام حدث استثنائي يتجاوز حدود المؤتمرات التقليدية، ويُجسّد حوارًا حيًا حول مستقبل صناعة التأمين وتحدياتها.
على مدى يومين، كانت الأروقة تعجّ بالنقاشات الجادة والتحليلات المتعمقة، والحوارات التي تجمع بين خبرات تمتد لعقود ورؤى جديدة تبحث عن مسار للتطبيق. وقد شكّل الذكاء الاصطناعي، والتحول الرقمي، والمخاطر المناخية والاقتصادية، أبرز محاور النقاش، إلى جانب مستقبل التقنيات المالية وابتكار المنتجات التي تلائم احتياجات جيل يتغيّر بسرعة ويتطلب حلولًا رقمية واضحة وسريعة.
وبينما كنت أتنقّل بين الجلسات، حملتُ معي زاويتين تتكاملان ولا تتعارضان:
زاوية إعلامية بصفتي المديرة التنفيذية للموقع الإلكتروني لمجلة “تأمين ومصارف”،
و زاوية تقنية من خلال عملي الإقليمي ضمن فريق “أوبليسكي للتكنولوجيا”.

هذا المزيج منحني رؤية أعمق وأشمل لطبيعة التحولات التي يشهدها القطاع، وكيف تتداخل التقنيات الحديثة مع احتياجات السوق، وكيف تتشكّل توجهات المستقبل من قلب النقاشات التي دارت داخل القاعات.
ولم يقتصر الحدث على جانبه المهني فحسب؛ فقد شهد تغطية إعلامية عربية واسعة، ولا سيما من الصحف والمجلات اللبنانية التي كان حضورها لافتًا، وتغطيتها غنية وموسّعة، عكست أهمية المؤتمر على المستوى الإقليمي وأسهمت في نقل تفاصيله بدقة واحتراف إلى شريحة واسعة من القرّاء.
كما أضافت الأمسيات الفنية التي أحياها الفنانون اللبنانيون — عاصي الحلاني، ميريام فارس، وائل جسار، والأخوان شحادة — إلى جانب الفنان المصري بهاء سلطان، أجواءً مميزة عزّزت روح التواصل بين المشاركين، وجعلت من المؤتمر مساحة تجمع بين المعرفة والترابط الإنساني.

ومع نهاية اليوم الأخير، جاءت لحظة التكريم التي ستظل محفورة في الذاكرة.
حين اعتليت المنصّة لاستلام درع «تأمين ومصارف»، أسوة بالزملاء الكرام، شعرت بأن هذه اللحظة تختصر سنوات من الجهد والعمل المتواصل لفريق المجلة، وتاريخًا طويلًا من الالتزام الصحفي الذي أسّسه — وما زال يلهمنا — الصحافي فضلو هدايا، صاحب البصمة الأولى والروح التي نتابع بها مسيرتنا المهنية.
كان هذا التكريم أكثر من مجرد درع؛ كان اعترافًا صادقًا بدور الإعلام في نقل الحقيقة، وتوثيق التحولات، وتسليط الضوء على الجهود التي تُبذل في الكواليس لتطوير قطاع التأمين العربي.

ولهذا، أتوجّه بخالص الشكر والامتنان إلى الاتحاد المصري لشركات التأمين بقيادة الأستاذ علاء الزهيري، وإلى شركة المهندس للتأمين بقيادة الأستاذ خالد عبد الصادق، وشركة المهندس لتأمينات الحياة بقيادة الأستاذ مصطفى صلاح، على هذه المبادرة الكريمة التي أعتز بها. كما أتقدّم بجزيل الشكر إلى الفريق المنظّم للملتقى الذي قدّم نموذجًا استثنائيًا في التنظيم الشامل والمريح لجميع المشاركين، وفي المتابعة الدقيقة لحظة بلحظة لضمان نجاح كل جلسة وكل فعالية دون استثناء. لقد قدّم هذا الفريق صورة مشرّفة لعمل احترافي متقن يستحق كل التقدير.
لقد رسّخت مشاركتي في هذا الحدث قناعتي بأن صناعة التأمين العربية تقف اليوم على أعتاب مرحلة جديدة تتطلب استثمارًا أكبر في التكنولوجيا، وتطوير الكفاءات، وتوسيع الشراكات الإقليمية والدولية. ومن خلال عملي في «تأمين ومصارف» و«أوبليسكي للتكنولوجيا»، أجدّد التزامي بدعم نشر المعرفة وتسليط الضوء على كل ما يسهم في نهضة هذا القطاع الحيوي وترسيخ موقعه في المنطقة.
وهكذا خرجتُ من شرم الشيخ: بخبرة أوسع، وقناعة أعمق، ورغبة أكبر في الاستمرار.
فهذا الملتقى لم يكن مجرد حدث… بل كان قصة تستحق أن تُروى، ومحطة مهنية وإنسانية ستبقى حاضرة كلما بدأتُ كتابة مقال جديد أو خضتُ تجربة جديدة داخل هذه الصناعة المتطوّرة.























































