تعهّدت المملكة المغربية في بيان وزّع قبل أيام، تقديم 5 ملايين دولار لدعم التحالف العالمي للقاحات والتحصين (Gavi) خلال فترته الاستراتيجية المقبلة: 2026-2030. ويمثل هذا التعهد أول مساهمة للمغرب في التحالف، وأكبر تعهد من دولة شمال أفريقية. بل يعكس ريادة المملكة المتنامية في تعزيز الأمن الصحي العالمي، وتعزيز تصنيع اللقاحات إقليميًا، ودعم التنمية التي تقودها أفريقيا. كما يؤكد هذا التعهد التزام المغرب تعزيز التضامن العالمي، وضمان إسماع صوت أفريقيا على أعلى مستويات المشاركة الدولية.
تتماشى هذ ه الخطوة مع الرؤية الملكية لمحمد السادس، لتمكين أفريقيا: رؤية لقارة ناشئة ومتحدة وقادرة على الصمود، متجذرة في التقدم المشترك والتنمية المشتركة والتضامن. كما يعكس التزام المغرب الراسخ بالتعاون فيما بين بلدان الجنوب، ودوره المتنامي كجسر بين أفريقيا والمجتمع العالمي في قضايا الصحة والتنمية المستدامة.
وزير الصحة والحماية الاجتماعية في المملكة المغربية أمين الطهراوي، قال في هذا الصدد: “استرشادًا برؤية جلالة الملك محمد السادس، يفخر المغرب بالانضمام إلى التحالف العالمي للقاحات والتحصين كجهة مانحة لأول مرة. تعكس هذه المساهمة إيماننا المشترك بأن الاستثمار في اللقاحات هو استثمار في استقرار وازدهار قارتنا في المستقبل. واستخلاصًا للدروس من الجائحة الأخيرة، وبهدف تعزيز التعاون مع الشركاء الرئيسيين مثل منظمة الصحة العالمية، يؤكد المغرب التزامه بجهود التحصين من خلال التضامن والتنمية المشتركة، مع ضمان حق كل طفل في الحماية والفرصة”. أضاف: “تعكس هذه المساهمة إيمان المغرب الراسخ بأنه لا ينبغي حرمان أي طفل، في أي ركن من أركان العالم، من اللقاحات المنقذة للحياة”.

أما السيدة نادية فتاح العلوي، وزيرة الاقتصاد والمالية فعلّقت قائلة: “تأتي هذه المساهمة في إطار التعاون المثمر المستمر بين المغرب والتحالف العالمي للقاحات والتحصين، وتعكس التزام بلادنا بدعم الجهود الدولية الرامية إلى ضمان وصول عادل ومستدام إلى التطعيم، لا سيما للفئات الأكثر ضعفًا”.
من جهتها صرّحت د. سنية نشتر، الرئيسة التنفيذية لتحالف “غافي”: “يشرفنا أن نرحب بالمغرب كأحدث مانح لنا في جافي”. وأضافت: “سيتم تخصيص 80% من موارد جافي خلال فترتنا الاستراتيجية القادمة لأفريقيا، وفي هذا السياق، ستلعب القيادة المغربية دورًا محوريًا في جهود التحصين العالمية. خلال زيارتي الأخيرة للمغرب، أعجبتُ بالرؤية الاستراتيجية للملك محمد السادس لتصنيع اللقاحات في القارة، والتي تضع معاييرًا للدول الأخرى”.
يأتي تعهد المغرب في وقت تستعد فيه غافي لإطلاق فترتها الاستراتيجية القادمة، “غافي 6.0″، والتي تهدف إلى حماية 500 مليون طفل من عام 2026 إلى عام 2030. وخلال هذه الفترة الاستراتيجية، ستظل أفريقيا محورية في جهود غافي العالمية للتحصين.
يُعدّ التحصين أحد أكثر الاستثمارات تأثيرًا وفعالية من حيث التكلفة في مجال الصحة العامة، إذ يُنقذ ما يُقدّر بـ 4-5 ملايين شخص سنويًا، ويمنع حالات لا تُحصى من المرض والإعاقة. ويُحقق كل دولار يُستثمر فيه عائدًا مجزيًا قدره 54 دولارًا أميركيًا من خلال تحسين صحة السكان، وخفض تكاليف الرعاية الصحية، وبناء اقتصادات أقوى وأكثر مرونة.

ستسترشد الفترة الاستراتيجية القادمة لتحالف غافي أيضًا بمبادرة إصلاحية طموحة، هي مبادرة غافي ليب (Gavi Leap) التي تسعى إلى تحويل نموذج عمل تحالف اللقاحات إلى نموذج أكثر شمولًا، بما يُعزز ملكية الدول، وسيادتها، واعتمادها على الذات. وترتكز مبادرة غافي ليب على مبادئ الشراكة المتساوية، وتشجع الاستثمار المشترك، والتعاون بين الوكالات، والتوافق مع أولويات التنمية الوطنية.
تأتي مساهمة المغرب في لحظة محورية، حيث تُسرّع البلاد جهودها لتصبح مركزًا إقليميًا لتصنيع اللقاحات، وبناء منظومة بيئية متينة لابتكار اللقاحات وإنتاجها، وتحقيق الأمن الصحي.
يُسلّط هذا التعهد الضوء على الرؤية الاستراتيجية للمغرب لأفريقيا التي تتجاوز مجرد تلقي حلول صحية عالمية، لتصبح منتجًا ومبتكرًا وقائدًا عالميًا.
بصفتها شراكة بين القطاعين العام والخاص، تعمل جافي بتضامن مع البلدان منخفضة الدخل لتجميع الطلب، وتأمين لقاحات منخفضة التكلفة، ودعم الاستثمارات طويلة الأجل في النظم الصحية. يُعزز تعهد المغرب هذا النموذج، ويُقدّم مثالًا على كيفية مساهمة القيادة الإقليمية في ترجمة أولويات السياسة الخارجية إلى دعم ملموس لتحقيق وصول عادل للقاحات.























































