هل يبقى تشاؤم شركات الإنتاج قائماً رغم كل الحراك القائم
مؤشر مدراء المشتريات™ الرئيسي “بلوم بنك- لبنان، سجل نمواً هو الثاني من نوعه، ما ساعد في تحسين مستوى الإنتاج.
الى ذلك، استمرَّ معدل استحداث الوظائف بالنمو مع ارتفاع الأعمال غير المنجزة. كذلك، ارتفع مستوى الثقة بدرجة طفيفة، ولكنّ المخاوف الأمنية خفّضت منه.
تعليقاً على نتائج المؤشر، قال الدكتور فادي عسيران المدير العام لبنك بلوم إنفست: “ارتفع مؤشر مدراء المشتريات من 50.6 نقطة في تشرين الأول 2025 إلى 51.3 نقطة في تشرين الثاني 2025، وهو التحسُّن للشهر الرابع على التوالي في النشاط الاقتصادي لشركات القطاع الخاص اللبناني. وقد جاء النمو مدفوعاً بارتفاع قياسي في الطلبيات الجديدة، موازياً لذروة أيلول، ما دعم الإنتاج وعكس زيادة الإنفاق قُبيل زيارة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان في كانون الأول، إضافةً إلى تحسن الوصول إلى الأسواق الأجنبية. ومع ذلك، ظلّت التوقعات المستقبلية هشّة، حيث سجّلَ مؤشر الإنتاج المستقبلي للإثني عشر شهراً المقبلة 40.1 نقطة مشيراً بوضوح إلى تقديم توقعات سلبية بشأن النشاط التجاري خلال الإثني عشر شهراً المقبلة للشهر السادس على التوالي وسط مخاوف من تصاعد التوترات بين إسرائيل وحزب الله. وفي الواقع، استهدفت إسرائيل بيروت للمرة الأولى في عدة شهور كما نفذت أحد الهجمات الأكثر دموية منذ توقيع الهدنة. ولكن، ووسط هذه التحديات، أبقى مؤتمر بيروت 1 على الآمال بتنفيذ الإصلاحات واستقطاب الدعم الدولي، حيث أشارت المحادثات من صندوق النقد الدولي إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق في المستقبل القريب”.
أما النتائج الرئيسية خلال شهر تشرين الثاني فهي التالية:
يُعزى ارتفاع مؤشر مدراء المشتريات في تشرين الثاني 2025 إلى الارتفاع الملحوظ في ظروف الطلب. واتضح ذلك في تسارع معدل نمو إجمالي الطلبيّات الجديدة في تشرين الثاني 2025 بثاني أسرع معدل في تاريخ الدراسة (الذي كان مماثلاً للنمط الملحوظ في أيلول 2025). كذلك، ساهم العملاء الدوليون في رفع كمية الأعمال الجديدة المستلمة. وللمرة الأولى منذ شباط 2025، سجَّلتْ شركات القطاع الخاص اللبناني ارتفاعاً في طلبيّات التصدير الجديدة في تشرين الثاني 2025 مقارنة مع الشهر الذي سبقه. ورغم ذلك، أشارت بيانات الدراسة الأخيرة بأنَّ نمو النشاط التجاري يُعود بشكل رئيسي إلى العملاء المحليين نظراً لأن معدل ارتفاع إجمالي الأعمال الجديدة كان أسرع من معدل ارتفاع الأعمال الواردة من العملاء الدوليين.

-ساهم ارتفاع الطلبيات الجديدة الواردة في تحسين كميات الإنتاج خلال الشهر قبل الأخير من عام 2025. وفي الواقع، كان ارتفاع النشاط التجاري في تشرين الثاني 2025 الرابع في عدة أشهر، حيث تسارع معدل النمو مقارنة بشهر تشرين الأول 2025.
-سجَّل مؤشر التوظيف، أحد المكونات الرئيسية لمؤشر مدراء المشتريات الرئيسي، قراءة أعلى من المستوى المحايد البالغ 50.0 نقطة خلال فترة المسح الأخيرة. ورغم ذلك، كان معدل استحداث الوظائف طفيفاً في تشرين الثاني 2025 وأدنى من المعدل المُسجّل في تشرين الأول 2025 الذي كان الأعلى منذ أكثر من اثني عشر عاماً. ورغم ذلك، ارتفعت الأعمال غير المنجزة، مشيرةً إلى ضغوط على القدرات الإنتاجية لشركات القطاع الخاص اللبناني. ومثَّل ذلك رابع ارتفاع في الأعمال غير المنجزة في عدة أشهر، مع العلم أن معدل تراكم الأعمال غير المنجزة كان طفيفاً.

-طلبت شركات القطاع الخاص اللبناني مشتريات إضافية في تشرين الثاني 2025، ما دعم تحقيق نمو في مخزون المشتريات. وجاء تراكم مخزون المشتريات وسط إطالة مواعيد تسليم الموردين بدرجة طفيفة. ورغم ذلك، كانت التأخيرات محدودة، حسبما أشارت أرقام الدراسة الأخيرة.
-أما بالنسبة للتضخم، فقد أشار أعضاء اللجنة إلى ارتفاع أسعار شراء المعادن، مثل: الحديد، والصلب، والذهب، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الواردات، والرسوم الجمركية، وأسعار الشحن. وفي المقابل، تسارع معدل تضخم أسعار المشتريات، ما أدى إلى ارتفاع إجمالي معدل تضخم أسعار مستلزمات الإنتاج. ورغم ذلك، ارتفعت أسعار الإنتاج بأدنى معدل في ثلاثة أشهر.
وفي ما يتعلق بثقة الشركات، أشارت بيانات الدراسة الأخيرة إلى ارتفاع مستوى الثقة، ولكنّ توقعات النشاط التجاري خلال العام المقبل ظلتْ سلبية بوجه عام. وأشارت الأدلة المنقولة بأن التوقعات السلبية للنشاط التجاري تُعزى بشكل رئيسي إلى المخاوف الأمنية التي أبدتها الشركات والخوف من تصاعد الصراع بين إسرائيل وحزب الله.
























































