ضحايا بالعشرات
“الهجمات على مرافق الرعاية الصحية في السودان صارت أشد فتكًا وأكثر انتشارًا، الأمر الذي يحرم السكان من الوصول إلى الخدمات المُنقذِة للحياة، ويعرّض العاملين الصحيين والعمليات الإنسانية لمخاطر جسيمة.” هذا قالته منظمات الصحة العالمية في بيان اصدرته أخيراً.
ومنذ اندلاع النزاع في نيسان/ أبريل 2023، تحقّقت هجوم تمّ تسجيلها على مرافق الرعاية الصحية في السودان، نجم عنها 1858 حالة وفاة و490 إصاب، تضاف إلى 65 هجومًا عام 2025 وحده ، الأمر الذي تسبب في أكثر من 1620 وفاة و276 إصابة. وتمثل هذه الوفيات أكثر من 80% من إجمالي الوفيات الناجمة عن الهجمات على الرعاية الصحية، التي تحققت منها منظمة الصحة العالمية في حالات الطوارئ الإنسانية المعقدة في عام 2025 على مستوى العالم.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، وتحديدًا في 4 كانون الأول، وقع هجوم على روضة أطفال ومستشفى كالوجي الريفي في جنوب كردفان، ما أسفر عن مقتل 114 شخصًا – منهم 60 طفلًا على الأقل – وإصابة 35 آخرين. وبينما كان العاملون الصحيون يعالجون المصابين وقع الهجوم على المستشفى، الذي يمثل مرفق إحالة رئيسيًا للمجتمعات الريفية المحيطة. ولقد تم إجلاء المرضى المصابين إلى مستشفى أبو جبيهة وسط إطلاق نار مستمر.
وفي دارفور، لا يزال العنف والهجمات المتكررة على الرعاية الصحية يعرقلان الوصول إلى الخدمات. وأفادت تقارير صادرة في مطلع كانون الأول باحتجاز ما لا يقل عن 70 من العاملين الصحيين، إلى جانب نحو 5000 مدني في نيالا، بولاية جنوب دارفور. وجاء هذا الحادث في أعقاب هجمات متعددة على مرافق صحية في الفاشر خلال تشرين الأول 2025، ومنها هجمات متعمّدة على مستشفى للولادة أسفرت عن مقتل أكثر من 460 مريضًا وأفرادًا من أسرهم ومدنيين آخرين، إضافة إلى اختطاف ستة عاملين صحيين من الفاشر ومحليات محيطة بها في تشرين الثاني 2025.
بالمناسبة، طالبت منظمة الصحة العالمية بالوقف الفوري للهجمات على المدنيين والعاملين الصحيين والمرافق الصحية والعمليات الإنسانية في السودان، وتحث جميع الأطراف على ضمان وصول إنساني آمن وسريع ودون عوائق، عملاً بمقتضيات القانون الإنساني الدولي، ، مضيفة:
“لقد حان الوقت أن ينعم شعب السودان بالسلام بعد طول انتظار.”
























































