متحدثّا عن مسيرته ال 33 عامًا
حفلٌ متميّز أقامته شركة الوساطة ACAIR بمرور 25 سنة على انطلاقتها. متميّز بمكان إقامته Music Hall في مبنى ستاركو في قلب منطقة تحوّلت سياحية من الدرجة الأولى. متميّز بصالته الفسيحة وديكوره الراقي الذي جمع بين زينة الأعياد وزينة المناسبة. تميّز بالحضور: أصحاب شركات ومدراء، موظفون من أهل البيت، زبائن، أصدقاء. متميّز بالدعوة (العائلية) التي تركت للمشاركين حريّة اللباس بين الرسمي و “السبور” أو بين بين. متميّز بالطعام الذي قُدّم، وكان أصنافاً منوّعة من الأطايب التي لا تُتعب المعدة، خصوصاً في الليل. متميّز أخيراً وليس آخراً، بالكلمة التي ألقاها رئيس مجلس إدارة ACAIR النقيب الياس حنا، مضموناً وطريقة عرض، جَذَبا معاً الحضور وشدّا انتباهه، الى درجة أن “الإبرة إذا وقعت سُمعت رنّتها”، كما يُقال في اللغة العامية، وهذا نادراً ما يحصل في مثل هذه الحفلات التي لا تستأثر الكلمات التي تُلقى بأي اهتمام. ولنبدأ من التميّز الأخير.
لقد اعتمد النقيب الياس حنا في رواية ذكريات الماضي، أسلوب “السهل الممتنع”، كما اعتمد الرواية في سرد استرجاع الذكريات، ما مكّنه من استقطاب الجمهور المشارك وشدّ انتباهه. لقد بدأ قصّته بتذكّر الحادثة التي أوصلته الى التأمين وجعلته يخوض هذه التجربة المهنية ويُسجّل فيها نجاحات ، لا في ACAIR وحدها، ولا في نقابة الوسطاء التي تولّى رئاستها مراراً، بل في نهج الطموح الذي وُلد معه وشبّ معه ورافقه ورسّخ قدمَيْه في قطاع كان في هاتيك الأيام مغموراً الى حدّ كبير. لقد أعادنا الى العام 1990. كان يومها في السادسة عشرة من عمره، وكان في السنة الأخيرة من الدراسة الثانوية، وكعادة كلّ الطلاب في هذه المرحلة، فإنه بدأ يبحث عن جامعة للتخصّص، فذهب أولاً الى الجامعة اللبنانية، وكان في نيّته دراسة الرياضيات، ولكنه ارتأى الدخول الى جامعة هايكازيان لدراسة علوم الكمبيوتر. وبالفعل أمضى في هذه الجامعة، فيما بعد، سنة ونصف السنة يتابع هذا الإختصاص. وذات يوم أحد، وفيما كان يقرأ الجريدة، لفت انتباهه أن جامعة الـ NDU في اللويزة أنشات فرعاً جديداً لدراسة “علم الإكتوارية والتأمين”. وبالفعل دخل هذه الجامعة في العام 1993 وتخرّج في 1997.
ومن المفارقات أن والده سبقه إلى هذه المهنة بثلاثة أو أربعة أيام، وكان يبيع بوالص تأمينية، فلم يتأخر الفتى الياس بالإنخراط في هذه المهنة في أيام السبت والأحد وأوقات العطل. وخوفاً من أن تضيع هذه البوالص أو تسقط من يديه، سلّمه والده مغلفاً ليحفظ فيه بين دفتَيْ هذا المغلف تلك البوالص، وكان تلقّاه الوالد من الشركة التي تدرّب فيها، وعلى هذا الأساس كان يحمل الياس دائماً هذا المغلف مسروراً بهوايته الجديدة.
وتشاء الصدفة أن يلتقيه ذات يوم، الجار جوزف لوقا، فيما كان يومها ينتظر سيارة تقلّه الى منزله في الأشرفية. وبما أن الجار يعرفه فتوقّف أمامه وسأله ان كان يرغب في الإنتقال الى منزله لأنه ذاهب الى هناك. وبالفعل صعد معه وتبلّغ منه في الطريق أنه يعرف والدته التي تقصده دائماً لتزيين شعرها. وهنا أخبره عن حادثة حصلت قرب منزلهما والمتعلّقة بشاب وقع أرضاً وأصيب بكسور ولم يكن يملك بوليصة تأمين ولا مال يدفعه للمستشفى، فرفضت الإدارة إدخاله. نظر الى يديه فوجد معه ملفاً عليه عبارة “بوالص تأمين”، فسأله اذا كان يُجيد هذه المهنة؟ أجابه نحن في العائلة نُجيدها.
هذه الحادثة التي رواها له المزيّن جوزف لوقا زادت الياس حنا تعلّقاً بالمهنة ومتابعة دراسته في الـ NDU وهنا التفت النقيب حنا الى الصالة وحيّا رئيس الجامعة الحالي الأب بشارة الخوري. وعندما أعلم والده بالقرار الذي اتخذه، لم يكن الاخير مسروراً كثيراً، لأن بيع البوالص، في تلك الأيام، لم يكن بالسهولة، فحاول ثَنْيَهُ عن هذا الخيار، لكن الشاب الذي استهوته هذه المهنة، اصّر على ما كان يحلم به.
وفي العام 1997، أنشأ الوالد شديد حنا مع ابنه الياس شركة ACAIR للوساطة، ومن يومها، انطلقت رحلة الـ 25 عاماً الأولى، الرحلة التي لقيت دعماً من شقيقه وشقيقتَيْه وأمه ومن ثم زوجته. ومن الأشرفية حيث كانت البداية، انتقلت المكاتب الى منطقة فرن الشباك، تزامناً مع نمو الأعمال والنتائج ومن ثم الحاجة الى مكاتب أرحب مساحة! ومن فرن الشباك، قرّر التوسّع خارجاً، فكانت المحطة الأولى في سلطنة عُمان حيث أسس شركة “القمة لخدمات التأمين” Zenith، مع شريك عُماني د. عادل الكندي وشريكَيْن آخرَيْن يعملان في السلطنة هما غازي وريتا الحلو. وتأكيدأ على سياسة التوسّع هذه، شاء في اليوبيل الفضي لولادة ACAIR، أن يزّف خبراً سعيداً للمشاركين من معارفه وزملائه وأصدقائه، هو تأسيس شركة في قبرص بالتعاون مع شريك من سكان الجزيرة ومع آل ماتوسيان الرواد في هذا القطاع. ومن المقرر أن تنطلق شركة الوساطة القبرصية الجديدة في العام المقبل 2023. وهو زفّ هذه البشرى قبل دقائق من قطع قالب الحلوى بحضور الأهل والزملاء وشركائه في سلطنة عُمان وفي قبرص بمناسبة الإحتفال بالسنوات الـ 25 الماضية وتلك التي ستلي في القادم من الأيام والسنوات، وصولاً الى الخمسين عاماً موعد إطفاء شمعة اليوبيل الذهبي.
واللافت أن نجاح الياس حنا لم يقتصر على عمله الخاص، سواء في لبنان أو في سلطنة عُمان، ولاحقاً في قبرص وإنما انسحب الى العمل النقابي، إذ ساهم وصوله الى رئاسة LIBS في تحسين موقع هذه النقابة وتحديث قوانينها وإعلاء شأنها وتحويلها الى سند كبير جداً لشركات التأمين اللبنانية. ومن الأفكار النيّرة التي أطلقها، وبالتعاون مع مجالس إدارة LIBS ، تطوير الحفلات السنوية والتي كان آخرها حفل العشاء الراقي الذي أُقيم قبل أيام في فندق فينيسيا. والى ذلك، أطلق لقاء جامعاً لشركات الوساطة والتأمين في منتجع Montagnou في فريا، مُطلقاً على هذا الحفل تسمية “لقاء مغيب الشمس” Sunset.
حفل الـ Music Hall لم ينتهِ مع قطع قالب الحلوى، بل استمر حتى ساعة متقدمة من الليل على أنغام فرقة موسيقية كانت تعزف وكان أحد أعضائها يُغني. ومن الملاحظات اللافتة أيضاً، أن النقيب حنا اصطحب الى هذا الحفل أولاده وأولاد أخيه، للتأكيد أن مسيرة ACAIR مستمرة، ولسنوات عديدة، بدأت مع الأب ومن ثم الإبن ولا مناص من أن تستمر مع الأولاد، أولاده وأولاد شقيقه الذين شاركوه مع موظفي ACAIR قطع قالب الحلوى.
تبقى إشارة أخيرة إلى ان ACAIR التي أضاءة شمعة الإنطلاق الى اليوبيل الذهبي (الأربعاء 21-12-2022) ، بدأت بموظفَيْن اثنَيْن، وها هي اليوم تضمّ في مكاتبها في فرن الشباك عائلة من 18 موظفاً، فضلاً عن سبعة موظفين في سلطنة عُمان.
مبروك للنقيب حنا وعَقْبَ اليوبيل الذهبي فالبلاتيني.