ريتا سخن مفتتحة المؤتمر وبدا المشاركون في قاعة ACAL ويظهر في الصف الأمامي إلى أقصى اليسار شكيب أبو زيد
على مدى يومَيْن 16 و 17 آذار (مارس) الجاري، وفي قاعة المؤتمرات في جمعية شركات الضمان في لبنان (ACAL)، كان للخبراء الإكتواريين في لبنان وفي دول الوطن العربي، لفتة مهمة، أولاً من الجمعية اللبنانية للإكتواريين LAA بشخص رئيستها د. ريتا سخن، وكذلك من الإتحاد العام العربي للتأمين بشخص أمينه العام شكيب أـبو زيد. واذا كان مؤتمر اليوم الأول خُصّص للإكتواريين اللبنانيين، بعد مرور أشهر على انتخاب رئيسة للجمعية من مجلس إدارة جديد هي السيدة ريتا سخن التي وعدت بتنفيذ مشاريع عدة بالتعاون مع مجلس الإدارة، تساهم في تطوير LAA فإن هذا المؤتمر هو من البنود المقترحة لهذا التطوير، كما كان مناسبة لتناول مواضيع شتى تتعلّق بمهنة الإكتواري والدور المهمّ الذي يلعبه في قطاعات عدة، لا سيما قطاع التأمين. وبالفعل، فقد تضمّن المؤتمر كلمات أعضاء مجلس الإدارة بمن فيهم الرئيسة ريتا سخن وكبير الإكتواريين في لبنان أحد مؤسسي الجمعية السيد إبراهيم مهنا، فضلاً عن مداخلَتَيْن عن بُعد لرئيس العلاقات الدولية للجمعية الإكتوارية Andrew Peterson، وهي الأكبر في العالم، وكذلك من نائب رئيس معهد الإكتواريين في فرنسا Philippe Talleux. وكان افتتح المؤتمر رئيس ACAL أسعد ميرزا بكلمة موجزة رحب فيها بالحضور قائلاً لهم: “أن أبواب هذه القاعة ستكون مفتوحة دائماً لأنشطتكم واجتماعاتكم ولقاءاتكم لأن المهنة الإكتوارية جزء لا يتجزأ من التأمين، وكما أنتم بحاجة الى شركات الضمان، فأن الأخيرة بحاجة اليكم”.
الجدير بالذكر أن خبراء اكتواريين لبنانيين (في الخليج، فرنسا وأميركا) رافقوا هذا المؤتمر عن بُعد، تماماً كما فعل اكتواريون لبنانيون لم يتمكنوا من الحضور فتابعوا المؤتمر عبر هذه المنصة الإلكترونية، ومن بين هؤلاء، على سبيل المثال لا الحصر، نقيب وسطاء التأمين الياس حنا، أحد أوائل الإكتواريين المتخرّجين من جامعة NDU (جامعة اللويزة) مع د. ريتا السخن. ومن المشاركين المستمعين المعروفين من بين الحضور، نذكر: أمين عام الإتحاد العام العربي للتأمين شكيب أبو زيد، الإكتواري العالمي الشهير بيار شدياق والد الرئيس السابق للجمعية رونالد شدياق، د. جيهان منصور، رئيسة قسم الإكتوارية في معهد العلوم التابع لجامعة القديس يوسف، وأساتذة يدرّسون في هذا القسم، وطلاب متخرجون أو يتابعون الدراسة.
وبقدر ما كان المؤتمر الأول مهماً، كذلك كان الثاني الذي عُقد في اليوم التالي في قاعة المؤتمرات نفسها في ACAL برئاسة شكيب أبو زيد الذي أدار الجلسة. صحيح أن هذا المؤتمر كان مخصّصاً في الأساس لتأسيس رابطة للإكتواريين العرب وانتخاب رئيس لها، الا أن محاضرات عدة ألقيت فيه تناولت كلمات شديدة الصلة بهذا الحدث. ومن المتحدثين: د. جيهان منصور، عبد الرحيم الشافعي (الذي تكلّم على تجربة السوق المغربية في الكوارث الطبيعية)، وكانت محاضرته غنية بالمعلومات والأرقام كونه مديراً لصندوق التضامن ضد الوقائع الكارثية (FSEC). كذلك تكلّم في المؤتمر مدير عام شركة أ.أ. مهنا وشركاه، ابراهيم مهنا وكان الموضوع عن “مستقبل مهمة الإكتواري بين التنوّع والشمول”، ثم كانت محاضرة لمحمد بلبركة، المدير الفني للإكتتاب والتعويضات في شركة SADA للتأمين. والى ذلك، كانت كلمة للبناني وسيم الطبّاع، رئيس الإكتواريين في مجموعة Shielders التي أقامت غداء على شرف الحضور، وكانت المحاضرة تحت عنوان “مستقبل مهنة الإكتواريين في عالم رقمي”.
ولأن المؤتمر تمّ التحضير له أساساً لإنتخاب أعضاء ورئيس لرابطة الإكتواريين العرب، فقد جرى تسمية خمسة أشخاص يشكلّون مجلس الإدارة من ممثّلين عن: لبنان والمغرب ومصر والأردن والجزائر، على أن يتمّ انتخاب الرئيس (أو الرئيسة)، في ما بعد، ربما في مؤتمر الـ Gaif المقبل في سلطنة عمان، كما اقترح البعض، مع العلم أن الأمانة العامة للـ Gaif أعدّت مسودة قانون لهذه الرابطة وتركت للإكتواريين مهمّة تعديل هذه المسودة، ومن ثم انتخاب رئيس لها، على أن تكتفي بالدعم اللوجستي للرابطة فقط التي عليها تمويل ذاتها.