السيدة ميرال حسين مرسي..مؤتمر شرم الشيخ حرّك قطاع السفر
رباح حيدر
على رغم الوضع الاقتصادي المتراجع في معظم دول العالم، استطاعت مصر أن تكون شواذ القاعدة مع ترجيح وصول معدّل النمو في السنة الماليّة 2021-2022 إلى 5،4 بالمئة، كما أشارت إلى ذلك وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصاديّة في الحكومة المصريّة هالة السعيد. أكثر من ذلك، فقد حلّت في المركز الثّالث في قائمة أكبر الاقتصادات العربيّة بعد السعوديّة والإمارات، وفقًا لتقديرات مجلة “فوربس الشرق الأوسط”. ويعود الفضل في ذلك، كما يقول الخبراء، إلى الاصلاحات التي نفّذتها مصر منذ العام 2016 لتحقّق التوازن بين الانفاق وبين الاستدامة المالية مع إعادة بناء الاحتياطات الدوليّة، إضافة إلى نجاح الحكومة المصريّة في التخفيف من الآثار الاقتصاديّة الناجمة عن كوفيد، بتخصيصها 6،13 مليار دولار (مئة مليار جنيه) أو 1،8 من الناتج المحلّي الاجمالي، ذهب بعضها إلى زيادة المعاشات بنسبة 14 بالمئة، فضلاً عن التوسّع في برامج التحويلات النقديّة الاجتماعيّة المستهدفة. وإلى ذلك، أطلقت مبادرة لدعم العمّال غير النظاميّين في القطاعات الأكثر تضرّرًا وتشمل 1،6 مليون مستفيد.
ونظرًا إلى الخطط التي تبنّتها مصر خلال الجائحة، أشاد صندوق النقد الدولي بهذه السياسات المتّبعة والتي ساعدت في تخفيف وطأة الأثر الصحّي والاجتماعي للجائحة مع ضمان الاستقرار الاقتصادي واستمراريّة القدرة على تحمّل الدين والحفاظ على ثقة المستثمرين.
مؤتمر شرم الشيخ وغيره من المؤتمرات يعزّز حركة السّفر وينشّطها..
سقتُ هذه المقدّمة الخاصة بالواقع الاقتصادي المصري كي فهم أبعاد الخطوة الأخيرة التي أقدمت عليها شركة مصر للطيران بتعيينها مديرًا إقليميًا لها في بيروت هي السيدة ميرال حسين مرسي التي تسلّمت مهمّاتها قبل أيّام وبدأت تستعدّ لتنفيذ برنامج تطويري للنهوض بمبيعات الشركة، خصوصًا في لبنان الذي يضمّ جالية مصريّة كبيرة، والذي يشهد حركة سياحيّة وثقافيّة باتّجاه القاهرة وشرم الشيخ ومنطقة الاهرامات وغير ذلك من المعالم الأثريّة.
“تأمين ومصارف” كان لها مقابلة مع المدير الإقليمي الجديد، وفي ما يلي نصّ الأسئلة والأجوبة…
سألناها، بداية، كيف تفسّرين اهتمام شركة مصر للطيران بالسّوق اللبناني، في وقتٍ تراجع فيه عدد السيّاح بسبب الظروف الاقتصاديّة والصحيّة المعلومة التي تسبّبت بها جائحة كورونا، وكذلك تعليق معظم رجال الأعمال استثماراتهم، ودائمًا بسبب تلك الظروف؟ أجابت:
– بالنّسبة إلينا، فلبنان “دولة استراتيجيّة سياحيًا”، إذا جاز التعبير، بغضّ النظر عن الوضع الحالي الذي يمرّ به والذي آمل أن يكون مجرّد سحابة صيف، هو الذي عانى الكثير من الأزمات المماثلة خلال العقود الماضية واستطاع الخروج منها في كامل القدرة على متابعة رسالته العربيّة والدوليّة، ومن هنا تبنّيكم الشعار القائل بأنّه مثل “طائر الفينيق” الذي ينبعث من تحت الرّماد.
إنّ الموقع الاستراتيجي للبنان كدولة تربط الشرق بالغرب والغرب بالشرق، يجعله مقرًّا مهمًّا للغاية على المستوى السياحي أوّلاً، وعلى مستويات أخرى: اقتصاديّة واجتماعيّة وصحيّة وغيرها، ثانيًا. إنّ كلّ ما تقدّم ذكره يدفع شركات الطيران إلى تفعيل مكاتبها على الأراضي اللبنانيّة، وأحيانًا في غير مدينة، تفعيلاً وتعزيزًا لحركة السفر من وإلى بلدان عدّة من بينها، وقد يكون في طليعتها، مصر التي يجمع شعبها بالشعب اللبناني الكثير من أواصر الأخوّة والصداقة والمحبّة، بدليل أنّها كادت لا تسمع بانفجار مرفأ بيروت الأخير حتّى هبّت، حكومة وشعبًا، هبّة قويّة لتقديم المساعدات العينيّة من خلال رحلات جويّة متتالية.
هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية فلا يجوز أن ننسى أنّ في لبنان عمالة مصريّة، وبحاجة إلى العودة إلى أرض الكنانة، موطنهم الأوّل، عندما يرغبون في ذلك، إمّا بشكل دائم أو لزيارة عائلاتهم والعودة إلى الربوع اللبنانيّة.
ذكرت العمالة المصريّة، أوّلاً، لأتابع وأقول أن خطّ بيروت – القاهرة يعجّ دائمًا بالمسافرين خصوصًا لأغراض سياحيّة وتجاريّة واستثماريّة معًا، من دون أن أنسى أنّ مصر باتت مقرًّا لمصارف وشركات تأمين ومطاعم لبنانيّة وغير ذلك… أفلا نحتاج، لنمو الحركة السياحيّة، إلى اهتمام من شركات سفر، وأوّلها شركة مصر للطيران؟
س: مع ذلك لا بدّ من طرح سؤال توضيحي في هذا المجال: مَن هم زبائن الشركة، انطلاقًا من لبنان؟
ج: تعداد جنسيّات الزبائن لا حصر له ولا عدّ، هناك مسافرون من دول عربيّة عديدة، لا سيّما خليجيّة منها، يأتون لبنان للسياحة أو الأعمال ويغتنمون وجودهم في رحابه ليسافروا إلى مصر التي يحتاج المرء الوصول إليها في مدّة لا تتعدّى الساعة ونصف الساعة. وما أقوله عن رعايا الدول الخليجيّة أقول مثله عن السوريّين والعراقيّين والأردنيّين وكذلك عن رعايا دول أوروبيّة وأميركيّة. وآمل مع عودة الحياة إلى الساحة اللبنانيّة بعد تشكيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الثالثة، أن يتعزّز موقع لبنان الاستراتيجي ويعود دولة صلة وصل بين الغرب والشرق وبين الشرق والقارة الافريقيّة على وجه التحديد.
س: ماذا عن الأسطول الجوّي لشركة مصر للطيران؟ هل خضع لتجديد أو تطوير، وهل زيدت الخطوط التي تصل القاهرة بعواصم عربيّة وغربيّة؟
ج: جائحة كورونا التي اشتدّت وطأتها في العام 2020، أرخت بظلالها القاسية على جميع القطاعات بصفة عامة وقطاع الطيران المدني بصفة خاصة، ومن هنا إفلاس العديد من شركات الطيران وتأثّر الكثير منها سلبًا. لكنّ “مصر للطيران” بقيت بمنأى عن هذه المخاطر، بل أكثر من ذلك، استطاعت خلال العام المنصرم تحقيق إنجازات وحَصْد تجديد شهادات واعتمادات، فضلاً عن استكمال خطط تطوير أسطولها. وضمن هذا الإطار، شاركت المنظمات الدولية كالاتحاد الدولي للنقل الجوي (الأياتا) والاتحاد العربي للنقل الجوي (الأكو) واتحاد شركات الطيران الأفريقية (الأفرا) في إيجاد حلول ووضع مقترحات لعبور تلك الأزمة التي عصفت بصناعة النقل الجوي.
وفيما يلي أهم إنجازاتها:
– تسلّمت “مصر للطيران” 8 طائرات من طراز الإيرباص A320neo و5 طائرات من طراز الإيرباص A220-300 خلال عام 2020، لتكتمل صفقة شراء الطائرات التي تعاقدت عليهم الشركة من الطراز نفسه البالغ عددها 12 طائرة.
– حصلت “مصر للطيران” على المركز الثاني لبرنامج المسافر الدائم EGYPTAIR PLUS على مستوى أفريقيا من حيث القيمة الأعلى لعملاء شركات الطيران، والإعلان عن تفعيل مستوى جديد للعضوية (Elite) لترقية العضوية بعد المستوى الذهبي.
- افتتح وزير الطيران المدني وحدات ومعامل طبية حديثة بمستشفى مصرللطيران.
– أعلنت درجة السفر الجديدة (comfort class) على رحلاتها على متن طائراتها A220-300.
– استضافت اجتماع الاتحاد العربي للنقل الجوى (الأكو) واتحاد شركات الطيران الإفريقية بمقرّ شركة مصر للطيران بمطار القاهرة. كما تمّ إطلاق خطّ جديد بين شرم الشيخ والغردقة لربط مدن الجذب السياحي.
– شاركت في معرض ميلانو للسياحة والسفر بمشاركة الهيئة المصرية لتنشيط السياحة.
– تمّ تجديد اعتماد شهادة إدارة الطيران الفيدرالية الأميركيّة FAA بالشركة للصيانة والأعمال الفنية على مواقع الشركة بمطار القاهرة .
– حصلت على شهادة الأيزو 22000 90001 في نظام الجودة وسلامة الغذاء.
– حصلت للعام الثاني عشر على التوالي علي تجديد شهادات الأيزو بتحقيق المتطلبات القياسية للمواصفات (ISO 9001-2015 14001-2015 / 45001/2018) والخاصة بالجودة والسلامة والصحة المهنية.
– احتفلت مستشفى مصر للطيران بنجاح 271 عملية زراعة كبد بنسبة تخطت 92% في مصر والشرق الأوسط، كما أطفأت شمعة الـ 88 عاما على إنشائها في السابع من أيّار (مايو) 1932.
وهناك إنجازات أخرى لا يتّسع المجال لذكرها في هذه المقابلة ولكنّني أكتفي بالقول أنّ استئناف حركة تشغيل رحلات مصر للطيران الدولية اعتباراً من الأوّل من تموز (يوليو) 2020 إلى عدة وجهات بعد توقفها فى 19 آذار (مارس) بسبب جائحة كورونا، ومع هذا الاستئناف، أطلقت خدمة الكترونية جديدة لتتبّع حقائب ركاب رحلاتها الجوية، كما قامت بتشغيل أول رحلة سياحية لطابا بطائرتها الجديدة من طراز الإيرباص A320Neo تشجيعا لحركة السياحة الداخلية.
س: هل لنا أن نعرف نسبة انخفاض حركة مبيعات التذاكر؟
ج: جائحة كورونا اثرت في صناعة الطيران في جميع انحاء العالم وليس في مصر وحدها، والمبيعات انخفضت، بحسب الاحصاءات، اكثر من 80% ولكنّها عادت لتتعافى في هذه المرحلة.
س: هل لديكِ أفكار معيّنة لتحريك سوق بيروت من ناحية استقطاب زبائن للشركة وغيرها من العواصم الاقليميّة التي تشرفين عليها شخصيًا؟
ج: العصر هو عصر وسائل التواصل الاجتماعي، وأمامي عدّة اقتراحات أسعى إلى تنفيذها منها: إطلاق مسابقات على المواقع الالكترونيّة، تقديم خدمة مميّزة لجذب الركاب من جديد، توقيع عقود مع كبرى الشركات اللبنانية العاملة في مصر لتقديم أسعار خاصة مع الأخذ بعين الاعتبار الوقت ومتطلّبات السوق، وأخيرًا وليس آخرًا، تحديد سعر خاص لذوي القدرات الخاصة مع أهلهم، وكذلك تقديم جميع وسائل الراحة لهذه الفئة.
س: استضافت مصر طوال العام المنصرم مؤتمرات متعدّدة بينها مؤتمرات تأمينيّة، وآخرها سيكون مؤتمر شرم الشيخ الذي ينعقد في 19 أيلول (سبتمبر) الجاري حتى الـ 21 منه. هل شعرتِ بحركة سفر إضافيّة؟
ج: اكيد. فالعودة إلى عقد مؤتمرات كمؤتمر شرم الشيخ الخاص بالتأمين، يعزّز حركة السفر وينشّطها.