لجنة استشارية مؤلفة من خبراء أميركيين، أوصت الإدارة الأميركية للأغذية العقاقير (FDA) بالموافقة على دواء لمرض ألزهايمر توصلت إليه مجموعة «إيلي ليلي»، ومن شأن هذا الدواء واسمه Donanemab أن يبطئ هذا المرض التنسكي، وذلك باجماع 11 خبيراً مستقلاً التأموا بطلب للتدقيق في فاعلية هذا الدواء لدى المرضى بناء على بيانات التجربة السريرية علماً أن دواء “دونانيماب” ينفع الذين لا يزالون في مرحلة مبكرة من الإصابة بالزهايمر. وفي تصويت ثانٍ، لاحظ هؤلاء الخبراء، أن فوائد هذا الدواء تفوق مخاطره، بل ورأت الخبيرة سارة دولان أن ثمة حاجة «هائلة» لأدوية جديدة، مع أن المرضى والأطباء سيحتاجون إلى تلقي «كثير من المعلومات» عن دواء «إيلي ليلي» لتأمين متابعة جيدة، إلا أن عدداً من الخبراء أعربوا عن أسفهم لنقص البيانات بشأن بعض فئات السكان ضمن التجربة السريرية، خصوصاً في ما يتعلق بالأميركيين من أصل أفريقي علماً أن هدف التوصية ليست ملزمة بالـ FDA، لكن يندر ألا تتبعها هذه الهيئة
وينتمي الدواء إلى فئة جديدة من العقاقير ضد مرض ألزهايمر والذي يعلّق عليها المرضى وعائلاتهم آمالاً كبيرة. فـ «دونانيماب» يؤخذ عن طريق الوريد، ويعمل على إتلاف الصفائح التي تشكّلها بروتينات في دماغ المرضى المسماة بـ “أميلويد”، وخصوصاً بعدما بيّنت تجربة سريرية أن “دونانيماب” يُبطئ تطوّر هذا المرض التنكسي، لكنّه يسبّب في المقابل آثاراً جانبية حادة لدى بعض المرضى، إذ قد يؤدي إلى نزف دماغي.
وكانت FDA قررت في الربيع تأخير الترخيص المنتظر للدواء إفساحاً لمزيد من التدقيق في البيانات والحصول على رأي لجنة الخبراء هذه، علماً أن FDA رخّصت في أيار (مايو) 2023، عقاراً أول مماثلاً ضد ألزهايمر طُرح في الأسواق باسم «ليكيمبي (Leqembi) تنتجه مجموعة الأدوية اليابانية «إيساي» (Eisai) بالتعاون مع الأميركية «بايوجين» (Biogen)، ويشكل «ليكانيماب» مكوّنه النشط.
وباتت قراراتها في شأن مرض ألزهايمر موضع تدقيق مشدّد منذ الجدل حول دواء أول من هذه الفئة هو «أدوهيلم» (Aduhelm) من شركة «بايوجين» (Biogen)، تعرّض ترخيص الهيئة له عام 2021 بموجب إجراءات لها صفة العجلة لانتقادات شديدة، وما لبث أن سُحب من الأسواق.
وبقيت البحوث في مجال مكافحة مرض ألزهايمر راكدة طوال عقود، وكان «أدوهيلم» أول دواء ضد المرض يُرخّص له منذ عام 2003.