الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لدى افتتاحه المعرض رسميًا
معرض الصحة العربي Arab Health 2023 الذي يُعتبر الأكبر في مجال الرعاية الصحيّة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، افتتحه رسميًا أمس الاثنين (30-1-2023) الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي. والمعرض الذي يستمرّ إلى 2 شباط (فبراير) ويُقام تحت شعار “الابتكار والاستدامة في الرعاية الصحية”، يستقبل أكبر تجمّع لشركات الرعاية الصحية والتكنولوجيا والمنتجات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فضلاً عن أكثر من 51 ألف متخصّص في قطاع الرعاية الصحية. ويصل عدد الشركات التي ستتواجد في صالات العرض إلى 3 آلاف شركة من أكثر من 70 دولة، انتهزت الفرصة لعرض آخر وأحدث التقنيات الجديدة المبتكرة، علمًا أنّه سيتمّ انعقاد 9 مؤتمرات للتعليم الطبي المستمرّ على هامش هذا المعرض، بحضور أكثر من 300 خبير وعالم سينصتون إلى الخطب والمحاضرات العلمية التي ستُلقى خلالها.
بالمناسبة، قال روس ويليامز، مدير المعرض لدى شركة انفورما ماركيتس: “سيجتمع اللاعبون الرائدون في مجال الرعاية الصحية في العالم، في دولة الإمارات خلال أربعة أيّام، ما يعزّز مكانة الأخيرة كمركز عالمي للرعاية الصحية، يعرض آخر وأحدث التقنيات والابتكارات في هذا القطاع”. أضاف: “يوفّر الحدث منصة مثالية للمناقشات رفيعة المستوى حول كيفية دفع الصناعة إلى الأمام مع إيجاد فرصة لبناء علاقات مع أصحاب المصلحة من جميع أنحاء العالم، والتي يتمّ اعتمادها بشكل أكبر من خلال التواصل والتعلّم حضوريًا، بحيث يمكن المشاركين تعزيز المعرفة من خلال الرؤى المستقبلية الثاقبة وتحليل الخبراء كجزء من مؤتمرات التعليم الطبي المستمر”.
على هامش هذا المؤتمر، نشير إلى أنّ نخبة من أبرز الخبراء سيناقشون في مؤتمر الطب الباطني خلال المعرض، تحدّيات القضاء على الآثار الجانبية مثل الغثيان، والتي يعاني منها بعض المرضى عند تناول حقن إنقاص الوزن. وفي هذا المجال، نشير إلى أنّه ستتمّ مناقشة موضوع الوزن الزائد والسكري من زاوية جديدة نظرًا إلى الأهميّة والخطورة في آن، إذ كما هو معروف، فالسمنة تؤثر في ما يقرب من 650 مليون شخص بالغ في جميع أنحاء العالم، ما يشكّل عاملاً رئيسًا في معدلات مرض السكري العالمية، علمًا أنّ العلاجات التي تؤدي إلى انخفاض كبير في الوزن، قد تحسِّن النتائج للأشخاص المصابين بداء السكري وتلغي الحاجة إلى جراحة إنقاص الوزن في المستقبل، وهذا أمر مُتّفق عليه طبيًا، لهذا ستسلّط المناقشات في مؤتمر الطب الباطني، تزامناً مع إصدار الجمعية الأميركية للسكري مؤخرًا إرشادات 2023 لإدارة هذا المرض، على توصية بالعمل على خسارة 15% من وزن الجسم كحدّ أدنى، مع استخدام هرمون ببتيد الأمعاء الجديدة (vasoactive: intestinal polypeptide) ذي التأثير على إدارة نسبة السكر في الدم والوزن لدى الأفراد المصابين بداء السكري من النوع الثاني.
يُشار إلى أنّ أعضاء اللجنة المختارين للحديث عن هذا الموضوع هم من أفضل من يُشرف على مرافق الرعاية الصحية في الإمارات العربية المتحدة، بمن فيهم مسؤولون في مركز إمبريال كوليدج للسكري، وكليفلاند كلينك أبوظبي، والمستشفى الأميركي بدبي. وستتركّز المناقشات على الدور التحويلي لمجموعات الببتيد المعوي الجديدة، وتحديداً مجموعات الببتيد واحد، الشبيه بالغلوكاغون (GLP-1) والغلوكوز، وهما من الهرمونات المعتمدة في مستقبل جراحة علاج البدانة.
الدكتور صاف نقفي من مركز إمبريال كوليدج للسكري، أبو ظبي، وفي حديث تناول فيه هذه الناحية، قال: “عادةً ما تتضمّن إدارة مرض السكري الأدوية غير المعدّلة للأمراض مثل mitformin، والتي لم تعالج المشكلة الأساسية وهي كيفية إدارة الوزن، ولم ندرك إلا مؤخرًا من خلال جراحة السمنة، أن هناك شيئًا آخر ليس فقط تقييد الطعام أو تبديل موضع الحشوية الداخلية”. أضاف: “إنّ جراحة السمنة تفقد الوزن الإجمالي بنسبة تتراوح بين 15٪ و25٪، والتأثيرات هائلة، إذ تتراجع آثار مرض السكري لدى المصابين بسرعة حتى قبل أن يحدث فقدان الوزن. كنا نعلم أن هذا يحدث بسبب التغيرات في ببتيدات الأمعاء وتأثير هذه الأخيرة على الشعور بالشبع الذي يستمر بعد الأكل من جهة والوزن من جهة أخرى”.
الببتيدات المستخدمة لإدارة الوزن في الوقت الحاضر، تشمل نظائر GLT-1 ، مع طرح حقن Liraglutide في السوق أولاً والذي يتمّ استخدامه لعلاج مرض السكري من النوع الثاني، عندما لا يؤدي النظام الغذائي وممارسة الرياضة وحدهما إلى التحكّم الجيد في نسبة السكر في الدم، ومع ذلك فإن الببتيدات الأحدث هي أكثر فاعلية بشكل ملحوظ، ما يؤدي إلى فقدان الوزن بنسبة تصل إلى 15٪ من وزن الجسم”. أردف قائلاً: “على سبيل المثال، تُظهر المجموعة التناظرية الجديدة Tirzapetide – وهو دواء يُحقن تحت الجلد مرة واحدة أسبوعياً، ينشّط مستقبلات ببتيدات GLP-1 وGIP ويعطي نتائج مذهلة”.
ووفقًا للدكتور نقفي، فإن التحدي الآن هو “تطوير الببتيدات التي لا تسبّب آثارًا جانبية مثل الغثيان، إذ أظهرت الدراسات أن مرضى السمنة الذين يعانون زيادة في تركيبة الببتيدات بعد الجراحة لا يعانون أعراض الغثيان”، ليتابع ويقول: “إنّ الببتيدات الأحدث التي يتمّ تحضيرها حاليًا والتي تستخدم مزيجًا من الببتيدات المختلفة التي تُفقد الوزن وتمنع الجراحة”.