غلاف الكتاب المصنوع من حجارة دمار المرفأ
الاهتمام بلبنان بعد إحياء الذكرى الأولى لانفجار المرفأ يتزايد على مستوى المؤسّسات. ومن هذا القبيل أنّ شركة TERRITORY المتخصّصة في التسويق الاجتماعي والرقمي، قرّرت مع دار نشر Gruner + Jahr، وفي أعقاب مرور السنة الأولى على زلزال العاصمة اللبنانيّة، إطلاق حملة عنوانها stones-of-beirut أو أحجار بيروت، لهدَفَيْن اثنَيْن: الأوّل هو التذكير دائمًا بالعواقب الوخيمة التي خلّفتها كارثة 4 آب 2020، والثّاني إطلاق كتاب من 250 صفحة يحمل الاسم المُشار إليه وفيه مجموعة قصص مؤثّرة لآشخاص مع صُوَر لمبانٍ تضرّرت نتيجة هذا الانفجار. وقد أعدّ هذا الكتاب صحافيّون معروفون هم: Thore Schröder (مراسل أجنبي، أعدَّ النص)، Vanessa Schlesier وTheresa Breuer (مراسلتان أجنبيتان، صمّمتا الصور المتحرّكة)، وMeiko Herrmann (مصوّر).
القصص المنشورة في الكتاب، وفق البيان الذي وُزّع على الإعلام، تعكس كلّ منها وجهًا مختلفًا من العاصمة اللبنانيّة التي تصدّت ولا تزال لأزمات سياسية واقتصادية. وتتوافر جميع هذه القصص أيضًا على الرابط www.stones-of-beirut.de وقناة وسائل التواصل الاجتماعي @stonesofbeirut..
المتحدثة الرسمية لإدارة وكالة تيريتوري Sandra Harzer-Kux قالت في هذا الصدد: “تُحْسِن تيريتوري استغلال شبكتها للمساعدة في وضع جدول الأعمال وتوفير المعونة والدعم اللذَيْن تشتدّ الحاجة إليهما في بيروت عبر الاستعانة بقنوات واتصالات متعدّدة تصل إلى الأشخاص أينما كانوا”.
من مميّزات هذا الكتاب طباعته التي تمّت على ورق حجري إذ اُستخدِم الحجر الجيري بدلاً من السليلوز. ففي العادة تستخدم الشركة المنتجة وهي Stonepaper، الجير المستخرج من المحاجر لصناعة هذا الورق، ولكنها اعتمدت في هذا التعاون معTERRITORY على المواد المستخرجة من المنازل التي أصابها الدمار في بيروت، بعدما شُحِن حوالي نصف طن من الركام من لبنان إلى فناء المطبعة الألمانية. وهكذا، تحتوي كل صفحة من صفحات كتاب” أحجار بيروت” على قطعة من المدينة.
Marlies Bayha، المديرة التنفيذية لوكالة TERRITORY والمُشرفة على المشروع أعلنت أنّ: “الحملة تخدم أغراضًا متعددة تتمثل في: التنقيب بالمعنى الحرفي للكلمة عن الأصول الثقافية لمدينة بيروت من تحت الأنقاض، إذكاء الوعي والحصول على بعض المساعدات التي تلبّي حاجات شعب بيروت”. أمّا Adrian Pickshaus، المدير الإبداعي التنفيذي لدى وكالة تيريتوري ورئيس تحرير المشروع فقال: “عندما يتعلق الأمر بكتاب” أحجار بيروت”، فإنّ الوضع يختلف قليلاً: نتحدّث وننشر في سبيل خدمة الإنسانية، إذ عندما نسرد أحداثًا حقيقية شهدتها المدينة المُثخنة بالجراح، ونستعين على ذلك بأدوات الصحافة النوعية، فإننا نُسهم بذلك في زيادة الوعي وجمع الأموال للسكان المحليين”.
يُنجز كتاب “”أحجار بيروت” ويبدأ عرضه في تشرين الأوّل (نوفمبر) المقبل علمًا أنّ طلبه مسبقًا بدأ في 4 آب الحالي باللغتَيْن الألمانية والإنكليزية. ونظرًا إلى طريقة طباعته المميّزة، فسيتمّ نشره في إصدار محدود يبلغ عدد نِسَخِه 1500 نسخة. وستذهب عائدات البَيْع، وكذلك جميع التبرعات الأخرى، إلى منظمة الإغاثة ومنظمة بيت البركة غير الحكومية في بيروت.
لا يمثل الكتاب سوى بداية حملة أوسع نطاقًا عبر وسائل الإعلام، إذ أنّ الهدف يكمن في الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأشخاص وجمع التبرعات، بفضل مجموعة كاملة من المهارات التي يحظى بها جميع أعضاء فرق وكالة TERRITORY.