اجواء الفرح في عيدي الميلاد و راس السنة
مؤشر مدراء المشتريات BLOM Lebanon تعافى مجدداً في كانون الأول 2024، استناداً الى البيانات التي جمعت خلال الفترة من 5 الى 17 كانون الأول، وفق البيان الصادر عن بلوم انفست. ويُعتبر هذا الإرتفاع الأعلى مستوى له في ثمانية أشهر اذ سجّل 48،8 نقطة. ويُعود تراجع معدّلات انكماش مؤشرات الإنتاج والطلبيات الجديدة وطلبيات التصدير، الى ارتفاع مستوى ثقة الشركات اللبنانية بشأن مستقبل الأعمال وعودتها إلى مستويات قياسية بعد وقف إطلاق النار في لبنان.
ومع هذه النتائج المشجعة، قدّمت الشركات المشاركة توقعات كانت الأكثر إيجابية في تاريخ المسح بشأن النشاط التجاري خلال الإثني عشر شهراً المقبلة مدعومةً بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله. وكان من الطبيعي انخفاض معدّلات الانكماش في مؤشرات الإنتاج والطلبيات الجديدة، تصديراً واستيراداً. الى ذلك تحرّكت الأنشطة الشرائية في كانون الأول 2024، لتشير جزئياً إلى انتعاش المبيعات في بعض القطاعات الفرعية لاقتصاد شركات القطاع الخاص اللبناني. واستقرَّ مؤشر التوظيف بشكل عام، بينما لم تشهد مستويات المخزون أي تغيير يذكر، و لكن بالاجمال
ارتفع مؤشر مدراء المشتريات للشهر الثاني على التوالي من 48.1 نقطة في تشرين الثاني 2024 إلى أعلى مستوى في ثمانية أشهر بواقع 48.8 نقطة في كانون الأول 2024. ومثلّت هذه النتائج تعافياً لقراءة مؤشر مدراء المشتريات من أدنى مستوى له في أربعة وأربعين شهراً في تشرين الأول 2024، كما أشارت إلى أدنى تدهور في النشاط الاقتصادي لشركات القطاع الخاص اللبناني منذ نيسان 2024.

وتعليقا على هذه النتائج، قال السيد حلمي مراد محللّ البحوث في بنك لبنان والمهجر للأعمال: “تحسّنت قراءة مؤشر مدراء المشتريات للشهر الثاني على التوالي من أدنى مستوى في أربعة وأربعين شهراً بواقع 45.0 نقطة في تشرين الأول 2024 إلى 48.8 نقطة في كانون الأول 2024، لأنَّ انخفاض مؤشري الطلبيات وطلبيات التصدير الجديدتين بمعدلات طفيفة أدى إلى انكماش طفيف في النشاط التجاري لشركات القطاع الخاص اللبناني. ومن المثير للاهتمام أن الشركات المشاركة في المسح قدّمت توقعات إيجابية بشأن النشاط التجاري خلال الإثني عشر شهراً المقبلة، حيث سجّلَ مؤشر الإنتاج المستقبلي أعلى قراءة بواقع 61.8 نقطة. وربطت الشركات المشاركة في المسح التوقعات الإيجابية باتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، ولكن الآمال بـأن الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 9 كانون الثاني 2025 ستسفر عن اختيار رئيس جمهورية جديد كانت أحد الأسباب في تقديم التوقعات الإيجابية. ونأمل أن يتبع ذلك تشكيل حكومة جديدة لتنفيذ إصلاحات نحن في حاجة ماسة إليها لجذب استثمارات محلية وأجنبية إضافية. كذلك، مما يبعث على الاطمئنان أن تقرير البنك الدولي الأخير كشف أن خسائر النشاط الاقتصادي بسبب الحرب في لبنان التي بلغت 4.2 مليار دولار أميركي كانت أدنى من الخسائر المتوقعة سابقاً”.

وفي التفاصيل:
-أشارت بيانات المسح في كانون الأول 2024 إلى انخفاض مستوى النشاط التجاري في شركات القطاع الخاص اللبناني رغم أنَّ معدل الانخفاض تراجع إلى أدنى مستوى له منذ شهر آذار 2024. وتماشياً مع ذلك، سجَّل إجمالي الطلبيّات الجديدة الانخفاض الأدنى في تسعة أشهر في الشهر الأخير من السنة. وفي كلتا الحالتين، تعتبر قراءاتا هذين المؤشرين أعلى مما كانت عليه في تشرين الأول من العام الماضي، بعد تصاعد الحرب بين حزب الله وإسرائيل.
-تراجع معدل الانخفاض في طلبيات التصدير الجديدة بشكل حاد خلال فترة المسح الأخيرة، وكان معدل الانكماش الأدنى في عشرة أشهر. وأشار ذلك إلى انخفاض ملحوظ في معدل انكماش الأعمال الواردة من العملاء الدوليين.
-في ضوء مؤشرات بتعافي ظروف المبيعات، قلّصت شركات القطاع الخاص اللبناني من أنشطتها الشرائية بدرجة طفيفة في كانون الأول 2024. وفي الواقع، لم يطرأ أي تغيير على مخزونات مستلزمات الإنتاج في كانون الأول 2024، مشيرةً إلى استقرار مستويات المخزون. وأشارت الأدلة المنقولة إلى تحسين بعض الشركات لمخزونها لتلبية الطلب المرتفع.
-شَهِدَت أوضاع التوظيف في لبنان استقراراً خلال فترة المسح الأخيرة نظراً لعدم تسجيل أي تغيير في أعداد موظفي شركات القطاع الخاص اللبناني في كانون الأول 2024. وفي المقابل، حافظت تكاليف الموظفين التي تحملتها الشركات اللبنانية على ثباتها.
-رغم ذلك، أشارت البيانات الأخيرة إلى أن الضغوط على التكاليف كانت ناتجة عن أسعار الشراء. وأشار أعضاء اللجنة إلى ارتفاع أتعاب الموردين. ورغم ذلك، كان معدّل ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج الأدنى في ثلاثة أشهر.
-رفعت شركات القطاع الخاص اللبناني أسعار سلعها وخدماتها سعياً إلى تمرير أعباء النفقات التشغيلية المرتفعة إلى عملائها. وبما يتماشى مع اتجاه أسعار مستلزمات الإنتاج، تراجع معدل تضخم أسعار مستلزمات الإنتاج إلى أدنى مستوى له في ثلاثة أشهر.
-أخيراً، كان تحسُّن مستوى ثقة الشركات أحد أبرز نتائج المسح في شهر كانون الأول 2024. وارتفع مؤشر النشاط المستقبلي إلى مستوى قياسي في تاريخ المسح وأشار إلى مستوى قوي من التحسُّن في توقعات النشاط التجاري خلال الإثني عشر شهراً المقبلة. ويعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله سبباً لتقديم توقعات إيجابية وفقاً للبيانات النوعية المجمعة من الشركات المشاركة في الدراسة.