الجرعة الرابعة من أسترازينيكا أعطت نتائج مبهرة بعد جولات ميدانية
في دراسة ميدانية أُجريَتْ مؤخّرًا، تبيّن أن لقاح أسترازينيكا المضاد لكوفيد-19، هو فعّال بنسبة 73% ضد متحوّر Omicron سريع العدوى، بعد أخذ أيّ جرعات أولية أو داعمة لأي لقاحات سابقة. وقد نُشرت نتائج هذه الدراسة على منصة Research Square. كذلك أظهرت البيانات الواردة في الدراسة، فعالية الجرعة الرابعة من أيّ لقاح يُعطى لـ Covid-19، بما فيها طبعًا لقاح أسترازينيكا.
واضع الدراسة الرئيسي البروفيسور Suwat Chariyalertsak من كلية الصحة العامة بجامعة شيانغ ماي التايلاندية، علّق على النتائج بالقول: “تقدّم هذه الدراسة بيانات نحن في أمس الحاجة إليها اذ تُظهر أن الجرعة الرابعة من أي لقاح مضاد لكوفيد-19 يُساعد في الوقاية من الإصابة بمتحور Omicron الشديد العدوى، وان ضمان الحماية المستمرة عن طريق تعزيز المناعة، أمرٌ في بالغ الأهمية للفئات المعرّضة للخطر ككبار السن والمصابين بأمراض مزمنة. وتدعم البيانات أيضاً فعالية التطعيم بلقاحات متنوّعة (mix and match)، أي تلقّي أول جرعة من اللقاح من أي شركة والجرعة الداعمة من شركة أسترازينيكا”.
جون بيريز، النائب الأول لرئيس أسترازينيكا ورئيس قسم ورئيس “وحدة التطوير المتقدم للقاحات والعلاجات المناعية”، ذكر في هذا الصّدد أنّ “هذه البيانات الجديدة تُعزّز فهمنا لأهمية الجرعات الداعمة للحماية من عدوى كوفيد-19 في ظروف متغيّرة باستمرار. وبناء على فعالية لقاح أسترازينيكا المضاد لكوفيد-19 في الوقاية من الإصابات الشديدة والوفاة، نعلم الآن أن هذا اللقاح، إذا أُعطي كجرعة رابعة، سوف يساعد في الوقاية من الإصابة بمتحور أوميكرون ويوفر حماية من العدوى أكبر من الحماية التي سُجلت بعد إعطاء جرعة ثالثة”.
بالإضافة إلى ذلك، يُظهر تحليل أولي لبيانات المستشفيات فعالية اللقاح في الوقاية من الإصابات الشديدة التي تتطلب استخدام أجهزة تنفس اصطناعية، وكذلك من الوفاة بسبب كوفيد-19، أثناء موجَتَيْ أوميكرون في شباط (فبراير) وآذار (مارس) 2021. فوفقا لجميع الفئات العمرية التي تمّت دراستها، ساهمت ثلاث جرعات من لقاحات متنوّعة في توفير حماية من الإصابة الشديدة أو من الوفاة بسبب كوفيد-19 بنسبة بلغت 98%. وبعد الجرعة الرابعة الداعمة، سجّل مؤلفو الدراسة حالة وفاة واحدة فقط، لشخص مصاب بأمراض أخرى، ما يؤكد فعالية عالية للجرعة الرابعة. وسيتمّ تحليل هذه البيانات في انتظار إصدار نتائجها النهائية في وقت لاحق.
وتطرّقت الدراسة الميدانية أيضاً إلى فعالية لقاح أسترازينيكا وCoronavac وmRNA باستخدام شبكة مراقبة نشطة تسمح بإجراء مقارنات بين معلومات المريض المعنيّ طوال فترات سيطرة متحوّر دلتا ومتحوّر أوميكرون.
يُشار ألى أنه حتى تاريخ اليوم، تمّ بيع أكثر من ثلاث مليارات جرعة من لقاح أسترازينيكا، وأن أكثر من ستة ملايين شخص تمّ انقاذهم من الموت في العالم بين 8 كانون الأول (ديسمبر) 2020 و8 كانون الأول (ديسمبر) 2022.
يُذكر أنّ لقاح أسترازينيكا المضاد لكوفيد-19، أطلقته مختبرات جامعة اكسفورد، وهو عبارة عن “ناقل فيروسي” ضعيف، لا يمكن أن يتسبّب في المرض بعد اللقاح، وبالتالي يجعل الجسم قادراً على مكافحة الفيروس الحقيقي لاحقاً. وقد استخدم العلماء هذه التكنولوجيا طوال السنوات الأربعين الماضية لمحاربة الأمراض المعدية الأخرى كالأنفلونزا وزيكا (فيروس تنقله البعوض) وإيبولا وفيروس نقص المناعة البشرية.
ويضمن هذا اللقاح مستوى مقبولاً من السلامة، وفقا لدراسات سريرية وأدلة ميدانية شملت عشرات الملايين من الأشخاص في العالم. واستناداً إلى ملايين الأشخاص الذين تلقوا هذا اللقاح، فإن الانعكاسات السلبية الشائعة جداً والموثقة تتضمن: الصداع، والغثيان، والآلام العضلية، وآلام المفاصل، وألم في موقع الحقن، والألم العام، والترفّع الحروري، والحكة، والكدمات، والتعب، والشعور بالضيق، وأعراض الحمى، والقشعريرة. وكانت غالبية هذه الأعراض خفيفة إلى متوسطة الشدة، وتنتهي عادة بعد أيام قليلة من التطعيم. وقد حصل اللقاح على ترخيص تسويق مشروط أو ترخيص استخدام في حالات الطوارئ في أكثر من 125 دولة. كما أدرجته منظمة الصحة العالمية ضمن استخدامات الطوارئ، ما يسرّع وصوله إلى 144 دولة عن طريق مشروع “كوفاكس”. وبموجب اتفاقية ترخيص لمتعاقد فرعي مع أسترازينيكا، يجري حالياً تصنيع اللقاح وتوزيعه من قبل معهد Serum في الهند تحت اسم COVISHIELD.
يبقى أن نُشير ألى أن أسترازينيكا هي شركة أدوية بيولوجية عالمية تركّز على اكتشاف وتطوير وتسويق أدوية يحتاج استخدامها إلى وصفة طبية، في مجال الأورام والأمراض النادرة والمستحضرات الدوائية الحيوية، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية والكلى والتمثيل الغذائي والجهاز التنفسي وجهاز المناعة. يقع المقر الرئيسي للشركة في كامبريدج بالمملكة المتحدة، وتعمل في أكثر من 100 دولة. ويستخدم ملايين المرضى أدويتها المبتكرة في جميع أنحاء العالم.