سيريل عازار وصل وحيداً الى قاعدة إيفيريست
النقيب سيريل عازار (الذي تولّى رئاسة نقابة الوسطاء لعامَيْن فقط 2019-2021)، استطاع وحيداً الوصول الى قاعدة “ايفيريست” التي تعلو عن سطح البحر 5364 متراً. بدأت الفكرة في رأسه، بداية، يوم كان يشاهد فيلماً وثائقياً عن قمة كلمنجارو، فقرّر خوض هذه التجربة والمضي قدماً في إنجازها، وكان ذلك في العام 2016، وبالفعل تمكّن من الوصول الى هذه النقطة ومعه 7 أصدقاء تسلقّوا جميعاً 5985 متراً. ولم يكتفِ بهذه المغامرة بل وضع نصب عينَيْه فكرة الوصول الى قاعدة إيفيريست بحيث يكون الفارق الزمني بين “قهر” القمَتَيْن غير بعيد، لكن الظروف التي سادت في العالم أجمع وأبرزها انتشار كوفيد 19، حالت دون إتمامه هذا الحلم، الى أن قرّر خوض تجربته الثانية برفقة ثلاثة أصدقاء لم يتمكّنوا من متابعة الصعود معه، علما ان هذه المغامرة تمت بدعم من نقابة Libs لوساطة التأمين، شركة Acair، شركة Bankers وبطبيعة الحال شركة Gibbons التي يتولى عازار ادارتها كشركة تتعاطى وساطة التأمين.
هل شعر بالخوف وهو يُكمل صعوده وحيداً؟ أجابنا: طبعاً شعرت بالخوف والقلق ولكنني بقيت صامداً مصرّاً على الوصول ولو وحيداً، مستنداً الى تجربتي الأولى في الوصول الى قمة كلمنجارو وعلّوها 5985 متراً. صحيح أنها أطول ارتفاعاً ولكن ايفريست أصعب بكثير وتحتاج الى تدريبات شاقة استمرت سنة، صعدنا خلالها الى جبال لبنانية منها: تنورين، الأرز، فاريا، الزعرور وغيرها. وكان عليّ وأنا أواجه الصقيع الشديد (16 درجة تحت الصفر)، أن أُنفّذ التعليمات الصحية والإرشادية ومنها شرب 3 ليترات مياه في اليوم الواحد وتناول أنواع معيّنة من الغذاء، مع إستراحة لا تقلّ عن 3 الى 4 ساعات أقضيها في أمكنة موجودة على طول الطريق تُسمى Lounge أُنشئت خصيصاً للذين يقومون بهذا النوع من المغامرات. لقد استغرقت الرحلة صعوداً تسعة أيام، اذ انطلقنا في 17 تشرين الأول (أكتوبر) الحالي وأدركتُ القاعدة وحيداً في الـ 25 منه ،لأعود الى الساحل في ثلاثة أيام فقط لأن الهبوط من هناك أسرع ولكن مع حذر الشديد.
س: وماذا تمنحك هذه الرياضة من مقومات جسدية وفكرية؟
ج: إنها بلا شك رياضة تُعدّ الأصعب بين الرياضات ولكنها هي الأهم اذ أنها تُعزّز مقدرة العقل والفكر وتسمح لك بأن تبتكر أفكاراً جديدة ترتكز اليها في العمل، في المناقشات، في إدارة الشركة وما الى ذلك.
س: وهل في نيّتك محاولة جديدة لـ “قهر” قمم جبلية أخرى على غرار ما فعل مكسيم شعيا؟
ج: عندما نذكر مكسيم شعيا، بطل لبنان في هذه الرياضة، لا يحقّ لنا أن نضع أنفسنا في مصافه. فهو بارع في “قهر” القمم وقد تمكّن من الوصول الى سبعة منها. أما بالنسبة اليّ، فأنا حالياً لست في وارد القيام بمغامرة جديدة ولكنني سأعاود الكرّة على الأرجح في وقت لاحق إذا سمحت الظروف.
س: هل واجهت مصاعب في الطريق ؟
ج: بطبيعة الحال واجهتني مصاعب عديدة. لا تنسى أنني من بلد شرق أوسطي لا تزيد أعلى قمة فيه الـ 400 متر بينما الوصول الى قاعدة إيفيريست لا بدّ من قطع مسافة 5364 متراً. فالصقيع فوق متعب جداً وما يُقوّيك ويجعلك صامداً هو المعنويات العالية التي يجب أن تتوافر لديك وأنت تتابع الصعود عالياً وتُشاهد أجمل المناظر الطبيعية وأروعها.
س: هل أُصبت بدوخة أو بعارض صحي آخر، وقد كنت وحيداً لدى وصولك ؟
ج: شخصياً لم أُصب بأي عارض والحمدالله ربما لأن لي بنية جسدية الى حدّ ما تتكيّف مع الجو البارد وهذا العلو الشاهق، فضلاً عن خبرتي بهذا المجال. علماً أنني أُتابع الإرشادات حرفياً وأتكّل على الله وأمشي. الاّ أن رفاقي الثلاثة تعرضوا لوعكات صحية اضطر اثنان منهم للعودة الى الساحل فيما بقي الثالث حتى تاريخ 24 ثم قفل عائداً من دون إدراك أعلى مكان في إيفيريست. وفي الطريق الى القمة وقبل أن يتعرض أصدقائي للوعكة الصحية زرعنا أولاً علم لبنان ثم أعلام لـ LIBS، Gibbons، Acair ،اما Bankers وهو راعي هذه الرحلة والمؤمّن عليها، فلا تحبّ ادارته هذا النوع الترويجي الدعائي، فنزلنا عند رغبتها.
س: أنت نقيب وسطاء سابق وصاحب شركة وساطة في التأمين، وبطبيعة الحال فلا بد من أن تكون قد أمنّت على نفسك في هذه الرحلة الشاقة. فمن هي الشركة التي غطّت مغامراتكم؟
ج: شركة Bankers هي التي قامت بالتغطية، وقيمة التأمين وصل الى 200 ألف دولار للشخص الواحد، شرط الا يتعدى الإرتفاع الـ 4 آلاف متر اذ تُصبح قيمة التغطية بعد ذلك 5 آلاف دولار فقط.