يأس الاسكافي وإشراقة الأمل
د. غالب خلايلي
تتبّعْنا في الجزء الأول بعضاً من تاريخ مسح الجوخ (1)، وصمتَ كثيرون عن الكلام المُباح رغم أهمية الموضوع، ربما لانشغالهم في موسم رمضان (2)، أو لأن (قلبهم من الحامض لاوي!).
مسح الجوخ مغرٍ.. ولكن:
أعترف لكم بأن مسحَ الجوخ حتى في أبسط أنواعه مُغرٍ! تعود بي الذاكرة إلى الأيام الجميلة في ثانوية ابن خلدون ثم في كلية الطب بدمشق (1975-1988)، حيثُ عُرِفتُ بالجِدّية والاجتهاد، ومع تواضعي الفطريّ، وبُعديَ عن أسباب الاستعلاء المتعارف عليها (السّلطة، الجاه، الثروة…) كوني مقتلعاً من جذوري (3)، كان بعض الزملاء موهوبين بطريقة خاصة من “التودّد”، إذ يأتي أحدهم مثلاً ماسحاً بيده على كتفي ونافضاً بنعومةٍ بعض غبار، أو يسألني جادّاً عن الأكل المناسب للتفوّق، فأضحك. على أن أغلب الباقين هم من (الأكثرية الصامتة التي لا تعطي انطباعاً)، فيما قلّة متجافية تَطرى عندما تحتاج خدمة، وأخرى ذات وُدّ صافٍ. كلّ هذا يشي بأن ماضينا البسيط هو مرآة حاضرنا المعقّد، ولو اختلفت وسائله جذرياً.
كلمة حق لا بدّ منها، وهي أن المدرّسين الكرام (وقد تميزوا بالعلم والكبرياء والأناقة) والجهاز الإداري على مختلف المستويات، كانوا قمّةً في الخلق الرفيع والعدل الذي لا يشعر معه أحدٌ بأي تمييز.
مع خروجي من عالمي الأول ودخولي عالماً أوسعَ، الأغرابُ فيه أكثريّة، بقيت على حالي، ولم أنغمسْ في مسألة مسح الجوخ. وهنا أرجو ألا يفهم القارئ أنني بطلٌ، أو شخص خارقٌ لا يخاف إن تعرّض لتهديد. لكنّني في مسيرة الحياة حرصتُ، بميزان الذهب، على الابتعاد عن كل ما يمكن أن يؤدي إلى خطأ، رغم انتشاري الكتابي، إنما كاتباً تقليدياً بعيداً عن الأضواء (ولاحقاً: عن وسائط التواصل التي تخلط الحابل بالنابل)، وبذا وقيتُ نفسي من الانزلاق ومغبّة النفاق، يعرف هذا الأمر زملائي وأساتذتي والمحرّرون الكبار الذين كتبتُ عندهم (وهم كُثُر في أرجاء الوطن مع نشري نحو ثلاثة آلاف مقال)، أتواصل بالمراسلة، دون أن أقفَ مرّةً موقفَ المتذلّل من أجل النشر، فإن أحجم المحرّر لا أسأله لماذا ولا أراجعه. وبالمثل ما تملّقتُ أحداً في خدمة شخصية (الحقّ أنني طلبتها للمحتاجين دون تملّق، ولو أدّت إلى انقطاع حبل الود من المطالَب، والطالب أحياناً) (4)، ولم أقم يوماً بزيارةٍ لأي من رؤسائي في العمل أو من هم أكبر كما جرت العادة عند المتسلّقين (الذين يفرح المديرون بهم على ما يبدو)، ولم أزرْ من تبوّأ منصباً يُشعره بالخُيلاء، كيلا يتسرّب إليه شعور بأنني واحد من لاعقي الأحذية الكُثُر حوله.

والحقيقة، كم آذاني هذا السلوك، وأبعد عني حقوقاً راحت إلى متزلّفين يعرفون من أين تؤكل الكتف (5)، مما لا نجهله. لكن يبقى كل هذا البعد عن الأضواء أهون من إذلال النفس.
لماذا يلعقون الأحذية، وما أثر الخوف؟
يشيع لعقُ الأحذية في المؤسّسات الكبيرة، الأقوى فيها هو رأس الهرم، والذي يشجّع وزبانيتُه الفاسدون السلوكَ المبتذل، بقصدٍ غالباً، إذ يعزّز مكانتهم وسيطرتهم، ناهيك عن أن بعض الثقافات تقدّر الطاعة العمياء للكبار. المشكلة أن بعض لاعقي الأحذية يندمجون في مهمّتهم فوق ما هو مطلوب منهم حتى التماهي، ويُفرِطون بالطاعة في سعيهم الدؤوب إلى الثناء، وخوفًا من فقدان الترقيات أو إنهاء الخدمات، وهذا يدفعهم إلى التنازل عن قيمهم وأخلاقهم لتحقيق أمنهم الوظيفي. وتتعزز دائرة لعق الأحذية عندما يُشاد باللاعقين وينالون المكافآت، فذلك يعزز الاعتقاد بأن مرضاة المديرين هي الطريق الأقصر إلى النجاح.
“إن الخوف يقتل العقل” حسب فرانك هربرت (6)، و”الخوف يهزم الناس أكثر من أي شيء آخر” حسب بونابرت. إن الخوف من الانتقام يدفع إلى سلوك إدماني مثل تعاطي المخدرات، خاصة أن الناس يعرفون العواقب السلبية للمعارضة، ولا يريدون اختبارها، فـ “العاقل يتعظ بمصائب سواه” كما يقول المثل، لذا يختار الصمت أو حتى يدعم جلّاديه، ولسان الحال يقول: (ابعد عن الشرّ وغنّ له).
من خنق الابتكار إلى الانفصال عن الواقع:
للعق الأحذية أضرار شارخةٌ المجتمع، أهمها تعزيز التسلط الهرمي المطلق، وفقدان الأصالة، وتآكل الثقة، وخنق الابتكار والإبداع (فلماذا يتعب الموظف مثلا ما دام الفوز لغيره؟). وعندما يحاط الأقوياء ببطانة فاسدة، وزبانية الإطراء والثناء، فالأغلب أن رؤوسهم تميل سُكْراً بالسّراب (إن كانت أصلا غير مائلة)، لينفصلوا عن الواقع، وعن احتياجات المجتمع الذي يفترض أن يخدموه (الموظفين، العمال…)، مما يجعله كالثوب الخَلَق (البالي، الذي لا يمكن ترقيعه) نتيجة القرارات التي تعطي الأولوية للمكاسب الشخصية، لا ينجو من فتنة المنصب إلا من رحم ربي، وأعطاه الله الحكمة.
تضحكني مقولة سمعتها وأنا طفل، في وصف التفافيٍّ يبرّئ ذمة مسؤول أو مدير، وهي (أن فلاناً المسؤول عفيف ظريف، لكن الذين حوله “حاشيته” فاسدون يسيؤون إلى سمعته)، ولا حاجة للتعقيب.
“لعق المؤخرة” وعديله “الأنف البني”:
أشرنا سابقاً إلى مرادفات رمزيّة للعق الأحذية، منها لعقُ المؤخّرة أو لحسها Bumlick، أو Ass-lick وهذه كلمة مسيئة جداً تصف شخصاً يحاول الحصول على شيء لنفسه من خلال تصنّعه اللطفَ الشديدَ، المفتقِدَ للصدق والعفوية، مع ذوي النفوذ.
كثيرون – مع الأسف، لاسيما في المجموعات الكبيرة – يختارون أن يعيشوا ظلالاً لأشخاص أذكى (أدهى؟) وأعلى منصباً، فيتبرّعون بوقتهم، ويستميتون في الدفاع عنهم، ولا يقصّرون بعصر أدمغتهم الغريزية وابتداع الحجج التي تدعم مواقف أسيادهم.
ومن المصطلحات المشهورة “الأنف البني” Brown Nosing (دلالة تلُوّنِه من كثرة التلامس باللعق) الذي ظهر في أواخر الثلاثينيات من القرن العشرين، حسب قاموس أوكسفورد، حيث كان يعني “تملّق ذوي السلطة To curry favor”؛ بتقبيل مؤخّراتهم أو لعقها (دلالة على القذارة)، دون أن يحدث ذلك بالفعل.

هل الصمت هو عتبة مسح الجوخ؟
الأبطال الحقيقيون في الحياة قلة نادرة، لأن للبطولاتِ أثمانَها الغالية، والقاسية أحياناً، كما يقول المتنبي:
لا يبلغُ المجدَ إلا ســــيّد فطنٌ لما يَشُقّ على السّادات فعّالُ
لولا المشقّةُ ساد الناس كلّهم الجود يفقِــر والإقــدام قتـّـالُ
وأنا أرى البطل يُخلق بطلاً في بيئة مشجعة أو يكون مستعدّاً لذلك، إن لم تدفعْه الظروف القاسية إلى البطولة دفعاً، كأن يعيش ظلماً تصبح معه التضحية بكل نفيس أهونَ. على أن الناس عموماً – مع فرط الظلم وغياب التنظيم – تميل إلى الصبر والصمت، خاصة إن كان الأمل بالتغيير محتاجاً لمعجزة.
والصمت عن المنكر (أو إنكاره في القلب، الذي وصف بأنه أضعف الإيمان) هو حال كثيرين لا يقدرون على عمل فعال، وفي الوقت نفسه لا يريدون الانحناء ومسح الجوخ أو لعق الأحذية، إلى أن يقدّرَ الله تغيّرَ الظروف، أو يحدثَ الانفجار نتيجة فرط الضغط.
إننا نفضّل الصمتَ في مواقف حياتية كثيرة لا نرغب فيها بالتعليق على قولٍ غبيّ أو رسالة سخيفة، أو مقالٍ ضعيف، أو خطاب مستفز، أو شعر هزيل، أو زبون مستبدّ، أو شيخ متطفّل لا تريد أن تجرح كرامته (أو العلقة معه، فربما يكون زورياً أو فصامياً…)، كما نفضل اعتزال مجالس الهذر ومسح الجوخ لمدّعٍ من مدّعي الثقافة ومروّجيها بحفلات الكباب والكنافة، فهل الصمتُ هو العتبة الفاصلة بين الرفض ومسح الجوخ؟

هنا نعود إلى حِكم القدماء فنذكر قول زهير:
ومن لا يصانع في أمور كثيرة يُضرّسْ بأنياب ويوطأ بمنسم
ومن يعصِ أطراف الزِّجاج فإنه يطيع العوالي رُكّبت كل لهذم
لهذا، فإنه حتى الصمت ليس سهلاً، خاصة أنّ هناك مختصين في تأويله والحكم عليه ومعاقبة صاحبه.
التخلص من مسح الجوخ: هل تستطيع أن تقول لا؟
مرّة أخرى، ليس ذلك سهلاً، خاصة أن الصمتَ قد لا ينجي صاحبه، وقد يُلجئه إلى التشرد أو الهجرة، فإن تعذّر، فليس أقل من تحرّر المرء من لعق الأحذية، بوضع الحدود.
عندما تكون عالقاً في الدائرة اللعينة، ليس نادراً أن تجد نفسك غارقاً في الطلبات الكريهة، من القيام بمهام شخص آخر، أو التغطية على أخطائه، وحتى الانغماس في سلوك متملّق لكسب الرضا، أو حتى الانزلاق أخلاقياً (ومن ذلك الاستغلال الجنسي). إن تعلّم الرفض خطوة حيوية لاستعادة احترام الذات والاستقلالية، ومن ذلك أن تحيط نفسك بأشخاص حقيقيين يمكنهم دعمك، وإلهامك لتنمو كشخص، وهذا مدعاة لتحسّن صحتك العقلية والعاطفية، وتطور سلوكك الشخصي والمهني. النصيحة أن تكون أنت نفسك، على طبيعتك، وسوف تجتذب الذين يقدّرونك كما أنت، ويشاركونك قيمك. إن اهتمامك بالآخرين يشجعهم على الانفتاح ومشاركة المزيد، فلا تتردد بإظهار دعمك لهم والاعتراف بإنجازاتهم، وقبول اختلافاتهم، واحترام خياراتهم.
تبقى العقبة الكأداء أن تجد هذا المجتمع الصحي الذي لا يغدر بك بكل بساطة، فالعديد من لاعقي الأحذية معتاد على السّفالة. يقول أفلاطون: لو أمطرت السماء حرية لوجدت بعض العبيد يحملون المظلات.
المشي على حبل مشدود، هل تعاند من إذا قال فعل؟
يقول ابن الوَردي في لاميته: جانبِ السلطانَ واحذرْ بطشه / لا تعاندْ من إذا قال فعل، والمعنى واضح، وإن لم يكن كل السلاطين بطّاشين، ولا كل الناس سلاطين. لكن هناك في الحياة من “يماشون زمانهم” ويقبلون بأي عمل يوكل إليهم، وأي ظلم يقع عليهم، لا يعترضون خشية الأسوأ، وهناك من يمشي على حبل مشدود مثل لاعب السيرك فوق الحلبة، عليه أن يحفظ حياته فلا يقع فريسة الذئاب التي تنتظر وقوعه، وفي الوقت نفسه عليه أن يحفظ كرامته ورزقه فيجاهد للوصول. إنها المعادلة الصعبة، وكما قال أبو القاسم الشابي التونسي (الذي لم يعش طويلا):
ومن يتهيبْ صعود الجبال يعشْ أبد الدهر بين الحفر
فيما قال الطغرائي في لامية العجم:
حبّ السلامة يثني عزم صاحبه عن المعالي ويغري الناس بالكســــل
فإن جنحــتَ إليه فاتخذ نفقـــــا في الأرض أو سلّما في الجو فاعتزل
بين الإطراء الصادق ومسح الجوخ خيط رفيع
تقول العرب: “المدح في الوجه ذم ظاهر”!.. ومع ذلك جميلٌ أن تطريَ من يستحقّ الإطراء وتعرف أنه يتقبّل ذلك بسماحة وحصافة. هذا يعتمد على سلامة فطرتك وحسن قراءتك. فإن قررت المدح، قم بذلك بلا مبالغة أو تصنّع، خشية أن تتّهم بمسح الجوخ. ومع ذلك لن تعدم ذلك الاتهام، أو أن يكبر رأس صاحبك، فلا يعود حتى مهتماً بالسلام عليك. حدث هذا معي مراراً كلما عاندتُ فطرتي وخالفت قلبي، ومع ذلك أقول: لا بأس.. هي الحياة.. نتعلم من دروسها الكثير.
من مسح الجوخ إلى المسح بالأرض:
من المهم أن نذكّر أصحابَ المناصب (الثقافية والطبية والسياسية…) أن أغلب الحاشية التي كانت تمجّدهم، وجيش مدّعي المحبّة الذي كان يلتف حولهم، ويضحك لأسخف نكتة يسمعها منهم، سوف ينفضون عنهم عندما يشيخون أو يتركون مناصبهم، ويتبخّرون تماما! والأدهى أنهم يتحولون من مسح الجوخ إلى مسح الأرض بهم، فلا يتركون علة في الكون إلا ألصقوها بمن نافقوهم، يفعلون ذلك إما حقدا أو تشفّياً أو وقايةً (مع التحوّل إلى مستعبِد جديد). أتذكر مقالاً مؤثراً لرئيس تحرير مجلة رصينة، استشهد فيها بأبيات من قصيدة (لكل صابونة ليفة) للشاعر محمد السنوسي، نقتطف منها:
أصدقائي أم أصدقاء الوظيفةْ أنتمُ يا ذوي النفوس الضعيفةْ
بســــــــــماتٌ ملوناتٌ وأخلا قٌ وصوليةٌ غلاظٌ ســـــــخيفةْ
ونفاقٌ ملونٌ تخجل الحِــــــر باء منه فتنثني مكســـــــــوفةْ
ومن المهم أيضاً أن يتذكر أصحاب المناصب القول الشهير (لو دامت لغيرك ما وصلت إليك)، وأن الذين قمعوهم أو لم يحسنوا وفادتهم، يغلب ألا يلتفتوا إليهم، إن لم يشهر اللئام منهم سيف الانتقام، ومن هنا جاء القول الشهير: “وأنت تصعدُ مهّد لسقوطك فراشاً ليناً“.
ماذا يعني أن ترفض النفاق؟
هذا يعني أن تعاني اليوم وغداً وربما إلى الأبد، فأنت “مفتعِل المشاكل -المشكلجي” Trouble Maker، و”الصِّدامي” الذي يرفض تقبيل الأيادي، و”حامل السلّم بالعرض” Ladder Holder Crosswise و”من لا يفهم وقته”، و”من لا يداري زمانه”. وفي المستويات الأعلى أنت “المخرّب” و”الرّجعي” و”معكّر صفو العلاقات..”، فلا تعجبْ من إقصائك ووصفك بأقذع الصفات، إن لم ترسل إلى الجحيم.
وأنت كذلك، تشهد كثيرين يقولون لك: إي تلحلح، تزحزح، طول عمرها عوجا، أنت تريد إصلاحها؟
وأنا أقول لك، رغم صعوبة الأمر وغياب الضوء في آخر النفق: العمر قصير. “قف دون رأيك”.. فهل تريد أن تسجّلَ لاعقَ أحذيةٍ إلى الأبد؟
العين في 8 آذار 2025
هوامش:
- من مسح الجوخ إلى العق الأحذية الجزء الأول https://taminwamasaref.com/dr-khalayli-shoes/
- في رمضان مشقة لا تخفى، وتدخلك معظم المسلسلات التي تَعرِض المثالب والمصائب في دوامة من الذعر واليأس.
- ليس أصعب على المرء من أن يعيش مقتلعاً من جذوره، ولو نمت له جذور جديدة في مكان جميل، إذ يبقى يشعر ببعض الغربة الروحية في لحظات الضعف والحنين إلى الوطن، هذا مع إيماني بأن الوطن السوري الكبير واحد، وكذا الوطن العربي الكبير.
- مؤسف أن ترجو زميلاً المساعدة ثم يرفض أو يطلب مبلغاً مبالغاً به، أو يستجر المريض إلى المستشفى الخاص، أو يأخذ عمولة، وبالمقابل هناك من الزملاء من يتبنى المريض كأنه من عائلته.
- إنَّهُ لَيَعْلَمُ مِنْ أيْنَ تُؤْكَلُ الكَتِفُ. ويروى “من حيث تؤكل الكتف” يضرب للرجل الداهي. قال بعضهم: تؤكل الكتف من أسفلها، ومن أعلى يشق عليك، ويقولون: تجري المَرَقَة بين لحم الكتف والعظم، فإذا أخذتها من أعلى جَرَت عليك المرقة وانصبَّتْ، وإذا أخذتها من أسفلها انْقَشَرَتْ عن عظمها وبقيت المرقة مكَانَها ثابِتَةً. مجمع الأمثال للميداني
- فرانك باتريك هربرت (1920-1986) كاتب أميركي وروائي خيال علمي.