فادي الشرقاوي في مكتبه وبدا قسم كبير من بيروت الكبرى والجبل اللبناني وراءه
ARC ، من مكتب فسيح في مبنى في منطقة الأشرفية محازٍ لكنيسة ما نيقولاوس للروم الأرتوذكس، الى طابق من 550 متراً مربعاً في مبنى حديث يحمل اسم Rive Gauche من 31 طابقاً، وسط مجمعات لمكاتب خاصة ورسمية، أبرزها مبنى Holcom ومؤسسة دباس للإنارة ومالية بلدية بيروت والمطاحن وسواها. والشقة المذكورة، كما علمنا من المدير التنفيذي لـ ARC فادي الشرقاوي، هي ملكٌ للشركة وليست بالإيجار، كما كان الحال مع شقة الأشرفية. وقد تمّ الإنتقال اليها قبل أسبوع لتكون المقرّ الجديد لشركة Platinum والتي استُبدل اسمها بـ ARC لأسباب (عدّدها لنا الشرقاوي نفسه) وهي أن Platinum بات اسماً مشاعاً تجده في كل مكان: على واجهة المحلات، على مبانٍ خاصة، على مصانع وشركات، والى غير ذلك. أما اختيار ARC، فله أسبابه أيضاً ومن ذلك أنه يُعبّر عن التطوّر الذي شهدته شركتنا لوساطة الإعادة، كما أنه يُجسّد القوس الذي خطته Platinum باتجاه قبرص اولاً حيث لنا فيها مكتب نطلّ به على دول أوروبا والغرب عموماً، كما على الشرق: تحديداً دبي التي أسسنا فيها شركة مستقلة تحمل أيضاً اسم ARC واختير لها مكاناً في مركز دبي المالي العالمي DIFC. صحيح أن هذه الشركة تحمل الإسم نفسه وهو ARC ، ولكن لها استقلالية تامة ولا يجمعها بـ ARC لبنان الا الإدارة والإشراف الذي أتولاه شخصياً، يقول الشرقاوي، علماً أن فريق العمل في ARC دبي يتمّ اختياره حالياً، واختيار مدير لإدارة هذا المكتب يتولى توجيهاته من العاصمة اللبنانية.
“ولأن الصدفة غير من ميعاد”، كما يُقال، فإن هذه الصدفة جمعت بين تغيير الإسم وبين الإنتقال الى المكاتب الجديدة التي يعمل فيها، كذلك اختصاصيون في التأمين والتكنولوجيا الحديثة والحِرفية المطلوبة في هذه الأيام، في ظلّ المنافسة الشديدة بين الشركات بمختلف أنواعها واختصاصاتها، لا سيما في التأمين، اذ أن أسواق هذا القطاع باتت تضمّ شركات عدة محلية وعربية وأجنبية أدّت الى قيام البعض منها، للإندماج أو الإستحواذ لتتمكّن من البقاء مع اشتداد الأزمات الإقتصادية والإجتماعية في دول عربية عدة، بما في ذلك الدول النفطية التي يُفترض أن تكون في مأمن من تلك الأزمات، ولكن الحرب الروسية-الأوكرانية، ومن ثم الحرب الإسرائيلية على غزة، فاندلاع أزمة البحر الأحمر التي جاءت بعد المعارك في جنوب لبنان… كلّ هذه التطوّات أدّت الى الإنكماش الإقتصادي الذي يمنع أفراداً وجماعات من التوسّع في البرامج التأمينية واختيار الضروري منها، تحديداً الفرع الإستشفائي. وغنيُّ عن القول هنا أن تأمين الشحن بعد أزمة البحر الأحمر المستمرة حتى الساعة، قد ارتفعت نسبته الى ما يُقارب العشرين في المئة من قِبل شركات الإعادة المحلية والعالمية على حدّ سواء، ما رفع بطريقة مباشرة أو غير مباشرة أسعار السلع وكلّ ما هو مستورد ليخلق هذا الإرتفاع أزمة مالية عند الكثيرين.
فادي شرقاوي، الخبير التأميني الحِرفي والمتمرّس في هذه المهنة، والذي تولّى مسؤوليات عدة في كبرى شركات التأمين، لا يسمح لك بأن تتشاءم بل هو دائماً يختار “ضفة التفاؤل”، كما اختار شقة في مبنى يحمل اسم “الضفة اليسرى” Rive Gauche وفي اعتقاده ربما أنها ستكون “ضفة التفاؤل” لمزيد من النجاحات لشركة ARC في قفزتها الجديدة والتي تجمع بين بيروت، قبرص ودبي.
سألناه: هل أنت مرتاح لمستقبل ARC دبي في ظلّ هذا التنافس الشديد بين الشركات خصوصاً في هذه الإمارة التي باتت الوجهة التي يقصدها رجال أعمال وإقتصاد وخبراء التأمين من كلّ أنحاء العالم؟ أجاب:
-طبعاً لأننا أيضاً جاهزون لهذه المنافسة، استناداً الى تاريخ الشركة الناجح الذي يعود الى 8 سنوات من العمل الحثيث والمنتج، والى الفريق المساند الذي بدأنا باختياره من دول عربية وغربية عدة، ليخوض هذه المنافسة، علماً أن جميع أعضاء هذا الفريق متسلّحون بالخبرة والحِرفية والأهم الأهم بالتكنولوجيا المتقدمة التي من دونها لا يُمكن لأي شركة أن تُتابع مسيرتها. ان مهمة هذا الفريق المرتبط إدارياً في ARC لم ينحصر وجوده في دبي بل هو سيخوض المنافسة في دول الخليج عموماً ومن دون استثناء، وصولاً الى مصر، وما هو أبعد من مصر، الى دول أفريقية كنّا في السابق قد بنينا فيها صداقات عمل جرى استثمارها وسنتابع هذه المهمة مع الإنطلاقة الجديدة.
س: ماذا عن نتائج أعمال ARC – بيروت في 2023 وهل جاءت حسب ما هو مأمول لها أم كانت هذه النتائج مخيّبة للآمال؟
ج: رغم اشتداد الأزمات في 2023 لبنانياً وعلى المستوى الإقليمي والدولي، فإن النتائج المالية كانت مشجعة جداً بحيث ازداد النموّ بمعدل فاق العشرة في المئة، اضافة الى أننا من خلال الإلتزام الذي اتخذناه شعاراً لتسديد المطالبات المحلية وتلك العائدة لشركات أجنبية تتولى التغطيات، فإن ذلك حافظ على سمعة الشركة والقيمين عليها، وبذلك فُزنا بربحَيْن: ربح مادي وآخر معنوي.
الفريق المتعاون مع ARC بيروت يصل الى 22 شخصاً تحلّقوا حول فادي الشرقاوي لإلتقاط صورة معاً وخلفهم شعار الشركة المنفّذ بشكل جميل وراقٍ قبل أن نتجوّل في المكاتب التي صُممّت هي أيضاً، بشكل يتماشى والروح الشبابية التي يُجسّدها الشرقاوي، الرجل الرياضي الذي أكدّ عن حقّ وحقيقة مقولة “العقل السليم في الجسم السليم”، اذ أنه ورغم مشاكله الكثيرة، لا يزال يترك دائماً مساحة واسعة لممارسة الرياضة، مهما يكن نوعها، لا سيما سباق الدراجات النارية التي حقّق فيها دورات عدة في السابق ولا يزال.
منظر عام لمكاتب الشركة