طفل لا يقدّر خطر المفرقعة
نحن على موعد مع عيدَيْن كبيرَيْن: الفصح عند المسيحيين في أواسط نيسان (أبريل) والفطر عند المسلمين في حدود العشرين من الشهر المذكور. وعلى جاري العادة، فالعيدان معاً يشهدان اطلاق الألعاب النارية (وبعضها خطر جداً)، وكذلك الأعيرة النارية من مسدسات وحتى من بنادق ورشاشات في ظلّ غياب الإجراءات الرادعة، وهذا موضوع آخر لن ندخل في تفاصيله ولن تأتي على مخاطره لأن الكلّ يعلم هذه المخاطر. لذلك تناولنا في هذا المقال الإرشادي، تناول الخطر المحدق بالأطفال بسبب هذه الألعاب، خصوصاً اذا وقع المحظور وحدثت إصابات تحتاج الى اسعافات منزلية أو الإنتقال بالمصاب الى قسم الطوارئ في المستشفى.
إنّ الألعاب النارية خطر كبير مُحدق بالأطفال، ولهذا وجب حظرها عنهم وابقاؤها في أيدٍ خبيرة. أما إذا وقع المحظور وحدثت اصابات، فثمة اسعافات منزلية تسبق حمل المصاب الى قسم الطوارئ في المستشفى.
ان حب مشاهدة الألعاب النارية، هو حب مشترك بين الصغار والكبار. ولكن الألعاب النارية ليست مجرد مناظر جميلة وزاهية، بل أن هنالك أنواعاً منها في متناول أيدي الأطفال. ومن هنا تأتي الخطورة، لأن الطفل في غالب الأحيان يكون جاهلاً لما ينفعه أو يضرّه، فإذا استهوته لعبة نارية، وكان في مقدوره أن يلمسها بيده أو يحملها ويلوح بها، فإن ذلك يمكن أن يعرضه لخطر جسيم ويصيبه بحروق خطيرة، لا سيما إذا علمنا أن أقلّها خطراً، كما نتوهم، وهي نافثات الشرر (ضو الليل) تطلق حرارة تبلغ 1800 درجة فهرنهايت، وهي درجة كافية لإذابة الذهب!

تمعّن في هذه الحقائق:
– الأطفال يُمثّلون أكثر من 50% من المصابين بالألعاب النارية.
– بالنسبة لجميع فئات الأعمار، فإن ما يقرب من نصف عدد الإصابات، يحدث بين الواقفين المتفرجين.
– عدد إصابات الألعاب النارية تضاعف بمقدار ثلاثة أضعاف في السنوات الأخيرة، بما في ذلك مفرقعات الأعياد.
ربما أنه ليس هناك من سبيل لمنع الأيدي الصغيرة من التعامل مع هذا الخطر (سوى سبيل حظر هذه الألعاب النارية والمفرقعات عن الأيدي غير الخبيرة)، فإذا أخفقت كل وسائل الحظر، ووقع المحظور وحدثت الإصابات، فلا بد من اتخاذ التدابير الإسعافية التالية:
– لا تسوّف ولا تماطل في طلب المعونة الطبية، فإن كثيراً من حوادث العمى أو ضعف البصر، يمكن تجنبها إذا كانت معالجة المصاب فورية.
– حافظ على هدوئك ولا تُصب بالذعر، اذا تعرّض طفلك أو أحد الأشخاص لحروق أو أذيّات. وحاول إشاعة الهدوء في نفس المصاب أيضاً.
– اذا كانت الإصابة في العين فلا تُفْركها، فالفرك هو عادة رد الفعل الطبيعي عند حدوث الألم، ولكن فرك العين يعني الضغط عليها، والضغط في حالة الإصابة يمكن أن يكون أكثر ضرراً من الإصابة نفسها.
– لا تحاول غسل العين المصابة، فالغسل، كالفرك يحدث ضغطاً على العين.

– امنع وقوع أي ضغط على العين المصابة. حاول أن تضع فوق العين قدحاً من البلاستيك أو الورق المقوّى، وثبته بشريط لاصق بالحجاج والعظام المحيطة بالعين، زيادة في حمايتها من الضغط.

– لا تُعطِ المصاب سوى مسكّنات مأمونة لتخفيف الألم. ولا تنسَ أن مسكنات الألم العادية المبذولة بدون وصفة طبية، لا تفيد كثيراً. اجعل جلّ همك حَمْل المصاب الى قسم الطوارئ بالمستشفى.
– لا تَدْعَك العين المصابة بالمرهم، ولا تضع فيها أي دواء. اذ ان جعل العين زلقة يمكن أن يُبطئ فحص الطبيب لها.