هناء الهلالي الثانية من اليمين عند افتتاحها مؤتمر القاهرة وبدت إلى يسارها السفيرة عاليا الصبوري وإلى يمينها مايكل لافرتي ود. عصام الملاخ
أيّام قليلة باعدت بين المؤتمر الأوّل الخاص بالمجلس العالمي للنساء الذي أطلقته من لبنان السفيرة عاليا الصبّوري، وبين المؤتمر الثّاني، وللهدف نفسه، الذي أُقيم في مصر، ودعت إليه مستشارة هذا المجلس الدكتورة هناء الهلالي. وإذا كان الغرض من المؤتمرين الصحافيّين اللذَيْن عُقدا بالتشاور مع رئيس مجموعة لافرتي مايكل لافرتي، صاحب الفكرة والداعم لها والدافع إليها، هو شرح أبعاد هذه الخطوة ومراميها ومكتسباتها على مستوى نساء الشرق الأوسط، إفريقيا وأوروبا، فإنّ الفارق بين هذَيْن المؤتمرَيْن تحدّد في نقطتَيْن رئيستَيْن: الأولى أنّ مايكل لافرتي حضر مؤتمر القاهرة وتخلّف عن الأوّل بسبب تأثيرات لقاح كوفيد 19 الذي تلقّاه، وقد حالت تلك التأثيرات دون قدومه إلى لبنان للمشاركة، مكتفيًا بإطلالة عن بُعد وبكلمة مختصرة. أمّا الثانية فتمثّلت بحضور نسائي كثيف شاركن في مؤتمر مصر الذي أعدّت له مستشارة هذا المجلس في القاهرة د. هناء الهلالي ووضعتنا في صورته في الحديث الذي أجريناه معها قبل أيّام في أثناء وجودها في بيروت..
لا شكّ أنّ المؤتمر الأوّل الذي رَعَتْه سفيرة هذا المجلس المصرفيّة الآنسة عاليا الصبّوري كان بادرة خير لهذا الحدث المهمّ على مستوى دول الشرق الأوسط وقارة افريقيا وحتّى الدول الأوروبيّة، لأنّ ما خُطّط له، سيصبّ في صالح المرأة في المناطق التي ذكرنا وسيكون لها “شأنٌ كبير على مستوى تسلّم المراكز القياديّة في المؤسّسات المصرفيّة والتكنولوجيّة والتأمينيّة وغيرهما”، وفق ما ذكر مايكل لافرتي نفسه في الكلمة التي ألقاها في مؤتمر القاهرة، إذ قال: “يسعدنا العمل مع مصرفيّات هذه المناطق لإنشاء هذا المجلس الدولي للمرأة والذي أتوقّع أن يكون له تأثير كبير على القطاعَيْن المصرفي والمالي”، مضيفًا: “من خلال تجربتي الشخصيّة، فإنّ سيدات المصارف غالبًا ما يحقّقن نتائج أفضل من نظرائهم الذكور”.
ولأنّ أهداف هذا المجلس لا تزال مبهمة بالنّسبة للكثيرات من المدعوّات للإنضمام إليه، فقد تناول مايكل لافرتي الكلام وقدّم شرحًا عن دوره والخدمات الجُلّى التي سيوفّرها للنساء المتبوّئات مراكز متقدّمة في المؤسّسات المصرفيّة والمالية والتكنولوجيّة.
الدكتورة هناء الهلالي تحدّثت عن خطوة لافرتي الهادفة إلى “تمكين النساء وبلوغهنّ المراتب العليا بحيث يكنّ شريكات أساسيّات في نجاح القطاعات التي تُعتبر ركيزة أساسيّة لتحقيق النموّ الاقتصادي”. وهنا لفتت إلى أهداف البنك المركزي المصري “الذي يُعدّ إحدى الجهات الرئيسة الداعمة للمرأة”، والذي يتأتّى “من الدعم اللامحدود من القيادة السياسية المتمثّلة برئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي. ويقوم هذا الدعم على ضرورة إشراك المرأة في مجالس إدارات البنوك بنسبة لا تقلّ عن عنصرَيْن من النساء، ليقين القيادة المصريّة أنّ من شأن هذه الخطوة تعزيز دور المرأة في هذا القطاع جنبًا إلى جنب الدور المرتقب للمجلس الدولي في رفع قدرات الكادر النسائي في المصارف عن طريق دورات تدريبيّة متنوّعة في القطاعات كافة، عبر نخبة من أمهر المصرفيّين للمساهمة في الارتقاء”.
وكان حاضرًا مؤتمر القاهرة الذي عُقد في أحد فنادقها الكبيرة نخبة من قيادات القطاع المصرفي على رأسهم المصرفي عصام الملاخ رئيس مجلس إدارة لافرتي مصر، ود. نجلاء الأهواني وزيرة التعاون الدولي الأسبق، وعاليا الصبّوري سفيرة المجلس، ود. لاميس نجم مستشار محافظ البنك المركزي المصري للمسؤولية المجتمعية ورئيس لجنة التنمية المستدامة باتّحاد بنوك مصر، إضافة إلى مهى عبد الرازق العضو المنتدب للشؤون المالية والاستثمار بشركة مصر لإدارة الأصول العقارية، وجرمان عامر رئيس قطاع الاتّصال المؤسسي للمصرف المتحد، فضلاً عن عدد كبير من القيادات المصرفيّة المحليّة والعربية.
وفي اتّصال أجريناه مع الدكتورة هلالي لنعرف منها الانطباع الذي خرج به المشاركون والمشاركات، فذكرت لنا “أنّ المؤتمر كان ناجحًا بكلّ المقاييس إذ تعرّفت السيدات إلى مهمّات هذا المجلس وإلى الفائدة التي ستعود عليهنّ ومنها التدرّب وصَقْل الخبرة للارتقاء إلى المناصب العليا. لقد كانت الأحاديث والتعليقات مهمّة ومثيرة جدًّا وخاصة في جزئية التمييز بين الرجل والمرأة. وإلى ما تقدّم، كانت التغطية واسعة، إذ فاق عدد الإعلاميّين العشرين شخصًا”.
وعن برنامج المؤتمر، قالت لنا الدكتورة هلالي: “لقد اشتمل على كلمة افتتاحية أعددتها بنفسي حول التفرقة بين الرجل والمرأة وخاصة في الوظائف العليا (Gender In Balance)، مع الأمل أن يدعم المجلس الجديد جهود النساء في مجالس الإدارة لتتولّى المراكز القياديّة والعليا في البنوك”.
س: إنّه اللقاء الأوّل بين حضرتك والسفيرة الصبّوري مع مايكل لافرتي بعدما تمّ التعارف بينكما عن بُعد. ما هو الانطباع عن هذا اللقاء؟
ج: صحيح أنّنا لم نلتقي حضوريًا بالسيد لافرتي، زميلتي وأنا، ولكنّ الأحاديث عبر الـ Zoom معه كانت كافية لمعرفة شخصيته وطريقة تفكيره والأهداف البعيدة التي يسعى إليها والتي تصبّ في خدمة المجتمع بشكل عام وفي صالح المرأة على وجه الخصوص، سيما وأنّه لا يحتاج من وراء هذه الخطوة، إلى شهرة أو جاه. وأودّ أن أشير هنا إلى أنّ ممثّل المجموعة في مصر الدكتور عصام الملاخ، وهو خبير في التجزئة المصرفية ويدرّس هذه المادة، عرّف بدوره عن مجموعة لافرتي وعن التعاون الوثيق بينها وبين المعهد المصرفي المصري واللذَيْن سيوقّعان اتّفاقية تعاون في أيلول (سبتمبر) المقبل. طبعًا كان للسفيرة الآنسة عاليا الصبّوري كلمة أثارت فيها موضوع المزايا التي ستتمتّع بها عضوات المجلس، وقد لقي حديثها استحسان السيدات المشاركات وتصفيقهنّ”.
س: وماذا بعد؟
ج: نجهد حاليًا لملاحقة الموضوع لتفعيل المجلس وتعزيزه عن طريق رسائل الكترونيّة ستصل للسيدات المقتدرات بهدف انضمامهنّ للمجلس. وفي الرابع من تموز (يوليو) المقبل، سنقيم مؤتمرًا افتراضيًا مع هؤلاء السيدات يسبق المؤتمر الكبير الذي نحضّر له، منذ الآن، والذي ستشارك فيه 500 سيدة من مختلف الدول والذي سيتمّ خلاله توزيع جوائز للمتميّزات منهنّ، خلال عشاء ضخم يشارك فيه رسميّون ومتحدّثون.
إشارة إلى أنّ الدكتورة الهلالي اختارت موعد 26 حزيران (يونيو) لعقد مؤتمر القاهرة لإطلاق المجلس الدولي كي لا يتعارض مع مؤتمر تنظّمه بنوك في مصر في 27 و28 من الشهر نفسه، الذي ستشهد القاهرة فيهما المؤتمر السنوي المعروف تحت اسم Egyptian Banking Institute، كما اختارت تشرين الأوّل (أكتوبر) المقبل لعقد المؤتمر الكبير بدلاً من تشرين الثاني (نوفمبر) لأنّ مصر ستستضيف في هذا الشهر، المؤتمر الخاص بالبيئة Cup 27، وذلك تجنّبًا لحصول تعارض بين مؤتمرَيْن جديرين بالمتابعة والاهتمام.
إلى ذلك، استغلّت المصرفيّة عاليا الصبّوري وجودها في القاهرة لحضور فعاليّات مؤتمر بنوك مصر مع شقيقها رمزي الصبّوري مدير عام شركة ZWIPE في الشرق الأوسط والقارة الافريقيّة، الشركة التي أطلقت أوّل بطاقة بيومتريّة في العالم. كما حضر المؤتمر مايكل لافرتي ود. هناء الهلالي ود. عصام الملاخ. وبدت في الصورة التي التقطت داخل قاعة المعارض السيدة ملاك البابا من أسرة VISA بالقاهرة وهي في الأساس مصرفيّة كانت تتولّى منصبًا رفيعًا في فرنسبنك بالمقرّ الرئيسي.