شوارع لندن زمن الجائحة
هيئة الخدمات الصحية الوطنية National Health System (NHS) التي تقدّم الخدمات الصحية في انكلترا، يبدو أنها في أزمة بسبب تراكم الأوبئة ونقص التمويل وتراجع أعداد الموظفين، فضلاً عن الإضرابات المتتالية التي تصاعدت طوال الفترة الماضية من العام 2022 وبداية العام الحالي 2023. وهذا يعني، بل قد يؤدي إلى التوسع في اللجؤ الى قطاع التأمين الطبي الخاص، وفق GlobalData ، شركة البيانات والتحليلات.
كبيرة محللي التأمين في الشركة المشار اليها بن كاري إيفانز، قالت في هذا الصدد: “كانت المشكلات مع هيئة الخدمات الصحية الوطنية NHS في صدارة الإهتمام الإعلامي في الفترة الأخيرة، ما مكّن الكثيرين من التعرّف الى أسباب هذه المشكلة وأخْذ الحيطة والحذر لجهة أوقات الانتظار المحتملة، سواء للمعاينة أو العلاج أو حتى للحصول على دمات الطوارئ، وهو ما يجعل الكثيرين متوترين، مع تصاعد المخاوف من Covid 19 والمتحوّرات الناتجة عن هذا الفيروس.
وفي استطلاع لـ Global Data، تناول المستهلكين وشركات التأمين في المملكة المتحدة، تبيّن أن القلق بشأن أوقات انتظار خدمة NHS، كان دافعاً رئيسياً للإمكانية شراء بوالص تأمين طبية خاصة لهذا العام، كما ذكر 27.3٪ من المشاركين بهذا الإستطلاع، وأن الخوف من تراجع الخدمات الطبية هو الذي جسّد القلق، خصوصاً في صفوف من بلغ عمراً معيناً (فوق الستين)، لأن الواقع الإستشفائي يُعتبر الأكثر حاجة للناس. وبمقارنة مع مسحَيْن مشابهَيْن أُجريا السنتين الماضيتَيْن، تبين ارتفاع نسبة ارتفاع المخاوف سنة بعد أخرى. ففي 2020 وصلت النسبة الى 20،4% لترتفع في 2021 الى 24،8% وهكذا دواليك، ما يؤكّد أن الخوف من Covid 19 مستمر.
وفي مجال آخر ذكرت كاري إيفانز أن: “أي نمو متوقع في التأمين الطبي الخاص قد يقابله أزمة التكلفة المعيشة التي ستؤدي الى التضخم، خصوصاً مع ارتفاع أسعار الطاقة بسبب الحرب الروسية-الأوكرانية، يُضاف اليها انخفاض كبير في الدخل المُتاح، ما دفع البعض الى البحث عن حلول تمكّنهم من توفير المال، علماً أن NHS لم تُظهر حتى الآن أي تقصير في الخدمة…
نتيجة لكل ذلك، سيؤدي تحمل نفقات جديدة الى هموم معيشية تُضاف الى الهموم الحالية وخصوصاً أن البريطانيين باتوا متيّقنين أن الإتجاه نحو التأمين الخاص هو مسلكٌ لا بدّ منه للحصول على الرعاية الصحية المطمئنة.
