المهمّ عدد الخطوات
في إطار حملة التوعية الطبيّة التي تقودها شركة “غلوب مد” لإدارة الملفّات الاستشفائيّة على جاري عادتها، أضاءت، في بيان لها، على دراسة تهمّ الكثيرين، لا سيّما الذين يبحثون عن طُرُق تُبعدهم عن الأمراض وتُطيل أعمارهم. ومع أنّ هذه الدراسة خاصة بالنّساء، إلاّ أنّ مضمونها يفيد الرّجال، كما الأشخاص، إلى أيّ عمر انتموا، إذ أنّ موضوعها يرتكز على المشي، كرياضة رخيصة ولكنّها ثمينة الفائدة.
ومع أن الدراسة تعود إلى العام 2019 ومن نَشَرها هي مجلة JAMA للطبّ الباطنيّ، إلاّ أنّ مضمونها يظلّ معتمدًا كوثيقة يؤخذ بها، لأنّ أحدًا لم ينشر دراسة أكثر حداثة منها. هي باختصار، تتناول اختبارًا علميًا وطبيًا، عن إنخفاض معدل الوفيات لدى النساء المسنّات اللواتي يمارسن المشي يومياً. وقد أظهرت أنّ هذه الرياضة تقلّل معدل الوفيات الناجمة عن عوامل مختلفة بين النساء المسنّات إذا مشَيْنَ 4400 خطوة يوميًا، وهذه هي المرّة الأولى التي تقيم فيها دراسة من هذا النّوع، رابطًا بين عدد الخطوات اليوميّة وبين النتائج الصحيّة التي تظهرها على المدى الطّويل.
شاركت في هذه الدراسة 18،289 امرأة أميركية بمتوسط عمر 72 عاماً، قبلت أن تضع جهازًا لإحتساب عدد الخطوات في أثناء ساعات المشي لمدة 7 أيام أسبوعياً بين 2011 و 2015. وبعد الانتهاء من الشقّ العملي- النظري جرت مقارنة بين النساء اللواتي سجّلن معدل 2718 خطوة في اليوم بأولئك اللاتي سجّلن عددًا أكبر من الخطوات. وأظهرت النتيجة إنخفاض خطر الوفيات الناجمة عن مختلف العوامل بنسبة 41 % لدى اللواتي نجحن بتسجيل 4363 خطوة يوميًا، فيما أنخفض هذا الخطر بنسبة 46٪ عند اللواتي سجّلن 5905 خطوات يومياً، وبنسبة 58٪ لدى اللواتي سجّلن عددًا أكبر من الخطوات.
لقد استند الباحثون في تحليلهم، تقول نشرة “غلوب مد”، إلى عاملَيْن أساسيّيْن: العمر ومدّة استخدام مقياسActigraph لتسجيل عدد الخطوات، فضلاً عن عوامل أخرى مثل التدخين واحتساء الكحول ووضعيّة الصحة العامة، إلى عشرة عوامل أخرى مرتبطة بخطر الإصابة بالسرطان أو أمراض القلب والأوعية الدموية.
لقد تبيّن بعد تحليل الأرقام والعوامل، أنّ معدل الوفيات الناتجة عن مختلف الاسباب قد انخفض تدريجياً مع ارتفاع عدد الخطوات يومياً (15٪ لكل ألف خطوة إضافية في اليوم) قبل إستقرار المعدل عند 7500 خطوة تقريباً. وما لفت بنتيجة هذا التّحليل، أنّ الدراسة لم تسجل أيّ إرتباط بين وتيرة الخطوات وشدّتها وبين إنخفاض معدل الوفيات لدى النساء المسنّات، إذ بدا أنّ المهمّ هو عدد الخطوات المسجّلة يوميًا.
إنّ نتائج هذه الدراسة بدت مشجعة للعديد من النساء المسنّات لممارسة المشي وعبور 4400 خطوة في اليوم خاصة بعدما ساد اعتقاد سابق أنّه يجب عبور عشرة آلاف خطوة في اليوم، ووفق ما يعتمده العديد من أجهزة قياس الخطوات كهدف معياري.