تعلّم العزف متأخرًا أفضل من عدمه
إن دماغ الشخص المسنّ أكثر مرونة مما يُعتقد“، صرّح مدير كلية الطب بجامعة جورج واشنطن William Borden الذي تابع: “في هذا العصر، يصبح تفاعل نصفَيْ الدماغ الأيمن والأيسر متناغمًا، ما يوسّع الإمكانيّات الإبداعية. هذا هو السبب في أنه من بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن الستّين عامًا، يمكنك العثور على العديد من الشخصيات التي بدأت للتو أنشطتها الإبداعية. بالطبع، لن يعمل الدماغ بالسرعة التي كان عليها في الشباب، ومع ذلك ، فإنه يظلّ يتمتّع بالمرونة“. أضاف: “لهذا السبب ، مع تقدّمنا فيالعمر، من المرجح أن نتخذ القرارات الصحيحة والأقلّ تعرضًا للمشاعر السلبية. على أنّ ذروة النشاط الفكري البَشَري تحدث في حوالى الـ 70 عامًا، عندما يبدأ الدماغ في العمل بكامل قوته. ومع مرور الوقت، تزداد كمية الـ Myelin في الدماغ، وهي مادة تسهل المرور السريع للإشارات بين الخلايا العصبية. ونتيجة لذلك، تزدادالقدرات الفكرية بنسبة 300٪ مقارنة بالمتوسط“.
وماذا عن ذروة الإنتاج النشط لهذه المادة؟ يجيب مدير كلية الطبّ قائلاً: “في عمر 60 إلى 80 سنة. ومن المثير للاهتمام أيضًا حقيقة أنه بعد 60 عامًا، يمكن أي شخص استخدام نصفَيْ الكرة الدماغية في الوقت نفسه. هذا يسمح لك بحلّ مشاكل أكثر تعقيدًا“.
من جهة أخرى وفي الموضوع نفسه، يعتقد البروفيسور MonchiOuri من جامعة مونتريال أن “دماغ الشخص المسنّ يختار المسار الأقل استهلاكًا للطاقة، فيتخلّى عمّا هو غير ضروري ويتمسّك فقط بالخيارات الصحيحة لحل المشكلة“.
وفي دراسة شاركت فيها فئات عمرية مختلفة، ارتبك الشباب كثيرًا عند اجتياز الاختبارات، بينما اتخذ من تجاوزوا الستين القرارات الصائبة. وهذه نقطة سجّلت لصالح الأعمار المتقدّمة. والسؤال: ما هي ملامح الدماغ في سن 60-80؟
أوّلاً، لا تموت الخلايا العصبية في الدماغ. ما يحصل: تختفي الروابط بين هذه الخلايا إذا لم ينخرط الشخص في عمل عقلي.
ثانيًا، يظهر النسيان بسبب كثرة المعلومات. لذلك، لا تحتاج إلى تركيز حياتك كلّها على تفاهات غير ضرورية.
ثالثًا، ابتداءً من سن الستين، لا يستخدم الشخص نصفَيْ كرة واحد في الوقت نفسه، مثل الشباب عند اتخاذ القرارات، ولكن كليْهما.
رابعًا، الخلاصة: إذا كان الشخص يعيش حياة صحية، ويتحرّك، ولديه نشاط بدني يومي ولديه نشاط عقلي كامل، فإن القدرات الذهنية لا تنخفض مع تقدّم العمر، بل تنمو فقط ، وتصل إلى ذروتها في سن 80 إلى90 عامًا.
لذلك لا تخافوا الشيخوخة، يقول مدير كليّة الطب بجامعة جورج واشنطن. إسعَ جاهدًا لتطوير الفكر. تعلّم لغة أو هواية جديدة كالموسيقى، العزف على الآلات، الرّسم، الرّقص… اهتم بالحياة. التقِ بالأصدقاء وتواصل معهم. ضع خططًا للمستقبل. سافر بأفضل ما يمكنك. لا تنسَ الذهاب إلى المتاجر والمقاهي والحفلات الموسيقية. لا تحبس نفسك وحدك. فهذا مدمّر لأي شخص!
في دراسة أجريت في الولايات المتحدة أن: “السنّ الأكثر إنتاجية للفرد هي 60 إلى 70 سنة. المرحلة البشرية الثانية الأكثر إنتاجيةمحدّدة بين 70 إلى 80 سنة. المرحلة الثالثة الأكثر إنتاجية تتراوح بين50 و 60 سنة. قبل ذلك، لن يكون الشخص قد وصل إلى ذروته بعد“.
وفي الدراسة أيضًا هذه المعلومات: متوسط عمر الحائزين على جائزة نوبل 62. متوسط عمر رؤساء أكبر 100 شركة في العالم هو63 عامًا. متوسط عمر الرعاة في أكبر 100 كنيسة في الولايات المتحدة هو 71. متوسط عمر الأب 76 سنة. كلّ هذا يؤكّد أن أفضل سنوات الشخص وأكثرها إنتاجية تتراوح بين 60 و 80 عامًا. وتمّ نشرهذه الدراسة من قبل فريق من الأطباء وعلماء النفس في NEW ENGLAND JOURNAL OF MEDICINE ، فإذا كنت في سن ّالستين فإنّ إمكاناتك العاطفية والعقلية تصل إلى الذروة وتستمر حتى بلوغك الــ 80 عامًا.
لذلك ، إذا بلغت الــ 60 أو 70 أو 80 عامًا، فاضحك في سرّك لآنّك وصلت إلى أفضل مستوى في حياتك.