سائحان في اليونان أفضل من ألف سائح
في العادة تتباهى الدول بوفرة السيّاح القادمين الى ربوعها بعدما اصبح هذا القطاع الركيزة المتينة للإقتصاد. في اليونان انقلبت القاعدة: تدفّق السياح مؤشر سلبي، ويجب الحدّ منه! للوهلة الأولى يبدو التعليق اليوناني غريباً على المسامع، اذ كيف يكون ارتفاع عدد السياح مؤشراً غير مرغوب فيه فيما دول عدة، لبنان مثلاً، تصلّي ليل نهار كي يتدفق عليه السياح. ومن المعروف أن الحرب في الجنوب هي العائق أمام نمو السياحة؟
لكن هذا الإستغراب سرعان ما ينتفي عندما نعرف السبب على لسان رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس الذي أعلن عن “اتخاذ إجراءات بهدف معالجة التأثير السلبي للسياحة المفرطة جراء استمرار وصول السياح بأعداد قياسية في فترة ما بعد جائحة كورونا”. فقد قال خلال كلمته السنوية أمام معرض «سالونيك» الدولي، “إن الحكومة اليونانية تشعر بقلق بالغ بزيادة أعداد السياح الوافدين اليها عبر السفن السياحية خلال أشهر معينة من العام، وستبدأ فرض الرسوم، لعلها تحدّ من من هذا التوافد القلق”. أضاف: “سنفرض ضريبة إضافية على السياح لتخفيف الأعداد، وتالياً تخفيض العوامل السلبية المتأتيّة من أزمة المناخ ومن المكروبات والفيروسات التي يُمكن أن تنتقل عبر البعض منهم”.
ووفق البيانات الصادرة عن بنك اليونان، استقطبت اليونان في عام 2023 رقماً قياسياً بلغ 36.1 مليون سائح، في حين ارتفع عدد السياح بنسبة 16 في المائة، ليصل إلى 11.6 مليون سائح في النصف الأول من عام 2024.
معروف أن قطاع السياحة في اليونان يُسهم بنحو 20 في المئة في الاقتصاد اليوناني، ما يجعله عاملاً حيوياً لانتعاش البلاد، ومن هنا الحاجة اليه وان كان الغرض الأبعد هو تحويل هذه السياحة الى سياحة النخبة لا سياحة المجموعات Mass Tourism. وضمن هذا الإطار تقوم الدولة حالياً بتوسيع برنامجها المسمى «التأشيرة الذهبية» للمستثمرين الراغبين في استثمار ما لا يقل عن 250 ألف يورو (277 ألف دولار) في الشركات الناشئة المحلية. وكان الأجانب ملزمين سابقاً بشراء العقارات للحصول على التأشيرة.