الخوري مسعد يشكر أعضاء الهيئتَيْن الإدارية والتعليميّة
مادلين طوق
بعد سنتَيْن من عملٍ تربويٍّ مُضنٍ جرّاء التطوّرات الأمنيّة والصحيّة والاقتصاديّة التي تتابعت منذ 17 تشرين الأوّل 2019، مرورًا بجائحة كورونا التي فرضت على الجميع التزام البيوت والعمل عن بُعد، وصولاً إلى انفجار مرفأ بيروت في 4 آب الذي خلّف وراءه دمارًا هائلاً في مبنى المدرسة التي تولّى إدارتها التعليميّة، سلّم الخوري شربل مسعد الأمانة إلى خلَفه الكاهن بيار أبي صالح ليتابع المسيرة في مدرسة الحكمة – مار يوسف في الأشرفية، أحد الصروح التعليميّة الكبيرة في لبنان، بل الصّرح التعليمي والثقافي والتاريخي الأكبر، إذ أن الحكمة أنشئت في سنة 1875، أي قبل 146 عامًا، تخرّجت خلالها أجيالٌ وأجيال برز منهم المئات، وفي حقولٍ متعدّدة. ومن المعلوم أنّ هذا الصّرح يحتفل بعد أربع سنوات بمرور قرنٍ ونصف على ولادته.
صحيح أنّ الظروف عاكست الخوري مسعد وبشكلٍ غير مسبوق، إلاّ أنّه، بإيمانه وجهده وسعْيَه الحثيث، تجاوز الكثير من العقبات والمطبّات بإرادة صلبة، وبتعاونٍ مع الإداريّين والأساتذة والذين أحاطوه بمحبّة قياسيّة، نظرًا إلى دماثة أخلاقه وروحه التعاونيّة وصدقه في التعامل مع مساعديه والمحيطين به، وقد شعر هؤلاء جميعًا بالظروف القاسية التي ظلمت الأب مسعد وحالت دون تمكّنه من تحقيق ما كان ينوي تحقيقه، وهو كثير، ولكن، ما كلّ ما يتمنّى المرء يُدركه…
ولأنّ العادة في مدرسة الحكمة جرت أن يتولّى الإدارة فيها رجل دين، فإنّ الخلفَ لم يشذّ عن القاعدة بل هو أيضًا من سلك الرهبنة. إنّه الخوري بيار أبي صالح الآتي من مدرسة الحكمة – مار يوحنا في “برازيليا الحدث” والذي كان يتولّى إدارتها. ومن يعرف الرئيس الجديد للحكمة لا يسعه سوى القول أنّ الخَلَفَ يتمتّع بالمزايا والأخلاق نفسَيْهما وبالطموح نفسه مع خبرة إضافيّة بحكم المسؤوليّات التي تسلّمها سابقًا وخبرة السنين.
أمّا التسلّم والتسليم الذي سيتمّ غدًّا الجمعة، فقد سبقه لقاء مع أعضاء الجسمَيْن التعليمي والإداري في الحكمة ولشكر الخوري مسعد على الجهد الذي بذله على رغم الظروف القاسية التي وقفت في طريقه.
ولم تمرّ المناسبة من دون كلمتَيْن أستعادتا الذكريات، الأولى لرئيسة رابطة المعلّمين السيدة نادين اسبر التي شكرت جهود الخوري مسعد بإسم الجسمَيْن الإداري والتعليمي، ناقلة إليه محبةً يكنّها له الجميع، مع أملٍ أن يتابع مسيرته اللاهوتيّة والتعليميّة في القادم من الأيّام وفي ظلّ ظروف جيّدة، لا كتلك التي واجهته في السنتَيْن الماضيتَيْن. وباسم الجميع، قدّمت له معلّمة الكيمياء في الحكمة الآنسة ماريا أبو رجيلي لوحة رَسَمت عليها صورته مع عبارة مؤثّرة جاء فيها: “شكرًا أب شربل. إنّ مغادرة هذا الصّرح ليست نهاية تجربة بل هي إعادة ولادة وتجديد للذات لمتابعة الطريق، إذ أنّ كلّ شيء جميل يبقى مرتبطًا بالمستقبل”. بدوره، ألقى المحتفى به الخوري مسعد كلمة مؤثّرة شكر فيها الجميع على ما بذلوه من تعاون وجهد لإكمال مسيرة الحكمة التي شاء القدر أن تتعرّض إلى دمارٍ هائل، “ولكنّنا بفضل الربّ وأصحاب الأيادي الخيّرة استطعنا أن ننجز القسم الأكبر من التصليحات كي تستمرّ الشعلة مُضاءة، وهي ستبقى دائمًا مضاءة”. أمّا الأب بيار أبي صالح فلم يتكلّم في هذا الحفل، علمًا أنّه سيتسلّم رسميًا المهمّة الإداريّة بحضور مديرة مكتبه زميلتنا السيدة مادلين طوق وأركان قسم المحاسبة يوم غد الجمعة.
وفي نهاية هذا الحفل، شرب الجميع نخب الخوريَيْن مسعد وأبي صالح وتناولوا بعض الأطايب التي أحضرتها لجنة الأساتذة، احتفاءً بهذه المناسبة.