وفقاً لشركة «مارش ماكلينان»، أكبر وسيط إعادة تأمين في العالم، فإن تغطية «الهيكل والآلات» للسفن العابرة للممر المائي الضيّق بين إيران وعُمان الذي يربط الخليج العربي ببحر العرب، ارتفعت من 0.125 إلى نحو 0.2 في المئة من قيمة السفينة. وبكلام آخر، فإن باخرة ثمنها مئة مليون دولار، سترتفع تغطيتها من 125 ألف دولار الى 200 ألف، علماً أن التغطية تقتصر على الهيكل والأضرار وليس على ما تشحن من بضائع..
تصريح الشركة بلسان رئيسها ماركوس بيكر، نشرته “فاينانشل تايمز”، وفيه أيضاً: “أن الهدوء لا يزال مستتباً، ولكن مستوى القلق يتزايد بشأن سلامة الشحن في المنطقة، ولهذا فإن الأسعار سترتفع”.
ولكن ما هي عوامل الخطر المرجّح حصولها والتي ستدفع شركات الإعادة الى رفع أسعارها؟ العوامل كثيرة، تقول مارش ماكلينان منها: التشويش الإلكتروني، هجمات الحوثيين المدعومة من إيران، التهديد بتصعيد أوسع من جانب إسرائيل وإيران. وضمن هذا الإطار، “وقع حادث تصادم بين ناقلتي نفط، قبل أيام، بالقرب من مضيق هرمز. أرسلت إحدى السفينتين إشارات غير معتادة حول موقعها، ما أثار مخاوف بشأن التشويش الإلكتروني… وهكذا”.
يُشار هنا الى أن الخوف الأكبر يبقى مرتبطاً بموقف الحوثيين: هل سيوسّعون هجائمهم ويعملون على الحاق الضرر بالسفن العابرة، أم أنهم سيحاذرون الإنغماس في اقفال المضيق، حوفاً من أن يحلّ ما حلّ بهم سابقاً؟ الجواب لا يحتاج الى كثرة تفكير. نعم الحوثيون يستعدون لساعة الصفر وينتظرون الصافرة الإيرانية، وعندها سترتفع التغطيات أكثر فأكثر. ويقول ماركوس بيكر تعليقاً: “أن بعض شركات التأمين قد تتوقف عن تقديم التغطية بسبب المخاطر، وثمة آخرون قد يرون في أي تراجع فرصة. يبقى المراهنون وهؤلاء يلعبون “صولد”: أما خسارة كل شيئ أو تجميع ثروة ضخمة، على غرار شركات تحملت مخاطر وجنت ثروات طائلة خلال الأشهر والسنوات الماضية…