د. سعيد حديفه يتوسّط الفريق المعاون في جمعيّة الأرز
دواء Ivermectin الذي ظهر في سبعينيّات القرن الماضي ونال مخترعه جائزة نوبل كدواء يعالج الجرب والطفيليّات بنجاحٍ تامّ، أصبح اسمه في الأيّام القليلة الماضية على كل شفه ولسان، خصوصًا في لبنان، بعدما راجت معلومات (طبيّة وعلميّة) تفيد بأنّه قد يكون بديل الّلقاحات العائدة لفيروس كورونا المستجدّ. وكان من الطّبيعي أن يلقى في لبنان هذا الاهتمام، نظرًا إلى التداعيات الصحيّة التي خلّفتها هذه الجائحة في ظلّ عجز المستشفيات عن معالجة المصابين، وهم بالمئات، فيما وصول اللقاح إلى لبنان لا يزال موعده يتأرجح بين شهرَيْ شباط وآذار.
ولم يأتِ التعلّق بهذا اللّقاح من عدم. فما شجّع على رواجه في الولايات المتّحدة هو تحالف أطبّاء (FLCC) من مختلف الاختصاصات، كالعناية الفائقة والأمراض الصدريّة والقلبيّة والجرثوميّة وغيرها. لقد خاض هذا التحالف منذ آذار 2020 غُمار التجارب والأبحاث العلميّة والتوثيقيّة في داخل الولايات المتّحدة وخارجها للوقوف على كيفيّة استخدام هذا الدواء في مجال مكافحة جائحة كورونا فتوصّلوا إلى نتائج إيجابيّة مذهلة، في وقتٍ أصدر فيه المعهد الوطني للصحّة الأميركيّة (NIH) قرارًا يمنع فيه استخدام هذا الدواء لمعالجة Covid-19، وذلك في الصّيف الماضي. لكنّ تحالف الأطبّاء الأميركيّين لم يرموا أسلحتهم ويستسلموا بل توجّه باسمهم الدكتور Pierre Kory للشهادة أمام لجنة استماع في مجلس الشيوخ الأميركي في كانون الأوّل الماضي، عارضًا عليهم الطّلب من إحدى المؤسّسات الصحيّة الكبرى في الولايات المتّحدة (FDA, CDC, NIH) أن تراجع ما جمعوا من معلومات وأجروا من أبحاث، فإمّا تقتنع أو ترفض.
وفي كانون الثّاني الماضي، عُقد اجتماع بين رئيس تحالف (FLCC) د. بول ماريك وزميله د. بيار كوري من جهة وبين مسؤولين في NIH من جهة أخرى، وتمّ تزويد المؤسّسة بكافة الوثائق والأبحاث العلميّة التي تؤيّد النجاح المُذهل لهذا الدواء في معالجة جائحة كورونا وفي جميع مراحل الإصابة، وكذلك وقائيًا ما قبل الإصابة. ولهذا أطلق هؤلاء على هذا الدواء لقب “الدواء المذهل” (Wonder Drug). أمّا لماذا سُمّيَ بالدواء المذهل؟ فلأنّ Ivermectin، بحسب الدكتور كوري، آمن جدًّا جدًّا، ولكن على المرضى الذين خضعوا لعمليّات زرع أعضاء أو تناولوا أدوية لتقوية المناعة، أن يستشيروا طبيبهم الخاص قبل تناول الدواء، مع العلم أنّه آمن لهم أيضًا. واللافت هنا أنّ معهد الصحّة الوطني (NIH) تراجع عن قراره السّابق وسمح للأطبّاء بوصف هذا الدواء لمكافحة جائحة كورونا، مع الإشارة إلى أنّه يُستخدم حاليًا في مصر، وقد أجرت عليه إحدى الجامعات دراسة أثبتت نجاحه في مكافحة جائحة كورونا بنسبة 89 بالمئة، وهو متوافر ورخيص الثمن ويصل سعره في مصر، على سبيل المثال، إلى 16 جنيهًا مصريًا، أيّ ما يوازي تسعة آلاف ليرة لبنانية، في حين أن العلبة في نيجيريا تتضمّن 500 حبّة تُباع بـ 12 دولارًا.
وكنّا في “تأمين ومصارف” قد نشرنا على موقعها www.taminwamasaref.com مقالاً عن Ivermectin كعلاج لفيروس كورونا في القارّة الافريقيّة كمضاد حيوي للطفيليّات التي منها الجرب وقمل الرأس. وعندما بدأ استخدامه محليًّا كعلاج لـ Covid-19 لم تمنع أطبّاء من وصفه للمرضى، وبذلك تحوّل إلى دواء “مالئ الدنيا وشاغل اللبنانيّين”، علمًا أنّه استُخدم في عدّة مستشفيات على رغم أنّ Ivermectin غير مرخّص من قبل وزارة الصحّة.
اللافت هنا أنّ جمعيّة الأرز الطبيّة التي يتولّى إدارتها د. سعيد حديفه، رئيس دائرة الاستشفاء في شركة “المشرق للتأمين”، اقتنت هذا الدّواء وصرّحت بأنّها ستزوّد به المصابين بشرطَيْن اثنَيْن، وهذا ما حدّثنا عنه د. حديفه في حديثٍ أجريناه معه. فماذا قال أوّلاً عن الدواء؟
– إنّ هذا الدواء الموجود في صّيدليّات دول عديدة من العالم منذ العام 1970، رخيص الثمن، إذ أنّ العلبة الواحدة تُباع حاليًا بـ 37 دولارًا حيث يتواجد خصوصًا في أفريقيا عامة، وفي مصر على وجه الخصوص. أمّا سبب انتشاره فيعود إلى أنّ التجارب الحديثة عنه أثبتت أنّ من يتناوله في الأيّام الأربعة الأولى من بداية تغلغل Covid-19 إلى الجسم، يعطي نتائج جيّدة ويمنع مضاعفات هذا الفيروس التي قد تتسبّب بوفاة المرضى، والسّبب أنّ Ivermectin يمنع Covid من التكاثر من مرّتَيْن إلى مليون ضعف، ومن هنا جاءت التجارب السريريّة مشجّعة بل ممتازة بنتائجها، إلى درجة أنّ عددًا كبيرًا من الأطبّاء بدأوا يصفونه في دولٍ عدّة. وبالطبع لم يتأخّر لبنان عن اعتماده من قبل أطبّاء في عدد من المستشفيات: الجعيتاوي، أوتيل ديو ورزق وغيرها، وكانت النتائج مذهلة. ولأنّ هذا الدّواء لم يحصل على ترخيص لدخول لبنان، ما يعني، قانونًا، أنّه يُمنع تداوله وتناوله، غير أنّ تداعيات جائحة كورونا على اللبنانيّين، استدعت البعض إلى إدخاله بطريقة غير شرعيّة ليساعد المصابين ويمنع عنهم الكأس المرّة، كأس الموت. ومن هنا ضرورة ترخيص هذا الدواء وتشريعه لا منعه، وبحسب معلوماتي، فأنّ ثمة شركة أدوية في لبنان استحصلت على إذن رسميّ، وقريبًا سيُطرح في الصيدليّات على شكل دواء جنيريك مصنّع في الأرجنتين، وهذا ما قد يجلب لهذه الشركة أرباحًا، فيما لو شُرّع رسميًا، لكانت أسعاره أقلّ بكثير.
س: وما هي شروط جمعيّة الأرز الطبيّة لإعطاء هذا الدواء؟
ج: إنّ كلّ مريض يُبرز نتيجة الـ PCR الإيجابيّة وسمح له الطبيب اللبناني المنتمي إلى نقابة الأطبّاء باستخدام الدواء، نعطيه له مجّانًا.
س: ماذا عن جمعيّة الأرز؟
ج: إنّ جمعيّة الأرز الطبيّة تأسّست في العام 2009 وقد حازت على علم وخبر من وزارة الداخليّة يجيز لها تقديم الرعاية الصحيّة لكلّ مريض أو محتاج لأسباب اجتماعيّة، اقتصاديّة وحتّى جغرافيّة.
إنّ هذه الجمعيّة من أهمّ المنظّمات غير الحكوميّة (NGO) إذ تهتمّ بتقديم باقة كبيرة من الخدمات الطبيّة شبه المجانيّة من خلال مستوصفات ومراكز صحيّة ذات جودة طبيّة عالية يديرها أطبّاء وممرّضات من كافة الاختصاصات. وتتوزّع خدمات الجمعيّة على خمس مراكز رعاية صحيّة أوّليّة في لبنان. وبالتعاون مع وزارة الصحّة اللبنانيّة وبدعمٍ من جمعيّة الشبّان المسحيّة YMCA، تؤمّن الجمعيّة أدوية للأمراض المزمنة كالسكري والضغط والقلب وسواها لجميع المحتاجين لقاء مبلغ رمزي وزهيد، فضلاً عن تأمينها المضادات الحيويّة وأدوية العلاجات الفرديّة ومعالجة الأوجاع، فضلاً عن أنّ لها أيضًا عيادات طبّ أسنان تؤدّي خدمات بأسعار زهيدة، وأفضل أنواع مواد الأسنان Dental Products المُعترف بجودتها عالميًا. وإلى ذلك، توفّر الجمعيّة لقاحات مجانًا لجميع الأطفال. وفي إطار تطوير خدماتها، أضافت اختصاصات جديدة، منها معالجة السمنة ومشاكل الغذاء، النطق واللغة، المعالجة الفيزيائيّة والنفسانيّة، من دون أن ننسى أنّ لها أجهزة تصوير لمتابعة الحَمل وتخطيط القلب وفحص عنق الرحم وتصوير شعاعي للأسنان ولوازم طبيّة مثل الكرسي المتحرّك، سرير طبّي وعكّازات.