سوق العقارات في دبي إلى ازدهار
استناداً الى معلومات وكالة الاستشارات العقارية العالمية Knight Frank ، فقد بدأت إيجارات المكاتب في أكبر محوَرَيْن تجاريَيْن في الإمارات بالانتعاش والعودة إلى مستويات ما قبل وباء كوفيد مع تزايد الطلب على العقارات الفاخرة. وبالتفصيل، فإن خمسة من 27 موقعاً في دبي شهدت هذه العودة، بينما تواصل أفضل المباني في مدينة أبو ظبي إظهار مرونةٍ في الإيجارات.
فيصل دوراني، الشريك ورئيس أبحاث الشرق الأوسط في نايت فرانك، أوضح في هذا الصدد: “ان البيانات الأولى للربع الأول من هذا العام، تشير إلى حدوث انتعاشٍ في الطلب في دبي، بفضل شركات التكنولوجيا التي تعمل على توسيع نطاق حضورها، مع أن العديد منها شركاتٍ ناشئة”. أضاف: لكن هذا التوسّع يمكن وصفه بالمرضي الى حد كبير، لأن عدداً من الشركات لا تزال تعيد تقييم استراتيجياتها على مستوى المقرّات والمكاتب، وكثير منها يقلّص نسبة حضور مكاتبها نتيجةً لتزايد نماذج العمل الهجينة، والتي يبدو أنها في طريقها لاكتساب طابع الديمومة، لا سيما بين الشركات العالمية الكبرى وشركات الخدمات المهنية، علاوةً على حفنةٍ من البنوك الدولية”.
مع ذلك، تشير وكالة نايت فرانك، إلى عامل الافتقار لمخزون العقارات الفاخره، والذي يؤدي إلى استمرار الضغط التصاعدي على الإيجارات في المباني عالية الجودة في بعض المواقع.
من جهة اخرى، فإن موجة الانتعاش في إيجارات المكاتب، رائجة في منطقة الخليج ككل، مع ارتفاع متوسط الإيجارات من 76 درهماً إماراتياً للقدم المربع الواحد في الربع الأول من 2020 إلى 101 مئة ودرهم إماراتياً للقدم المربع الواحد حاليا.
وحسب الوكالة نفسها، أعطى العمل عن بُعد زخمًا إضافيًا لقطاع المكاتب الجاهزة، وهذا الزخم على ما يبدو، مستمر.
الى ذلك، ينشط مقدمو خدمة المكاتب الجاهزة بشكلٍ متزايدٍ في السوق، ويقدمون حلولاً للشركات التي تبحث عن مرونةٍ أكبر في عقد الإيجار ومساحات العمل الجاهزة التي تزداد شعبيتها، كما حدث في المدن الكبرى التي تعتبر بواباتٍ عالمية.
بشكل عام، ومع تراجع تأثير الجائحة على اقتصاد دبي، بدأت نرى شركات عدة تطلب من الموظفين حضور مكان العمل في كثير من الأحيان. لكن مع ذلك، فمن المرجح أن تستمر الشركات الصغيرة في العمل وفق قدراتها.
بالإنتقال الى أبو ظبي، فان إيجارات المكاتب في جميع الأسواق الفرعية الرئيسية التي تابعتها وكالة نايت فرانك، ظلّت مستقرةً خلال الربع الأول من هذا العام. وبوتيرةٍ سنوية، تستمر منطقة الكورنيش في الابتعاد عن بقية المناطق، حيث ارتفع متوسط الإيجارات بنسبة 7,2% على مدى الأشهر الاثني عشر الماضية، لتصل إلى 1,675 درهم إماراتي للمتر المربع. وبهذا الصدد، صرّح دوراني قائلاً: “ينبع استقرار الإيجارات هذا إلى حد كبير من الاستجابة المستمرة والحاسمة والرائدة على مستوى العالم لحكومة الإمارات العربية المتحدة لجائحة كوفيد-19. كما لعب عزم السلطات على وقف انتشار كوفيد-19 دوراً كبيراً في تعزيز ثقة الأعمال التجارية، وساعد الانتعاش الحاد الأخير في أسعار النفط في تعزيز التوجّه الاقتصادي الإيجابي”.
وتوضح وكالة نايت فرانك أن الطلب الثابت على المكاتب مرتبط جزئيًا بالإيجارات المستقرة ، ولكن المرتفعة للمكاتب ، والتي تصل الآن إلى 14,5% مقارنة بما كانت عليه في العام 2020 (منطقة الكورنيش)، أو بنسبة 2,5% في حالة كل من جزيرة الريم وكابيتال سنتر، ما يؤدي إلى حدّ ما إلى كبح الطلب المحلي من شاغلي المكاتب المهتمين بالتكلفة، والذين لا يزالون يقيّمون الاستراتيجيات طويلة الأجل على مستوى المقرات والمكاتب، سعياً إلى إدراج المزيد من العمل الهجين.
ومع ذلك، فقد سجلت نايت فرانك أمثلةً لبعض الشركات التي تستكشف خياراتٍ بديلة، على الرغم من أن الدافع الأساسي قد يكون إما توفير التكاليف أو جمع المعلومات لإعادة التفاوض على شروط الإيجار الحالية.
بقي أن نشير الى أن Knight Frank هي شركة استشارية عالمية مستقلة رائدة في مجال العقارات يقع المقر الرئيسي في لندن، ولديها أكثر من 16 ألف شخص يعملون من 384 مكتباً في 51 منطقة. تقدّم المجموعة خدماتها الإستشارية للعملاء بدءاً من المّلاك والمشترين الأفراد الى كبار المطّورين العقاريّين والمستثمرين والمستأجرين من الشركات.