لبيب نصر..تكيّفنا مع الواقع الجديد
تسلّم مهمّاته في ASSUREX في 1 تشرين الثاني 2020، أي في عزّ تداعيات “العواصف” التي شهدها لبنان منذ انتفاضة 17 تشرين الأوّل عام 2019، مرورًا بجائحة كورونا التي انتشرت كما النار في الهشيم، وصولاً إلى انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب الماضي والذي لا تزال تردّداته تتفاعل محليًّا ودوليًا. وبإزاء هذا الوضع الذي لا يُحسد عليه، انكبّ المدير العام التنفيذي لـــ ASSUREX السيد لبيب نصر لمعالجة هذه التداعيات والتردّدات وإبعاد تأثيراتها السلبيّة عن الشركة باقتراحه حلولاً وابتكاره مخارج للأزمات وتطبيقه تدابير وإجراءات تُنقذ النتائج المالية للشركة في نهاية العام 2021 بحيث يتحقّق النمو المستهدف.
لمعرفة كلّ هذه التفاصيل وغيرها، كان هذا اللقاء مع السيد لبيب نصر الذي سعى، باعتماده استراتيجيّة إنقاذيّة جديدة، إلى أمرَيْن: الأوّل، حماية ربحيّة لـــ ASSUREX والثّاني، الوقوف إلى جانب عملائها في أوقات الشدّة.
في ما يلي نصّ الحوار…
س: دخلنا في الرّبع الثّاني من هذا العام وقطاع التأمين يُجرْجِر ذيول الخيبة وسْط مشكلات جمّة: مع وزارة الاقتصاد، مع المستشفيات، مع شركات الـ TPA، مع شركات الإعادة، ومع الزبائن، بطبيعة الحال، الذين يئنّ معظمهم تحت وطأة الغلاء والضائقة الماديّة وسوى ذلك. أنتم في ASSUREX، ولمّا تمضِ أشهرٌ على تسلّمك مهمّاتك الجديدة في هذه الشركة، كيف تعاملتم مع كلّ هذه المشكلات التي واجهتكم وخصوصًا أنّها تزامنت مع تداعيات انفجار المرفأ في 4 آب الماضي؟
ج: صحيح أنّني تسلّمتُ منصبي في فترة سادتها أوضاع غير مستقرّة، اقتصاديًا واجتماعيًا، وتفاقمت فيها المشاكل من كلّ حدب وصوب، خصوصًا بعد انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب الماضي والانتشار المخيف لجائحة كورونا، عدا تدهور سعر صرف الليرة إزاء الدولار وما نتج عن هذا التدهور من أزمات معيشيّة لا تزال متواصلة، إلاّ أنّنا في ASSUREX سارعنا إلى اتّخاذ سلسلة من الإجراءات والتدابير، أوجزها في النقاط التالية:
- شكّلنا لجنة أزمات لدرس كلّ حالة على حدّة سعيًا إلى إيجاد حلول مناسبة وبهدف مساندة ومراعاة ظروف عملائنا وسطاء التأمين، وموظّفينا الّذين هم أساس في متابعة أعمالنا، وغرضنا من وراء كلّ ذلك مساعدتهم على تخطّي هذه الظروف الصعبة التي داهمت الجميع.
- أطلقنا منتجات جديدة مسعّرة بالدولار الأميركي في فروع تأمين السيارات والنقل البحري و الممتلكات.
- قمنا بتسديد بعض المتوجبات علينا للأضرار الناجمة عن إنفجار 4 آب.
- أخيراً، أعدنا النظر وقمنا بتغييرات على صعيد إعادة التأمين لحماية شركتنا وربحيّتها في هذه الأوقات العصيبة.
س: تسديد مطالبات شركات الإعادة يواجه عقبة كبيرة عند معظم شركات التأمين المباشر في لبنان باستثناء طبعًا الشركات التي لها حضور في الخارج، وقد تردّد أنّ ثمة شركات إعادة قرّرت عدم التعامل مع لبنان. كيف تعاملت ASSUREX مع هذا الواقع؟
ج: لا شك في أن للظروف الصعبة التي تمرّ بلبنان تاثيرًا كبيرًا على العلاقة بين شركات التأمين وشركات الإعادة لا سيما لجهة تسديد المطالبات، أعدنا تقييم علاقاتنا مع شركات إعادة التأمين التي نتعامل معها. ثم وضعنا اتفاقيات جديدة لتخفيف الضغط المالي. أخيرًا ، أنشأنا منتجات جديدة على أساس الدولار الأميركي كحلّ مع معيدي التأمين والعملاء الذين يرغبون في تسديد ثمن بوالصهم بهذه العملة.
س: في إزاء هذا “الاختناق” إذا جاز التعبير، ارتأى عدد من الشركات اللبنانيّة التوسّع خارجًا، لا سيّما باتّجاه جزيرة قبرص، قطر أو دبي لتسهيل أمورها والعمل بحركة أوسع. هل لدى ASSUREX النيّة في أن يكون لها موقعٌ خارج لبنان؟ وإذا كان الجواب لا، فكيف تنظر، شخصيًا، إلى هذه الخطوة، وهل تحبّذها على رغم الخسارة الكبيرة التي ستتكبّدها البلاد بسبب خروج الشركات والخبراء العاملين فيها إلى الخارج؟
ج: لم يقرّ المجلس النيابي بعد، كما هو معروف، قانونًا للرقابة على رأس المال، أو ما يُعرف بالـ Capital Control، إلا أن قيود هذا القانون الذي لم يُقرّ بعد، أصبحت ملموسة في كل جانب من جوانب أعمالنا. لذا، تُعدّ ندرة الأموال الجديدة وقيود السحب النقدي وتعليق التحويلات الخارجية والــ hair cut، من بين التحديات التي يتعيّن على كل شركة تأمين مواجهتها يومياً. في هذا السياق، أصبح من الضروري لشركات التأمين اللبنانية البحث عن أسواق بديلة من أجل حماية مصالحها والخروج من الدوامة التي تعيش فيها، لا سيّما في ما خصّ الوضع النقدي. بالنسبة إلى ASSUREX، فهي موجودة في السوق العراقية، أكثر تحديدًا في مدينة إربيل، عاصمة إقليم كردستان العراقيّة، وذلك منذ أكثر من عقد، قامت الشركة خلالها ببناء محفظة قوية تنمو باستمرار نتيجة العلاقات الممتازة مع عملائها. وبعد الانهيار الاقتصادي في لبنان، بدأت ASSUREX تأمين موارد جديدة وإضافية لتوسيع وجودها في العراق، في مدن أخرى.
س: ASSUREX في العام 2020، كيف كان نموّها، وكيف تعاملت مع الأزمات التي مرّت بلبنان، خصوصًا مع انتشار جائحة كورونا وانفجار المرفأ؟ وماذا عن 2021: هل ثمّة بشائر منتظرة نهاية هذا العام على صعيد نموّ هذه الشركة، أم أنّ الأوضاع المتردّية اقتصاديًا لا توحي بأي تغيير عن العام السّابق؟
ج: على رغم تحديات العام 2020 ، تمكنّت الشركة من النمو وتسجيل زيادة في إجمالي أقساط التأمين. وفي هذا المجال، سمحت خطوة هيكلة إعادة التأمين لشركتنا، بتحقيق مستوى عالٍ من الحماية ضد كلّ من Covid-19 وانفجار بيروت. وقد مكّن ذلك Assurex من حماية ربحيتها، ولكن أيضًا من الوقوف إلى جانب عملائها في أوقات الشدّة. بناءً على ذلك ، حدّدت الإدارة هدفًا للنموّ في 2021 رغم التحديات العديدة التي يواجهها لبنان. نعتقد أنه من خلال تغيير نهجنا في الإكتتاب بالمخاطر، وإنشاء منتجات مبتكرة وتنويع قنوات الإنتاج لدينا، ستكون Assurex قادرة على التكيّف مع الواقع الجديد وتحقيق النمو المستهدف لعام 2021.
س: هل لنا بمعرفة سيرتكم الذاتيّة؟
ج: تخرّجت مجازًا بشهادة إدارة الأعمال من الجامعة الأميركية في بيروت، ثم بدأت مسيرتي المهنية في شركة Allianz SNA حيث عملت في أقسام عدّة من العام 1993 إلى العام 2005. انتقلت، بعد ذلك، إلى دبي حيث أمضيتُ فترة طويلة مع شركة Nasco Insurance Group التي تملك فروعًا لها في لبنان والخليج. عدت إلى لبنان، وكان ذلك في العام 2018، لأتولّى منصب المدير العام التنفيذي في شركة Adir قبل تسلّمي في الأوّل من تشرين الثاني2020 المنصب نفسه في Assurex.