حادث مروري في الولايات المتحدة
وفقاً للقيّمين على قطاع التأمين في الولايات المتحدة الأميركية، فإن البوالص الخاصة بالمركبات، ازداد سعرها بنسبة 21 بالمئة في السنة الماضية 2023، وهو ما يشكل أكبر زيادة في الأسعار منذ العام 1976. وأعاد الخبراء هذه الزيادة الى 3 أسباب: ارتفاع كلفة تصليح السيارات، غلاء أسعار قطع التبديل، وارتفاع أجور اليد العاملة.
ومن العوامل الأخرى التي تسبّبت بهذه الزيادة: ارتفاع معدل الحوادث المرورية وما نتج عنها من سقوط ضحايا، ما أدى الى وقوع خسائر كبيرة في برنامج المركبات الذي يعتبر واحداً من البرنامج التأمينية الأكثر طلباً من الناس لكونه الزامياً.
حسام خطاب، أحد الخبراء في التكنولوجيا والقرصنة والرقمنة، وله خبرة مصرفية أيضاً لإنخراطه في هذا العمل لسنوات في البنك العربي-الفرع الرئيسي في الأردن، شرح في مقال له نشره على موقع LinkedIn، تفاضيل مثيرة عن الإرتفاع الباهظ لأسعار وثائق السيارات في الولايات المتحدة الأميركية، مستنداً الى تقرير نشرته الـ “نيويورك نايمز”، وفيه ان ثمة “مؤامرة”، اذا جاز التعبير، حصلت في هذا المجال وتمثلت باتفاق سري جرى بين الشركات المصنعة للسيارات وبين شركات التأمين، بحيث قامت الأولى بإدخال تطبيق الكتروني يجمع البيانات عن نمط القيادة بالتعاون مع شركة اسمها Lexis Nexis التي بفضل هذا التطبيق، تقوم بتتبع الرحلات التي يقوم بها السائقون والسرعة المعتمدة وعدد استخدامات الفرامل. والتقرير كما جاء في نص LinkedIn، بلغ عدد صفحاته الـ 258 صفحة والسيارات التي تعرّضت للملاحقة هي من نوع Bolt من شركة GM.
ومن الوقائع التي رواها الخبير حسام خطاب أن مالك سيارة كاديلاك رفضت 7 شركات تأمين تغطيتها، لأنها اعتبرت أن نمط القيادة كان عالي الخطورة وبالتالي، فإن احتمالية الحوادث مرتفعة جداً، ودائماً وفق تقرير Lexis Nevix.
ويبدو أن شركة GM ليست الوحيدة التي تجمع البيانات، بل هناك أيضاً شركات أخرى منها: سوبارو، ميتسوبيشي، هوندا، هيونداي و Kia وغيرها. واللافت هنا أن مالكي السيارات ليسوا على علم بهذا “المخطط” التقني الذي سيردع حتماً من يقود المركبات بسرعة.
ماذا يمكن فعله؟ يسأل حسام خطاب ويجيب:
-تجنّبْ ادخال تطبيق خاص بالسيارات متصل بالهاتف الذكي قدر الإمكان، أو على الأقل حدّد صلاحيات التطبيق.
-اذا كانت السيارة تطلب إذن السائق لجمع البيانات، احجبه.
-إذا عزمت بيع السيارة، امسح البيانات المخّزنة عليها.
-اعتمد كلمات سر صعبة.
-حاول عدم شبك السيارة مع الإنترنت قدر الإمكان، وعدم استخدام تطبيقات داعمة مثل Alexa أو خرائط غوغل.
وفي الخلاصة، فإن السيارات تحوّلت الى آلات نهمة لجمع البيانات، وكلّ ذلك يحدث من دون علم السائق الكافي أو أخذ إذنه في حالات كثيرة. وقد يكون من المفيد نشر الوعي بخصوص الممارسات الجديدة لعلها تثير رد فعل ما من قبل الشركات أو المشرعين على حد سواء. السيارات أضحت كابوس الخصوصية الجديد الأكثر استحقاقاً للإنتباه، لأنه صنف منسي نوعاً ما. (وكل هذه النصائح لحسام خطاب).