غابة الأمازون
قد تكون غابات الأمازون البرازيلية، مهد أقدم مدينة وجدت في العالم، استنادًا إلى تحليل خرائط نُفّذ بواسطة تقنية LiDAR التي تكشف الهدف وتحدّد مداه باستخدام الضوء. لقد استُعملت هذه التقنية في بلدية أبياكاس بولاية ماتو غروسو البرازيليّة عبر نبضات ليزر يمكنها اختراق الغطاء النباتي دون الحاجة إلى إزالة أشجار الغابات. وخلال بث مباشر على قناة رابطة Dakila Research، أظهرت الصور التي عُرضت على يوتيوب الأحد 7 آب (أغسطس)، أنّ المنطقة المعروفة باسم Apiacás Lines هي منطقة من صُنع البشر.
وكان باحثون في رابطة Dakila قد استعانوا في حزيران (يونيو) الماضي بطائرتين للتحليق فوق المنطقة المعروفة باسم “مسارات أبياكاس” Apiacás Lines ورصدها لإجراء مسح بالليزر باستخدام تقنية LiDAR بعد الحصول على تصريح من وزارة الدفاع البرازيلية، وباستخدام معدّاتها الخاصة. لقد أظهرت الصُوَر الجوية الملتقطة للمنطقة وجود أنماط متناسقة بدرجة مدهشة يمكن رؤيتها بالعين المجردة. ويبدو أنّ هذه المسارات كانت لشوارع مدينة قديمة. ووفقًا لبحوث تحديد التاريخ التي أجراها باحثون من جامعة ولاية ساو باولو ( UNESP ) في مدينة ريو كلارو (ساو باولو)، فإنّ الصخور الموجودة في هذه “المدينة القديمة” يُقدّر عمرها بحوالي 1.5 مليار سنة.
وفي تعليقه على الخبر، قال أوراندير فيرناندز دي أوليفيرا، رئيس رابطة أبحاث Dakila: “يأتي اكتشاف هذه المنطقة بعد جهود بحثية استمرت لأكثر من 30 عامًا. وقد يكون اكتشاف مدينة Ratanabá (المدينة المفقودة) في غابات الأمازون البرازيلية أحد أعظم الاكتشافات على مرّ العصور. ووفقًا للدراسات التي أجريناها، فقد كانت راتانابا عاصمة العالم، وقد بُنيت في ظل حضارة الموريل التي كانت موجودة قبل الطوفان، وقد تجاوز تأثيرها غابات الأمازون البرازيلية وامتد إلى جميع أنحاء العالم”. وتجدر الإشارة إلى أنّ رابطة أبحاث داكيلا تمتلك حاليًا 16 مقرًا بحثيًا في ولايات الأمازون مثل روندونيا، وأمازوناس، وأمابا، ورورايما، وأكري.
وخلال البث المباشر لرابطة داكيلا على قناتها على يوتيوب، أوضح عالم الآثار ساولو إيفان نيري أنّ هذه “المسارات المستقيمة” على الأرض مختلفة تمامًا عن الأنماط الطبيعية لتآكل سطح الأرض في تلك المنطقة، وهو ما يُعدّ دليلًا على أنّ هذه “المسارات” من صُنع البشر.
إلى ذلك، أجريت مسوح لتضاريس المنطقة وأحواض الأنهار الموجودة فيها من قبل الجيش ومعهد الجغرافيا البرازيلي، واستخدمت هذه المسوح لإجراء دراسة مقارنة مع الصور الملتقطة باستخدام تقنية ليدار، فتبيّن أنّها من صُنع البشر.
بلغت المساحة الإجمالية الممسوحة ضوئيًا باستخدام تقنية LiDAR في منطقة “مسارات أبياكاس” 95 هكتارًا، واكتشف الباحثون في هذه المساحة حوالي 30 مبنى و30 شارعًا. وقد بلغ ارتفاع المباني حوالي 50 مترًا فوق سطح الأرض.
وقد اكتشفت، في أماكن متفرقة من غابات الأمازون، أجسام معدنية متقدّمة، مثل عملات معدنية وميداليات وخزائن وسيوف، كما اكتشفت صخور غير معروفة تلمع لمعانًا غريبًا في الظلام، وجماجم طويلة يبلغ طول الواحدة منها 80 سم تقريبًا، و آثار أقدام أحفورية على صخرة يزيد طولها على مترَيْن.