تحتضن رضيعها وهي خارجة من المستشفى مع الجرّاح والمعاونين له
رضيع عراقي يبلغ من العمر تسعة أشهر، خَضَعَ قبل أيّام إلى جراحة نادرة ومعقّدة لزراعة كبد على يد جرّاح هندي في Manipal Hospitals في نيودلهي. وتُعتبر هذه العمليّة واحدة من أكبر عمليّات زراعة الكبد دقّة وصعوبة لأنّ عملية زرع كبد لمن يقلّ عمره عن عام واحد ويقلّ وزنه عن 10 كيلوغرامات يُعدّ أمرًا يتّسم بالخطورة. ترأّس فريق الأطباء الدكتور لالواني، رئيس قسم جراحة الكبد والبنكرياس والقنوات الصفراوية، وعاونه في هذه المهمّة د. لاليت سيغال، رئيس قسم التخدير العام لإجراء الجراحة، فضلاً عن د. فيكاس تانيغا، رئيس قسم طب الأطفال، والدكتورة سوفلا ساكسينا، استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد .
الطّفل الذي خضع للعمليّة يُدعى علي حمد والمتبرّعة بجزء من كبدها لإنقاذ حياة رضيعها، هي والدته التي أنجبته بعد أطفال ثلاثة ماتوا جميعًا بمرض مشابه صعُب تشخيصه وعلاجه في الأوقات المناسبة.
لقد شُخّصت الحالة المرضية للرضيع حمد على أنه مصاب بالنوع الثاني من الركود الصفراوي داخل الكبد العائلي المُتَرَقّي (PFIC TYPE 2)، إذ كان يشكو من اليرقان منذ ولادته، وأُدخل المستشفى مرّات عدّة في العراق بسبب التهاب الأقنية الصفراوية المتكرر.
وإلى هذا الالتهاب، كان المريض يعاني استسقاء ملحوظًا وفشلاً في النمو إذ بلغ وزن جسمه 6.1 كيلوغرام. ولهذا كان لا بدّ من إجراء عمليّة زرع كبد له، بعد مجمل الفحوص التي أُجريت له. وبالفعل، نُقل إلى نيودلهي حيث خَضَعَ للتقييم استعدادًا لعملية زرع كبد من متبرع حيّ، فوقع الاختيار على والدته بصفتها المتبرّع المحتمل، خصوصًا “بعدما أظهرت الأشعة المقطعية خلال عملية التقييم حدوث تغيّرات في تليّف الكبد وتضخم فيه وفي الطحال مع خثار الوريد البابي وضعفه ووجود استسقاء ملحوظ وحدوث تحويلات بابية جهازية كبيرة”، كما قال د. لالواني.
وفي الثالث من كانون الثاني الماضي (2021)، خضع الرضيع لعملية زرع الكبد، بعدما أجرى تطعيمًا للوريد عبر التوضيع البيني لتسهيل تدفق الدم إلى الكبد، وقد استغرق إجراء عملية زرع الكبد حوالي 9 ساعات، ليُنقل بعدها الرضيع إلى وحدة العناية المركّزة ويوضع على جهاز تنفس اصطناعي.
وفي صباح اليوم التالي على إجراء العمليّة، تمّ فصل جهاز التنفّس الاصطناعي عن علي حمد الذي بدأ تدريجيًا وفي غضون الأيام القليلة التالية، تناول الطعام عن طريق الفم واكتساب الوزن. وفي نهاية الأمر، خرج الرضيع من المستشفى بعد 20 يومًا من الجراحة لينتقل مع والدته إلى العراق.
إشارة إلى أنّ “مانيبال” هي من أكبر شبكات المستشفيات في الهند إذ تخدم أكثر من مليونَيْ مريض سنويًا. وتحتل المرتبة الأولى في الهند، وفقًا للاعتماد الذي منحته إياها AAHRPP المعنيّة بتعزيز الالتزام بالمعايير الأخلاقية في أنشطة البحوث السريرية. وإلى ذلك، تحظى مستشفيات “مانيبال” بتقدير من مجلس الاعتماد للاختبار والمعايرة (NABL) ومجلس الاعتماد الوطني للمستشفيات ومقدمي الرعاية الصحية (NABH) والأيزو (ISO).