د. فريدة الحوسني تلقي كلمتها في المؤتمر
فعاليات معرض MedLab الشرق الأوسط اختُتِمت اليوم الخميس 9 شباط (فبراير) في مركز دبي التجاري العالمي، بعد ثلاثة أيام كانت حافلة باستعراض الإبتكارات الجديدة، بما في ذلك مناقشة مستقبل الرعاية الصحية. وقد كان للمتحدث الرسمي في القطاع الصحي بدولة الإمارات د. فريدة الحوسني كلمة تناولت فيها وضع هذا القطاع وما قام به المسؤولون للحدّ من انتشار كوفيد وفيروس جدري القِرَدة.
في التفاصيل أن فيروس كوفيد-19، دخل نهاية عام 2022 مرحلة جديدة، اذ أصبح جزءًا من مجموعة من فيروسات الجهاز التنفسي الروتينية المنتشرة سنويًا في جميع أنحاء العالم. أما فيروس “جدري القِرَدة” فقد اكتسب، العام الماضي أيضاً، اهتمامًا عالميًا، بعدما بدأ الانتشار على نطاق أوسع بعدما كان محصوراً في السابق بمنطقَتَيْ غرب ووسط إفريقيا. وعن مسار الأمور، قالت د. الحوسني أنه “اعتبارًا من منتصف العام 2022، حصل انخفاض كبير في عدد حالات الإصابة بفيروس كوفيد-19، ومع ذلك قد لا يكون هذا الإنخفاض حقيقياً، نظرًا لأن الحكومات في جميع أنحاء العالم عملت على التكيّف مع هذا الفيروس، ما أدّى إلى تقليل عدد الاختبارات”. أضافت: “غير أن الإمارات العربية المتحدة كانت واحدة من أكثر الدول نشاطًا في الاختبارات، بدليل أن مركز أبوظبي للصحة العامة في الإمارات، أجرى ما يُقارب 108 آلاف اختبار لـ كوفيد-19 تأكّد خلالها إصابات مؤكدّة لـ 747،909 شخص منذ بداية تفشي الجائحة، كما سجّلت منظمة الصحّة العالمية في الساعات الأربع والعشرين الماضية اصابات جديدة لـ 75،025 شخص بـفيروس كوفيد-19 على مستوى العالم وأكثر من 754 مليون حالة إصابة مؤكدة”.
وبحسب د. فريدة الحوسني، فإن متحوّر Omicron هو السلالة السائدة لفيروس كوفيد-19 التي سادت على مدار العام الماضي. ووفقًا للمبادرة العالمية لمشاركة بيانات أنفلونزا الطيور على المستوى العالمي، فإنه لا يزال متحوّر Omicron BA.5 والأنساب المنحدرة منه، هي السائدة، وقد شكّلت في الفترة الممتدة من 9-15 كانون الثاني (يناير) 2023 نسبة 65.7٪ من جميع السلالات المقدّمة إلى المبادرة العالمية لمشاركة بيانات أنفلونزا الطيور.
وبالنسبة لفيروس جدري القردة، فمنذ 2022 تغيّرت طبيعته اذ انتشر بشكل متزايد نتيجة الاتصال بين البشر أكثر من الشكل الأصلي للفيروس.
وتعليقاً على آخر التحديثات والتطوّرات المتعلقة بفيروس جدري القردة، قالت د. الحوسني: ” ان دراسات تقييم المخاطر الحديثة لجدري القِردة، تشير إلى أن خطره معتدل وأنه موجود أكثر في المناطق الأوروبية والولايات المتحدة. كذلك تمّ العثور على حالات إصابة به في مناطق أخرى من العالم، ولكن بدرجة أقل”.
الى ذلك، يُظهر الوضع العالمي لمنظمة الصحة العالمية وجود 716 حالة جديدة لجدري القرود تمثّل نسبة 0.8٪ في 22 دولة. وتشهد المكسيك حاليًا أكبر عدد من حالات الإصابة به، بينما انخفض عدد الحالات في العديد من البلدان.
وكانت غالبية الحالات الحديثة من جدري القردة خفيفة ومحدودة ذاتيًا من حيث المرض مع العلاج الداعم اللازم لمعظم المرضى. وقد أظهر البحث الأخير الذي أجرته المبادرة العالمية لمشاركة بيانات انفلونزا الطيور وجود تغييرات طفيفة في سلالات جدري القرَدة لأنها تحوّرٌ من المتغيّرات الأفريقية الأصلية. وبهذا الصدد قالت د. الحوسني: “إن حالة التأهب في مجال الصحة العامة هو أمر أساسي ونحن نمضي قدمًا فيه، علماً أن فيروس كوفيد-19 كان مغيرًا لقواعد اللعبة وكان له تأثير كبير على علم المناعة، وقد تعلمنا منه بأن نتحلّى بالمرونة وفتح طرق ومجالات جديدة للعمل والقيام بإجراء الأبحاث وتبني التقنيات المبتكرة الملهمة”.
يُذكر أن مركز أبوظبي للصحة العامة يعمل بشكل وثيق مع مختلف أصحاب المصلحة لتعزيز نظام المراقبة والاندماج بشكل أوثق مع مستشفيات وعيادات الإمارات العربية المتحدة، كما يقوم المركز أيضًا بتوسيع نطاق المراقبة السلبية والفعّالة للأنفلونزا جنبًا إلى جنب مع مجموعة أوسع من أمراض الجهاز التنفسي للبقاء على اطلاع تام بآخر وأحدث العلوم وتحديد أي مخاطر ناشئة على الصحة العامة مع وضع حالة التأهب والاستعداد دوماً في عين الاعتبار.