هكذا يوضع كيس التبغ
في المنتدى العالمي التاسع للنيكوتين الذي عُقد في وارسو (بولندا) قبل أيام، عُرضت على المجتمعين دراسة جديدة مفادها أن تنفيذ تدابير منظمة الصحة العالمية لمكافحة التبغ المعروفة باسم MPOWER لا ارتباط له واضح بالمستويات المنخفضة للوفيات الناتجة من التبغ في أوروبا.
إضافة الى ذلك، أظهر البحث المستقل الذي أعدّه الدكتور لارس إم رامستروم ، “أن التحوّل من التدخين إلى snus على الطريقة السويدية، وهو منتج النيكوتين الأكثر أمانًا، يُعدّ أكثر فاعلية لتقليل الأضرار التي يسبّبها التبغ”. ويبدو أن هذه الدراسة، فضلاً عما تحدث عنه أكثر من 50 خبيرًا دوليًا في علم التبغ والنيكوتين، كان حافزاً لمطالبة منظمة الصحة العالمية بتبنّي منهجية الحدّ من أضرار التبغ كجزء من استجابتها العالمية لمكافحة التدخين من خلال دعم استخدام منتجات النيكوتين الأكثر أمانًا..
يُشار الى أنه في العام 2007، أطلقت منظمة الصحة العالمية MPOWER ، وهي آلية عملية ومراقبة لتنفيذ الاتفاقية الإطارية بشأن مكافحة التبغ ( FCTC ) ، التي هي بمثابة معاهدة دولية تمّ تطويرها استجابة للطبيعة العالمية لأزمة الصحة العامة الناجمة عن استخدام التبغ والتدخين. تتضمّن المعاهدة ستة تدابير تهدف إلى تقليل الطلب على التبغ. ولكن، على رغم مرور 15 عامًا على اطلاق MPOWER، لا يزال هناك 1.1 مليار مدخن في جميع أنحاء العالم، وهو عدد إجمالي لم يتغيّر منذ العام 2000، بالإضافة إلى ثمانية ملايين حالة وفاة سنويا مرتبطة بالتبغ.
لتقييم فعالية MPOWER ، قارن الدكتور رامستروم مدى تنفيذ تدابير مكافحة التبغ هذه بمعدلات الوفيات المرتبطة بالتدخين في جميع أنحاء أوروبا، فلم يجد أي علاقة بين الوفيات المرتبطة بالتبغ ومستوى تنفيذ الدولة لتدابير MPOWER لنساء أوروبا، وارتباط ضعيف للغاية بالنسبة لرجال القارة. لكن المفاجأة التي وصل اليها أن دولَتَيْن فيهما أدنى معدلات وفيات مرتبطة بالتبغ بين الرجال، هما السويد والنرويج. والسبب أن النسبة الأكبر من المدخنين تحولت من السجائر إلى snus على الطريقة السويدية، وهو منتج متاح مجانًا في كلا البلدين، ولكن تمّ حظر بيعه في الاتحاد الأوروبي باستثناء السويد. وعلى رغم أن درجة مقياس مكافحة التبغ (TCS ) السويدي كانت أقل من المتوسط، فقد حقّقت معدل وفيات مرتبطة بالتبغ أقلّ من جميع البلدان التي لديها مستويات أعلى من تنفيذ MPOWER باستثناء النرويج، ما يوفر مزيدًا من الأدلة لدعم الحدّ من أضرار التبغ.
يبقى أن نذكر أن “الـ snus هو نوع من التبغ الرطب الذي نشأ في السويد وانه يخضع للبسترة قبل بيعه لقتل البكتيريا الذي يُمكن أن تنتج مواد كيمائية مسببة للسرطان. ويُشير بعض الأدلة الى أن مدخني الـ snus ليسوا عرضة لخطر كبير للإصابة بسرطان الفم والرئة وأمراض القلب مثل مدخني السجائر، وفق ما تذكر “مايو كلينك”، المؤسسة الرائدة صحياً على مستوى العالم.