النقيب شوفاني و الكتابان
رغم الكلفة الطباعية العالية جداً (في لبنان وغير لبنان)، والتي حملت صحفاً يومية وأسبوعية على التوقف عن الصدور، واستبدال الطباعة الورقية بـ “طباعة” الكترونية، لا يزال هناك من يُصرّ على إصدار كتب تفوح منها رائحة الحبر، لقناعته ربما، أن الكتاب المقروء يُشغل الحواس الخمس وليس حاسة البصر فقط. ومن هؤلاء “الفدائيين”، اذا جاز التعبير، نقيب خبراء السير الأسبق السيد نجيب شوفاني الذي يكرّس جهده، منذ استعاد نشاطه كخبير ناشط ومتمكّن بعد انتهاء فترة توليه رئاسة نقابة خبراء السير، لإرشاد وتثقيف الأجيال على كيفية قيادة المركبات وتجنّب الحوادث المرورية. وآخر ما انتج، كتابان تعاون في انجازهما مع نجله ايلي شوفاني (من أسرة شركة “أمانة”) حملا اسم: “تمارين مسلية لإرشادات السلامة المرورية”، وهذا الكتاب مخصّص لتلاميذ وطلاب المدارس، و “تعلّم قيادة المركبات”، وهو خاص بالراغبين في نَيْل شهادة سَوْق ويعتزمون الخضوع لإمتحان عملي وآخر نظري..
وللخبير شوفاني تاريخ مضيء ومجلٍّ في مهنة خبراء السير التي يمارسها منذ خمسين عاماً تولّى خلالها رئاسة نقابة هذه المهنة بين 2008 و 2012، ولينصرف بعد ذلك، الى العمل بمهنته والى التاليف والمشاركة في ندوات وورش عمل ذات طابع ارشادي وتوعوي، لعلّ هذه المحاضرات وورش العمل والإطلالات التلفزيونية والإذاعية تحدّ من الحوادث المرورية، وبالتالي تخفّض الفاتورة الإستشفائية التي يتكبّدها قطاع التأمين والمؤسسات الضامنة الرسمية، والأهم الأهم وقف موجة سقوط ضحايا وجرحى جراء هذه الحوادث التي أصبح عددها في لبنان كبيراً، وهاكم آخر الإحصاءات التي وضعنا النقيب شوفاني في أجوائها: 500 ألف قتيل و15 ألف جريح، وفق احصاءات الصليب الأحمر والدفاع المدني اللذين يهتمان بالإسعاف والإنقاذ مشكورين، كما قال لنا، مضيفاً أن “قانون السير الذي صدر عام 2012 يتضمن مادتَيْن هما 358 و 355، تلزمان تشكيل مجلس وطني للسلامة المرورية، يكون برئاسة رئيس مجلس الوزراء وعضوية الوزراء المعنيين (أشغال، تربية، داخلية) تنبثق عنه لجنة وطنية تُساعد في هذه المهمة. ولكن رغم المآسي والضحايا، لا يزال هذا المجلس مشلول الحركة لا يجتمع ولا تصدر عنه أية إجراءات، على الأقل حتى الآن. ذلك أن من وظائف هذه اللجنة هي تعليم قانون السير في المدارس والجامعات في الصفوف الإبتدائية و التكميلية والثانوية، اذ من المعروف أن الدول التي تريد الحدّ من حوادث السير أو تخفيفها، تمكّن التلميذ بالمعرفة المرورية قبل بلوغه السن القانونية، كي يستطيع قيادة المركبات وهو على معرفة بالإرشارات والقوانين، اذ ليس كافياً ان نتعلّم لأربع أو خمس ساعات كي نحصل على رخصة السَوْق، لان القيادة أداء وخبرة. ولهذا السبب أعددت كتابَيْن، واحد للصفوف التكميلية والثانوية، وثانٍ لكل شخص يريد ان يتعلّم القيادة”. أضاف: “حَمَل الأول اسم “تمارين مسلية لإشارات السلامة المرورية” وقد تمّ بالتعاون مع جمعية شركات الضمان برئاسة السيد أسعد ميرزا و الامين العام السيد جميل حرب، وبمباركة منهما، دعماً لمسعاي في إدخاله الى كل المدارس في لبنان (2700 مدرسة بين خاصة ورسمية)، على ان أعطي نسخة واحدة لكل إدارة، وكمن يوصل شمعة مضيئة لها، وعلى هذه الإدارة أن تبقيها مشتعلة لا أن تُطفئها”. تابع: ” أما الكتاب الثاني فيُمكن الحصول عليه بالإتصال على احد الرقمَيْن: 214224-03 و 263910-81″.
س: هل مضمون الكتاب ذو طابع عالمي، أي أن الإشارات التي يحتويها رائجة في دول العالم أجمع؟
ج: نعم انها عالمية، ومعتمدة في كل الدول.
س: هل سبقكم أحد على اعداد مثيل لهذا الكتاب؟
ج: أنا أول شخص يُبادر الى وضع وإصدار هذا النوع من الكتب، علماً ان بعض شركات التأمين دعمتنا مادياً مشكورة كي نستطيع توزيع هذا الكتاب مجاناً. التوعية المرورية مهمة جداً لأنها تُنقذ الأرواح وتُخفّض الحوادث والفاتورة الإستشفائية، كما أسلفنا وخصوصاً اذا أرفقت بأمثلة. من ذلك: كيفية ركن السيارة، الزامية وضع الخوذة على رأس راكب الدراجة الهوائية والنارية، القانون الذي يرعى ما يُعرف بالموتوسيكلات، التجاوز المروري وأخطاؤه أمام الشاحنات مثلاً، واللائحة تطول. وهنا أود أن أضيء على القرار 124 الصادر عام 2003 وكان يومها وزير الداخلية الياس المر.و ينص هذا القرار على عدم السماح لسائق الدراجة النارية أن يجلس أحد خلفه لتفادي السرقة، الا اذا كانت الدراجة لها ممسك للقدمين وآخر لليدين”.
س: هذان الكتابان هما باكورة اصداراتك؟
ج: لا لقد وضعت سابقاً كتابَيْن: “معاً نحو طريق آمنة ” مع الزميل ابراهيم أبو حيدر، و”القانون وخبراء السير” ولكن مضون هذا الكتاب الجديد “تعلم قيادة المركبات ” مختلف من حيث المعلومات، وسيكون خارج نطاق المدرسة، لذا يمكن أي شخص الإتصال بي والحصول عليه”.
س: كم استغرق إعداد الكتابَيْن وهل استعنت بأحد؟
ج: انه جهد فردي، وقد انكببت على الكتابَيْن سنة ونصف السنة. هنا أود أن أذكر أنه في العام 2010 وكان د. حسن منيمنة يتولى وزارة التربية، فيما كنت اشغل رئاسة نقابة خبراء السير، تشكّلت لجنة لتحضير كتّيب لصفَيْ الشهادتَيْن التكميلية والثانوية تقوم بإعداده وزارة التربية، على أن يدخل كمادة أساسية في المنهج التعليمي في المدارس، ولكن حتى تاريخ اليوم لم تُنفّذ الخطة، مع أن الكتاب جاهز، وبحاجة فقط الى الطباعة.
س: ما الذي يمنعك وبعض الخبراء، من افتتاح مدرسة لتعليم قيادة المركبات؟
ج: هناك نقابة ومدارس تُعلّم القيادة في لبنان. حاولت أن أطرق باب التعليم بجهد فردي، فاجتمعت الى مدير مدرسة في منطقة المتن وعرضت عليه تدريس هذه المادة، فكان الجواب أن ساعات التدريس مكتملة ولا يوجد وقت لتنفيذ هذه الرغبة!
س: بما أن إشارات السير هي عالمية؟ فلماذا لا تنتقل الى دول عربية لتدريس هذه المادة خصوصاً أن عدد الحوادث المرورية في بعض الدول، مرتفع جداً؟ ثم لو طلبت اليك دولة عربية مساعدتها بهذه المهمة، هل ترضى؟
ج: بالطبع أرضى، لأن الخروج من دوامة الحوادث المرورية لا يكون الا بتدريس هذه المادة واتباع الإرشادات المتعلقة بالقيادة .
س: علمنا أن نقيب الوسطاء الياس حنا يعتزم معك إعداد ورشة عمل خاصة بالتأمين الإلزامي المادي في لبنان والمشاكل المتأتية من عدم ايجاد آليات لتطبيقه وهو الذي أقر، وانعكاس ذلك على الحوادث المرورية بخاصة في لبنان اذا كان سائق المركبة المصدومة أوالصادمة غير لبناني، الى مواضيع أخرى تتعلّق بقانون السير وكيفية تطبيق بنوده.
ج: نعم سألتقي النقيب حنا خلال الأيام المقبلة، لنحدد جدول اعمال هذه الورشة وموعد إطلاقها وسوى ذلك…
يبقى أن نشير الى أن الكتاب الأول “تمارين مسلية لإشارات السلامة المرورية” صمّمه النقيب شوفاني بطريقة تحبّب التلامذة والطلاب بالقراءة والتمعّن بمقصد كل إشارة سير، في حين أن الكتاب الثاني الذي قدّم له نقيب وسطاء التأمين في لبنان ايلي حنا، وكذلك الخبير جورج جوزف فغالي، تضمن كل ما يلزم من المعلومات التي تسمح لكل راغب في الحصول على إجازة سوق، وبمعرفة كل ما يلزم ليتمكّن من الفوز بالإمتحان الخطي والشفهي. كذلك شكر النقيب شوفاني في مقدمة الكتاب، شركات التأمين التي دعمت وساعدت وهي: التأمين العربية، امانة، كابيتال، SNA و ACAIR…
إشارة اخيرة الى أن شركة كمبرلند أجرت اختباراً مع طلاب العاملين في الشركة لمعرفة المعلومات التي يختزنونها عن الإشارات وقانون السير وقد جاءت النتائج مخيّبة للآمال اذ أن حصيلة هذا الإختبار بيّن أن عشرين بالمئة فقط من هذه الإشارات يعرف معناها المشاركون في هذا الإختبار.