ثريا الهاشمي
بنك التنمية الجديد N.D.B لدول الـ Brics، وهي: البرازيل ، روسيا، الهند، الصين وجنوب افريقيا، وكلمة Brics هي اختصار يضمّ الحروف الاولى لاسماء هذه الدول، اختارت الإماراتية ثريا الهاشمي مديرة إدارة العلاقات والمنظمات المالية الدولية في وزارة المالية في دولة الإمارات، لتولّي منصب عضو في مجلس إدارة بنك التنمية الجديد، ومديرة المجموعة. وتمّت التسمية اثر انتخابات داخلية على هامش الاجتماع السنوي الثامن الذي انعقد مؤخراً بمدينة شنغهاي في الصين، المقر الرئيسي للبنك.
وكانت الإمارات انضمت لعضوية بنك ” التنمية الجديد” الذي أنشئ في تموز (يوليو) 2015 من قبل هذه الدول، في تشرين الأول (أكتوبر) 2021، وبممثلَيْن في مجلس المحافظين التابع للبنك همامحمد الحسيني وزير دولة للشؤون المالية بصفته محافظاً، ويونس الخوري وكيل وزارة المالية بصفته محافظاً مناوباً.
وثريا الهاشمي الحاصلة على بكالوريوس إدارة الأعمال من الجامعة الاميركية في الشارقة، ودرجة ماجستير في إدارة الأعمال الدولية من جامعة Fits الأميركية، تعمل في وزارة المالية منذ آذار(مارس) 2020، الى جانب توليها منصب مديرة إدارة العلاقات والمنظّمات المالية الدولية.
وكانت الهاشمي قبل هذا التعيين، تدير فريقاً يعالج قضايا الاستثمارات الحكومية والمعاهدات والمفاوضات الثنائية وتبادل المعلومات للأغراض الضريبية. كما انخرطت في إدارة علاقة دولة الإمارات بالمنظمات المالية الدولية، بما في ذلك مجموعة البنك وصندوق النقد الدوليين والبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير وبنك التنمية الجديد وصندوق «الأوبك» للتنمية الدولية والبنك الإسلامي للتنمية والمسار المالي التابع لمجموعة العشرين. والى ذلك مثلّث الإمارات في عدد من الاجتماعات والمنتديات. والى ما تقدّم فهي تشغل عضوية مجالس إدارة عدد من المؤسسات.
يُذكر ان بنك التنمية الجديد New Development Bank ، انشئ بهدف التنمية وبناء شراكات دولية واقليمية ، تنموية واسعة النطاق. وهو الى ذلك، يقدّم القروض والضمانات للمشاريع التنموية.
ووفق المصادر الموثوق بها فان هدف تأسيس ” بنك التنمية الجديد عام 2015، هو ليكون معادلاً للبنك الدولي. ولانشاء ما يوازي صندوق النقد الدولي، فقد تأسّس معه “ترتيب احتياطي طوارئ بريكس“ Brics Contingent Reserve Arrangement وقد بلغ رأس المال الأولي لبنك التنمية 50 مليار دولار، فيما بلغ رأس المال الأولي لبنك احتياطي الطوارئ مئة مليار. وقد جرى توزيع المساهمات بالتساوي بين مؤسسي ” بنك التنمية الجديد” بحيث تكون للبرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا حصص متساوية. وتنصّ اللائحة التأسيسية لـ “بنك التنمية الجديد” على عدم امتلاك أي مساهم حق النقض (الفيتو)، وأن يتولىّ اعضاء “البريكس” رئاسته مداورةً، وأن لا يسمح لأي مؤسّس بأن يرفع حصته من رأس المال، وبالتالي حصته التصويتية، من دون موافقة المؤسسين الآخرين، وأن لا يقلّ رأسمال الأعضاء المؤسسين مجتمعين، أي دول “البريكس”، عند توسيع المصرف ليضم دولاً أخرى، عن 55% من رأس المال.
اما معادل صندوف النقد الدولي، أي “ترتيب احتياطي طورائ بريكس” الذي تأسس بالتزمن مع “بنك التنمية الجديد”، والذي بلغ رأسماله التاسيسي مئة مليار دولار، فقد قدّمت الصين 41 ملياراً منها، وقدّمت كلّ من البرازيل وروسيا والهند 18 ملياراً وجنوب أفريقيا 5 مليارات، وبالتالي، فإن الحصة التصويتية للصين فيه هي الأكبر، أي أنه مصرف تقوده الصين فعلياً. وعلى غرار مؤسسات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية (الاتقافية العامة للتجارة والجمارك سابقاً) التي وُقعّت في Bretton Woods عام 1994، فإن مؤسَستيْ ” بنك التنمية الجديد” وبنك احتياطي الطوارئ، تأسستا عام 2015، بموجب اتفاق وقّع في قمة “البريكس“ السادسة في البرازيل عام 2014، ليؤديا الدور ذاته الذي كان يفترض أن تؤديه مؤسستنا البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
أن هدف ” بنك التنمية الجديد” الرسمي، إذاً، هو التنمية، ولا سيما البنية التحتية، وبناء شراكات دولية وإقلمية تنموية واسعة النطاق، وهو يقدّم القروض والضمانات للمشاريع التنموية، ويدخل شريكاً في ـتأسيسها، بغرض تحقيق ذلك الهدف. أما “بنك احتياطي طوارئ بريكس“، فيفترض ان يقدم قروضاً قصيرة الأجل لمساعدة الدول على تخطي ” اختلالات موازين مدفوعاتها وضغوط السيولة، خصوصاً تلك الناجمة عن تدهور سعر صرف عملاتها نتيجة تقلبّ الظروف المالية الدولية، تماماً كصندوق النقد الدولي عند تأسيسه.
