شعار الأولمبياد وبرج إيفل
قبل أربعة أيام من افتتاح الأولمبياد، يوم الجمعة 26 (يوليو)، أوضح توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، أن «ألعاب باريس» ستكون حدثا مذهلا في وقت يشهد فيه العالم اضطرابات تاريخية، والمزيد من الانقسام. وستكون هذه الألعاب “أول أولمبياد تحقّق المساواة بين الجنسين، إذ يشارك فيها عدد متساو من الرجال والنساء”. أضاف: “بحضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: «نحن مقتنعون بأننا سنعيش مع العالم أجمع، دورة ألعاب أولمبية مذهلة». كما سلّط الضوء على التحديات التي تواجهها اللجنة الأولمبية الدولية فيما أسماه النظام العالمي الجديد.
وفيما كان توماس باخ يُدلي بتصريحه كانت العاصمة الفرنسية تضع اللمسات الأخيرة على استعداداتها لاستضافة أولمبياد 2024، التي تنطلق بحفل افتتاح يُقام على ضفاف نهر السين، في ظلّ إجراءات أمنية تُشكّل تحدياً غير مسبوق لباريس يأمل المنظمون ألا يطغى على الأجواء الاحتفالية.
وللمرة الأولى، لن يقام حفل افتتاح الأولمبياد في ملعب، وإنما ستحمل عشرات القوارب آلاف الرياضيين والفنانين في موكب لمسافة ستة كيلومترات في نهر السين يستعرض تاريخ وجمال العاصمة الفرنسية. ومن المتوقع أن يصطف أكثر من 300 ألف شخص على ضفتَيْ النهر لمتابعة الحفل الذي يؤمّنه 45 ألفاً من قوات الشرطة، بينهم قوات التدخل الخاصة المدربة على مكافحة الإرهاب. وسيتمركز القناصة على أعلى البنايات بطول المسار، وستستعين السلطات بنظام مضاد للطائرات المسيرة. وقال توني إستانجيه، رئيس اللجنة المنظمة لأولمبياد باريس 2024، في مؤتمر صحافي: «هناك توازن يمكن تحقيقه بين الإجراءات الأمنية العليا، وهي الأولوية بالتأكيد”. أضاف: «ضمان الأمن وتقديم احتفالية رائعة بالأولمبياد جزء من الهدف… لكن لتحظى بمثل هذا الاحتفال الفريد، تحتاج أيضاً إلى خطة أمنية محكمة جداً جداً. وهذا هو الحال»، فيما أشار وزير الداخلية الفرنسي إلى أن الأجهزة الأمنية في البلاد رفضت أكثر من أربعة آلاف طلب للحصول على اعتماد لأولمبياد باريس، بسبب مخاوف تتعلق بالتجسس والهجمات السيبرانية.
أما وزير الداخلية جيرالد دارمانان فقال بهذا الصدد: ” إن السلطات الفرنسية فحصت حتى الآن نحو مليون طلب، وإنها رفضت 4340 منها، بعضها بسبب صلات بجماعات إسلامية متشددة أو للاشتباه في كونهم جواسيس أجانب”.
وفي ظلّ الصراع في غزة وأوكرانيا والمخاوف الأمنية محلياً، وضعت فرنسا قوات الأمن في أعلى درجات التأهب. وسيتدفق المشجّعون على العاصمة الفرنسية في أجواء مغايرة لأولمبياد طوكيو التي أُقيمت دون حضور المشجعين وبعد عام من موعدها المقرر بسبب جائحة كوفيد-19. وقالت السلطات إنها لم ترصد تهديداً إرهابياً محدداً لحفل افتتاح الأولمبياد الذي يستمر حتى 11 آب المقبل، لكن إذا ظهرت مخاوف محددة، فإن هناك خططاً بديلة؛ إما أن يقتصر الحفل على ساحة تروكاديرو بالقرب من برج إيفل وإما إقامته في استاد فرنسا.
يُذكر هنا أنه أجريت تحقيقات أمنية مع جميع الأشخاص الذين سيشاركون هذا الصيف بأي شكل من الأشكال في الألعاب الأولمبية (26 تموز – 11 آب، والبارالمبية 28 آب – 8 أيلول في باريس، بما في ذلك رياضيون ومدربون وصحافيون ومتطوعون وعناصر أمن خاص أو حتى ضيوف في الحفل. وقد استُبعد 4 آلاف و355 شخصاً إثر هذه الغربلة، لأسباب عدة. ومن بين المستبعدين، 260 شخصاً مسجّلين إسلاميين متطرفين، و186 شخصاً مسجّلين يساراً متطرّفاً و96 شخصاً مسجّلين يميناً متطرّفاً. وسيتحرّك يومياً نحو 35 ألف شرطي ودركي و18 ألف جندي فرنسي كمعدل وسطي لتأمين الألعاب.
من جهة ثانية، قدّم منظمو حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس، إعلانات تشويقية لخططهم المذهلة لكنهم رفضوا تقديم تفاصيل، منها:
-بدلاً من استخدام الملعب الرئيسي لألعاب القوى في العرض الافتتاحي، كما هي العادة، نقل المنظمون الحدث إلى خارجه وتحديداً إلى قلب العاصمة، تماشياً مع شعارهم «الألعاب مفتوحة على مصراعيها”.
-من المقرّر أن يبحر ما بين 6 آلاف و7 آلاف رياضي مسافة 6 كيلومترات في نهر السين من جسر أوسترليتز، شرق برج إيفل، إلى جسر يينا، على متن 85 عبّارة وقارباً.
-نظراً لحجم العرض وتعقيده، لم يتم ّالتدرّب عليه بالكامل مطلقاً.
-صُمّم العرض من قبل المخرج المسرحي المبدع توماس جولي، البالغ من العمر 42 عاماً والمعروف بموسيقى «ستارمانيا”.
-وُزّع العرض على 12 قسماً مختلفاً، حيث يتمركز نحو 3 آلاف راقص ومغنٍ وفنان على ضفتِي النهر والجسور والمعالم القريبة.
-ستُلقى تحية لـ«كاتدرائية نوتردام» التي هي في طور التجديد بعد حريق مدمّر في العام 2019، ربما مع راقصين على سقالاتها.
-ابتداءً من الساعة 19:30 مساءً بالتوقيت المحلي (17:30 بتوقيت غرينتش)، سيقام ثُلثا الحفل في وضح النهار، ثم عند الغسق، حيث يأمل توماس جولي في الاستمتاع بغروب الشمس المذهل في صيف باريس، وسينتهي بعرض ضوئي.
-ستكون الموسيقى عبارة عن مزيج من الكلاسيكية والتقليدية (أغانٍ فرنسية)، بالإضافة إلى موسيقى الراب والإلكترو.
-من المتوقع على نطاق واسع أن تغني نجمة «آر أند بي»، الفرنسية المالية آية ناكامورا، رغم انتقادات السياسيين اليمينيين المتطرفين، بينهم مارين لوبان التي قالت إن ظهورها من شأنه أن «يهين» فرنسا.