وفق تقرير لشبكة “BBC”، طوّر باحثون اختبار دم بسيط يستخدم الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بمرض الباركنسون قبل سنوات من إصابة شخص ما بـه وقبل مدة طويلة من ظهور الأعراض.. ويأمل هؤلاء أن يؤدي الاختبار، وهو رخيص الثمن، إلى توفّر تشخيص مبكر لهذا الداء، يساعد في العثور على علاجات لإبطائه.
مؤسسة Charity Parkinson’s UK اعتبرت هذا الإختبار خطوة مهمة، رغم أن الحاجة تبقى لتجارب أكبر لإثبات دقته. ومن المعروف أن مرض الباركنسون يؤثر في ما يقرب من 10 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم وأكثر من 150 ألف شخص في المملكة المتحدة وحدها. ويتمّ تشخيص كثير منهم على أن أعراضاً ظهرت عليهم بالفعل، مثل الرعشات ومشاكل الحركة والذاكرة، الناجمة عن موت الخلايا العصبية في جزء الدماغ الذي يتحكّم بهما، مع الإشارة الى أنه الى الآن لا علاج لإبطاء المرض أو إيقافه، على رغم وجود علاجات للمساعدة في إدارة الأعراض.
بدأ الإختبار عندما أخذ الباحثون، بقيادة علماء في جامعة «كوليدج لندن» والمركز الطبي الجامعي غوتنغن بألمانيا، عينات دم من مجموعة من الأشخاص المصابين بالباركنسون وآخرين غير مصابين، بعدما حددوا ثمانية بروتينات رئيسية من المرجح أن تتنبأ بمن سيصاب بالحالة. وعن ذلك، قال الباحثون: “إن هذه العلامات مرتبطة بشكل مباشر بالالتهاب وتدهور البروتينات، ويمكن استخدامها لتطوير علاجات دوائية جديدة لهذا الداء. ثم قام الفريق باختبارات دم لـ72 مريضاً معرضين لخطر اضطرابات الدماغ، مثل مرض الباركنسون، بحثاً عن علامات البروتين الثماني هذه، وتابعهم على مدار 10 سنوات.
وباستخدام أداة الذكاء الاصطناعي، توقع العلماء أن 16 شخصاً سيصابون بمرض الباركنسون، وفي بعض الحالات، قبل ما يصل إلى سبع سنوات من بدء الأعراض.
في المجمل، تنبأ الاختبار بإصابة 79 في المئة بالمرض، ولا يزال الباحثون يتابعون المرضى الآخرين للتأكد من دقته.
يُذكر أن أعراض مرض الباركنسون عادة ما تكون خفيفة في البداية وتتطور تدريجياً، ثم تؤثر الأعراض الرئيسة على الحركة وتشمل: الاهتزاز، الذي يبدأ عادة في اليد أو الذراع، والحركة البطيئة، مثل المشي بخطوات صغيرة جداً، وتصلب وتوتر في العضلات، مما قد يجعل من الصعب التحرّك أو القيام بتعبيرات الوجه. والى ذلك، تفقد الخلايا العصبية في الدماغ، قدرتها على إنتاج مادة كيميائية مهمة تسمى “الدوبامين” المرتبطة بالحركة، بسبب تراكم بروتين يسمى ألفا سينوكلين.
ويخطط الباحثون الآن لإنشاء اختبار أبسط، حيث يمكن إرسال قطرة دم على بطاقة إلى المختبر، لمعرفة ما إذا كان بإمكانها التنبؤ بمرض الباركنسون حتى في وقت مبكر.