التمر الهندي
في شهر رمضان المبارك، شهر الصيام وتلاوة القرآن وتهذيب النفس، يُوصى بشرب كمية كبيرة من السوائل عند الإفطار كيْ يُزوّد جسم الصائم بكمية السوائل اللازمة، تحديدًا الماء وطبق الحساء الخفيفَان على المعدة واللذَان يعطيان الطاقة قبل تناول العصائر وما وُضع على المائدة من أطايب، وأوّل هذه العصائر التمر الهندي أو عصير التفاح أو البرتقال أو البندورة أو الجزر.. وأياً يكن اختيارك من هذه الأنواع الخمسة، فإنك لن تندم، لأن في كلّ منها فائدة غذائية كبيرة. واليك التفاصيل.
- عصير التمر الهندي هو من الفواكه الاستوائية الشائع استخدامها في العديد من الأطباق والمشروبات. موطنها الأساسي أفريقيا، لكنها تنمو في المناطق الاستوائية الأخرى كباكستان والهند. يتمّ قطفه من شجرة تُعرف علمياً باسم التمر الهندي، تُنتج قروناً مليئة بالبذور المحاطة باللب الليفي الذي يتميّز بطعمه الحامض اللاذع عندما يكون غير ناضج والحلو المنعش عند النضوج، خاصة بعدما يتحوّل من الأخضر إلى البني. وبحسب وزارة الزراعة الأميركية، يوفّر التمر الهنديالطاقة بفضل السعرات الحراية والألياف التي يحتوي عليها، إلى جانب قدرته على منح الجسم العديد من المعادن الأساسية مثل البوتاسيوم، الفوسفور، المغنيسيوم، الكالسيوم، الحديد، الصوديوم والزنك. وهو إلى ذلك، يحتوي على فيتامينات (ج) و(أ) و(ك) وأنواع من فيتامينات (ب) وهي النياسين والريبوفلافين والثيامين والفولات.
- عصير التفاح. ان شرب كوب من عصير التفاح هو طريقة طيّبة لتذوّق حلاوة هذا الشراب اللذيذ، بدون تأنيب للضمير على محتواه من السكر. فالكوب المتوسط الحجم يمدّ الجسم بما مقداره (295) مليغراماً من البوتاسيوم مع جرعة من معادن “البورون” الذي يُحافظ على صحة العظام، علمًا أنّ عدد السعرات الحرارية في الكوب الواحد يُساوي ربع عدد السعرات الموجودة في كوب عصير العنب. وبخلاف عصير الحمضيات، لا يُسبب حرقة هضمية، ربما لأنه أقلّ حموضة من ثمار الحمضيات. ولكن هناك علامة استفهام تطاول عصير التفاح. فقد دلّت نتيجة دراسات اُجريت على 45 ألف شخص، أن احتساء كوب من عصير التفاح (أو الغريب فروت)، كل يوم قد يؤدي الى احتمال تشكّل حصيات كلوية. ولا أحد يدري السرّ في ذلك.
- عصير البرتقال. وهو من ألذ الأشربة الخفيفة، إذ أنّ كوبًا واحدًا منه يمدّ الإنسان بمِثَلَيْ احتياجه اليومي الى فيتامين- سي، إذ أنّ الكوب الواحد منه يحتوي على ستين ميليغراماً من هذا الفيتامين، ولهذا فهو من هذه الناحية أقوى من عصير التفاح والعنب والغريب فروت والأناناس. ولهذه الثروة في فيتامين-سي أهمية بحيث أنّ الدراسات الجارية حالياً لا تزال تُكشف في كلّ حين فائدة من فوائد عصير البرتقال، ومنها أنّ الفيتامينات فيه تستطيع شلّ حركة الجذور الحرة التي تُلحق الأذى ببطانة الأوعية الدموية. وبالنسبة للحمض الفولي، فإنه ما من عصير آخر يُمكن أن يضاهي عصير البرتقال في احتوائه على هذا الحمض. فالكوب الواحد من عصير البرتقال يحتوي على أكثر من مئة مايكروغرام. وبالنسبة للحوامل، فإن حصول الواحدة منهن على كفايتها من الحمض الفولي، يُقلّل الى حدّ كبير مخاطر الولادة قبل الأوان، وتعرّض الوليد لآفات ولادية عصبية مثل “السنسنة المشقوقة” (Spina Bifida). وأكثر من هذا، فإن عصير البرتقال يُخفّض مستويات الهوموسيستين في الدم الذي هو حمض أميني ذو علاقة بازدياد احتمال الإصابة بمرض قلبي وضربات دماغية. كما أن عصير البرتقال حافل بالبوتاسيوم وهو معدن مهمّ يُساعد في التحكّم بارتفاع ضغط الدم.
- عصير البندورة. وهو الصافي الوحيد الخفيض المحتوى من السعرات (الكالوري). فالكوب من هذا العصير يحتوي على أقلّ من نصف ما يحتويه كوب من عصير البرتقال. ومع ذلك فعصير البندورة غني بمادة ليكوبين (lycopene) وهي مادة قوية من مضادات الأكسدة. وقد ربطت دراسة أجريت في إيطاليا في العام 1991 الأطعمة الغنية بالبندورة، بتناقص في حالات الإصابة بسرطان المعدة. وفي دراسة أخرى مخبرية، تبين أن ليكوبين البندورة يُبطئ نمو الخراجات الثديية لدى الحيوانات، كما يحتوي على قدر كبير من فيتامين سي (45 ميليغراماً في الكوب الواحد)، أيّ أضعاف ما يحتوي عليه كوب من عصير التفاح. ولكن الضعف الوحيد في عصير البندورة هو وفرة الصوديوم فيه. فالكوب الواحد منه يحتوي على كميات من الملح المضاف تعادل ما تحتوي عليه ثمانون شريحة بطاطا مملّحة.
- عصير الجزر، مستودع المواد الغذائية، بما في ذلك فيتامين سي والبوتاسيوم. وعصير الجزر يمدّ الجسم بمقادير كبيرة من مواد الكاروتين (الجزرين)، وهي مواد يستطيع الجسم تحويلها الى فيتامين أ ويعمل هذا الفيتامين على صيانة الخلايا التي تبطن العينَيْن، كما تصون الأغشية المخاطية بالأنف والطبقة الخارجية من الجلد والمسالك الهضمية المعوية والتنفسية. والكاروتينات، وبخاصة جزرين ب، يبدو أنها أيضاً تعمل على حماية الجملة القلبية-الوعائية وعلى تبطيء مقدار أضرار التأكسد الذي يلحقه بالجسم الكوليستيرول الخفيض الكثافة (المؤذي) وهي الأضرار التي يُمكن أن تكون سبباً في حدوت النوبات القلبية والضربات الدماغية.
ومن الميزات الأخرى لعصير الجزر أنه بخلاف أنواع العصير الأخرى، كثير الإحتواء على الألياف الغذائية. والألياف التي تدخل الى جوف الإنسان مع كوب واحد من الجزر (وتساوي 25 غرامًا)، وهي أكثر من مثلي الألياف الموجودة في تفاحَتَيْن كاملَتَيْن.