مايك طوق يحاول التفلّت من يدي خصمه للإمساك بالكرة
مادلين طوق
المنتخب اللبناني للـ Rugby Union الذي توجّه إلى مصر في 12 و13 شباط الماضي للمشاركة ببطولة العرب في هذه الرياضة الصّعبة، أثبت حضورًا مميّزًا، إذ فاجأ الجميع بتمكّنه من الوصول إلى النّهائي في مواجهة الفريق المصري المضيف، على رغم أنّ لاعبيه لم يخضعوا للتدريبات اللازمة المكثّفة، تحضيرًا لهذه البطولة، بسبب التدابير الاحترازيّة المُتّخذة لتفادي جائحة كورونا.
في شريط أحداث المباراة أن المنتخب اللبناني للرّجال لعب ثلاث مباراة وفاز بها جميعها، الأولى مقابل الفريق الليبي (14 / 7)، الثانية ضدّ الفريق الفلسطيني (13 / 0)، أمّا الثالثة فقد خاضها ضدّ الفريق الإماراتي (17 / 14)، ما سمح للمنتخب اللبناني بالوصول إلى دوري التصف النهائي الذي كان مقرّرًا في اليوم الثّاني. يُذكر أنّ المواجهة الأولى كانت ضدّ الفريق السوري، وقد تكلّلت بالنجاح لصالح الفريق اللبناني (41 / 7)، فتمكّن بهذا الانتصار من اللعب ضدّ الفريق المصري في نهائي البطولة، ولكنّه لم يتمكّن من الفوز إذ سجِّلت الأرقام (14 / 0).
وكان للنتائج التي أحرزها الفريق اللبناني صدى كبير داخليًا، إذ أنّ أعضاءه غير متعرّكين كفاية في هذا النوع من البطولات، ما يؤكّد أنّهم كانوا بمستوى الفِرَق الدوليّة وأنّ الوثبة التي حقّقوها في هذه البطولة، عبّدت للفريق طريق الوصول إلى العالميّة. وما دفع إلى هذا الاعتقاد هو أنّ الرئيس الجديد لاتّحاد Rugby Union السيد سمير دبوق والراعي نشاطاته ومبارياته، كان سخيًّا في تنفيذ الرّغبات سواء على صعيد التدريبات أو على صعيد تلبية الاحتياجات المطلوبة،. وكان اللافت، اصطحابه مع اللاعبين إلى مصر، فريقًا إعلاميًا (مرئيًا خصوصًا) لتغطية هذه المباراة ونقلها مباشرة من أرض ملعب “الأكاديميّة العربيّة للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري” في الاسكندريّة. ومن تابع هذه المباريات المشوّقة، اكتشف، لا شكّ، أنّ الفريق اللبناني بذل جهدًا كبيرًا ليتمكّن من الفوز على رغم ظروفه الصعبة جدًّا في لبنان. ويضمّ هذا الفريق 12 لاعبًا يتمتّعون جميعًا بمستوى رياضي وثقافي وعلمي عال أيضًا وهم: الكابتن لوران زلعوم، مايك طوق (نجل كاتبة هذه السطور مادلين طوق، علمًا أنّ مايك استشاري تأميني في شركة “ليبانو-سويس” للضمان)، جان-ماري رزق الله، خالد الرافعي، روبن حشاش، جاد الهاشم، جياني حمودي، حسن جمّال، شربل بوسعيد، عمر كنيعو، الكسندر سيوفي، عبد الرحمن موسى، فضلاً عن المدرّب البريطاني Wayne Griffinsومساعده راي سَبَت والطبيب وديع ناصيف.
أمّا بالنّسبة لفريق البنات، فإنّ الحظّ لم يحالفهم بالوصول إلى مرتبة عالية.
قي العودة إلى رئيس الاتحاد السيّد سمير دبوق، الذي كان الداعم هذا الانتصار الباهر، وهو المعروف بعشقه الرياضة، إلى جانب كونه رجل أعمال في القطاعَيْن الاقتصادي والمالي في لبنان والخارج، اتّصلنا به لمعرفة المزيد عنه، فكان الحوار التالي:
س: متى تأسّست هذه العلاقة التي تربطكم بالرياضة، رياضة الـ Rugby غير المنتشرة جيّدًا في عالمنا العربي، وكذلك رياضة كرة القدم، كما علمنا من الفريق؟
ج: أنا من محبّي هذه الرياضة والمشجّعين لها، فضلاً عن انّي لست بعيدًا منها، فلديّ أصدقاء في قبرص يمارسونها، فضلاً عن أنّ رئيس الاتّحاد القبرصي للـ Rugby هو صديق لي وقد زار لبنان مرّات عدّة وشارك في مباراة ضدّ المنتخب اللبناني في بلدة بحمدون. بالنّسبة إليّ، أعتبر الرياضة وبشكل عام، رسالة وأعمل على تعزيزها وتطويرها، مهما احتاجت من تضحيات.
س: ما هو تقييمكم للمباراة التي جرت في الاسكندريّة، وهل كنتم ممتنّين من النتائج، وما هي خطّتكم المستقبليّة للوصول بفريق الـ RUGBY اللبناني إلى الهدف المنشود، وهو انتزاع البطولة من فرق عربية في دورات أخرى؟
ج: المنتخب اللبناي بدأ يتحضّر لهذه البطولة قبل ثلاثة أيّام فقط من الموعد، أيّ قبل توجّهه إلى مصر، بسبب التدابير الاحترازيّة المُتّخذة لتفادي جائحة كورونا، وهذا غير كافٍ أبدًا. لذلك، كانت النتيجة جيّدة جدًّا مقارنة بالتحضيرات والتدريبات التي خضعت لها المنتخبات الأخرى. فضلاً عن ذلك، كان الفريق يضمّ لاعبين لبنانيّين وبالتالي لم نستعن بأجانب. نتوقّع مستقبلاً، وعند الانتهاء من جائحة كورونا، أن يتبوّأ المنتخب اللبناني في الـ Rugby المراتب الأولى في البطولات العربيّة والعالميّة أيضًا.
س: هل تسعَون إلى عملٍ سياسي انطلاقًا من الاهتمام بالرياضة، كما اعتمد هذا الأسلوب سياسيّون عديدون؟ أم أنّ تشجيعكم الرياضة هو من باب محبّتكم لها؟
ج: رسالتي هي رياضيّة بحت والرياضة تكون بعيدة من السياسة. وإثباتًا على كلامي، “نادي شباب الساحل” وصل إلى ما هو عليه بمجهود شخصي وبدعم من بعض الأشخاص البعيدين جدًّا عن السياسة. نحن نؤمن بأنّ الرياضة تُنشئ أجيالاً أصحّاء أكفّاء وقادرين على العطاء والتضحية، وهذه صفات متى توافرت في الأشخاص تجنّبهم المخدرات والمساوئ على أنواعها.
س: كيف تعامل فريقكم مع جائحة كورونا، بمعنى هل اتُخذت إجراءات معيّنة قبل وأثناء وبعد المباراة، أم جرى تلقيح أعضاء الفريق؟
ج: بالنسبة لجائحة كورونا، نحن التزمنا الإجراءات المُتخذّة من الدولة، فطلبنا إذنًا خاصًا لفريقَيْ الشباب والبنات للتمرين في ملعب العهد (طريق المطار). ولكي لا نعرّضهم للتجوّل والإصابة بكورونا، حجزنا لهم فندقًا في منطقة الحمراء (هو كازادور) لمدّة ثلاثة أيّام قبل السفر وأجرينا لهم فحوص الـ PCR اللازمة قبل الحجر والسفر للتأكّد من سلامة الجميع.
ولكن مع الأسف، فالدولة لا تهتمّ بالرياضة على أنواعها، ولا بالرياضيّين، فلم يتمّ تسجيلهم على منصّة اللقاح. وخلال اجتماعنا الأخير في مجلس إدارة اتحاد الـ Union Rugby، تطرّقنا إلى هذا الموضوع لدراسة كيفيّة تأمين اللقاح للرياضيّين عامة، وللاعبي الـ Rugby خاصة.
س: في العادة يلجأ القيّم أو القيّمون على الفريق إلى شراء بوليصة تأمين للاعبين. فهل حصل هذا الأمر معكم؟ من هي الشركة المؤمّنة وما هي أبرز بنود البوليصة وماذا تحتوي؟
ج: لقد تطرّقنا أيضًا لهذا الموضوع المهمّ جدًّا في اجتماع الاتحاد الأخير، وخاصة أنّه خلال البطولة في مصر، تعرّض لاعب سوداني لإصابة خطرة ولكنّه، والحمد لله، نجا منها. وَضَعَنا موضوع التأمين على رأس جدول أعمالنا وبدأنا نطلب عروضًا من شركات تأمين لنختار بعد ذلك العرض المناسب، إذ يجب على جميع اللاعبين أن يكونوا مؤمّنين.
س: هل لنا أن نعرف سيرتكم الذاتيّة؟
ج: لقد نشأت في عائلة تحبّ الرياضة، وكنت ألعب كرة القدم مع فريق شباب الساحل من العام 1986. وفي العام 1990، تعرّضت لإصابة في قدمي منعتني من استكمال رحلتي الرياضيّة كلاعب. ولكنّني لم أتخلَّ عن شغفي بالرياضة، فعملت في الشقّ الإداري للنادي، ومررت بجميع المراحل الإدارية من لجنة فنيّة إلى الهيئة الإداريّة إلى أمانة السرّ إلى رئاسة النادي في نهاية المطاف، وأنا اليوم الرئيس الجديد لاتّحاد الـ Union Rugby الذي آمل أن أصل به إلى العالميّة.
بالنسبة لحياتي المهنيّة، أملك شركة ماليّة في لبنان وقبرص، فضلاً عن أعمال أمارسها في دبي.