سامر ابو جوده
شركة التأمين العربيّة ذات الانتشار الواسع في الوطن العربي والمعروفة بصدقيّتها ووفائها بالالتزامات، فضلاً عن الشفافيّة، تُعدّ واحدة من أهمّ شركات التأمين في لبنان.
مديرها العام السيد سامر أبو جوده، وفي خضمّ الأزمة التي يعيشها قطاع الضمان، وأهمّها أزمة البرنامج الاستشفائي وكيفيّة التعاطي معها، تحدّث إلينا (عن بُعد) عمّا تعتزم التأمين العربيّة القيام به للمحافظة على زبائنها في لبنان وتوفير الاستشفاء لمضمونيها من دون إرهاق جيوبهم في ظلّ الوضع الاقتصادي الضّاغط.
وفي هذا الحديث، تناول السيد أبو جودة جديد التأمين العربيّة المتمثّل بقيام فروع الشركة في دولة الإمارات، بتوقيع اتّفاقيّة مع شركة NowHealth الدوليّة لتأمين الطبابة في جميع أنحاء العالم، إلى برنامج تأميني آخر في لبنان يقضي بتغطية مخاطر الإرهاب.
س: الملف الاستشفائي في لبنلن يتصدّر اليوم واجهة الأحداث لأسباب عدّة معروفة، لعلّ أهمّها مطالبة المستشفيات باحتساب الدولار على أساس السعر المعتمد في المصارف بشروط معيّنة: 3900 ليرة للدولار الواحد. بصفتك معنيًا بهذا الملف لإدارتك شركة التأمين العربيّة، فماذا عندك ضمن هذا الإطار؟
ج: مشكلة الملف الاستشفائي في لبنان كبيرة جدًّا، لأنّنا نعيش اليوم ضياعًا لم نشهد له مثيلاً. والأسباب عديدة، منها أنّ الحلول تبقى بعيدة المنال بغياب إدارة سليمة وصحيّة للازمات السياسية والاقتصادية والمالية التي نواجهها. والأصحّ القول أنّنا متروكون كمستشفيات وشركات تأمين إلى غير ذلك من المؤسّسات الانتاجيّة، لنتدبّر أمورنا. واللافت أنّك تستمع إلى ما تقوله المستشفيات فتجد كلامها منطقيًا، وبالمقابل ما تُعبّر عنه شركات التأمين يندرج تحت هذا الإطار أيضًا… وإذا استمعت إلى المواطن، تعطيه الحقّ مئة في المئة!
س: لقد شدّدنا على الملف الاستشفائي لتزامنه وموعد تجديد البوالص الاستشفائيّة عند معظم الشركات، علمًا أنّه الملف الأكثر إلحاحًا وخاصة في هذا الظرف الصعب. فهل لديكم برامج جديدة تعرضونها على المضمونين لديكم؟
ج: يمكننا، مثلاً، اطلاق برامج وبوالص استشفاء خاصة مع تخفيض التقديمات، كما بإمكان تلك البرامج تحديد المستشفيات التي سنتعامل معها.
س: إذا أراد أحدهم تجديد بوليصته الاستشفائيّة اليوم، فكيف تحتسبون ثمنها؟
ج: تصدر حالياً البوليصة الاستشفائيّة بالدولار.
س: وبعد ثلاثة أشهر كم سيصبح ثمن البوليصة نفسها؟ هل وضعتم برنامجًا للعام الحالي؟
ج: من الصعب وضع برامج أو رؤية معيّنة في الوضع الحالي .إن بوليصة التأمين التي يدفع ثمنها مضمون ما، توفّر له تغطّية لمدّة عام بكامله، وعلى شركة التأمين تحمّل المسؤوليّة، طوال هذه الفترة، مهما حصل ومهما تغيّر سعر صرف الدولار. وفي النهاية، لا بدّ من إجراء جردة حساب للأرباح والخسائر قبل اتّخاذ القرار المناسب.
س: وماذا عن استشفاء المُصابين بوباء كورونا؟
ج: لقد أدخلنا هذا البند إلى جميع البوالص، نزولاً عند قرار وزارة الاقتصاد والتجارة الذي صدر العام الماضي.
س: نعرف جميعًا أن هناك مشكلة مع معيدي التأمين بسبب عدم التمكّن من تحويل الدولار إلى الخارج. أنتم كشركة “التأمين العربيّة” هل تواجهون هذه المشكلة مع المعيدين، أم تعتمدون على فروع الشركة في الخارج؟
ج: إنتشارنا الجغرافي في الخارج يساعدنا نوعًا ما على تخطّي هذه المشكلة، ولكن علينا عدّة التزامات يجب تأمينها من لبنان ولا يمكننا تحويلها إلاّ إذا كانت Fresh Money. اننا نعمل جاهدين على تغطي هذه العراقيل.
س: إذا عدنا إلى الوراء، فكيف تقيّم العامَيْن 2019 و2020 على صعيد العمل في شركة “التأمين العربيّة”؟
ج: نحن تعرّضنا خلال هاتَيْن السنتَيْن، ولا أتكلّم عن شركة “التأمين العربيّة” فقط، بل عن جميع شركات القطاع، إلى مشاكل لا يُستهان بها. بالنسبة لشركتنا بالتحديد، فقد شهدت نموًا على مستوى لبنان والمنطقة ككلّ. ففي لبنان، بدأ المواطن يعرف قيمة التأمين بعد كلّ معاناته وأصبح يتوجّه إلى شركات لديها ملاءة جيّدة وقويّة، ولديها امتداد جغرافي،فضلاً عن أنّنا من أقدم الشركات في المنطقة، وهذا ما ساعدنا لتعزيز وتحفيز أعمالنا.
س: هل لديكم برامج تأمينيّة جديدة؟
ج: لدينا دائمًا برامج جديدة، كما نُدخل، بشكل دائم، تعديلات على برامج موجودة أصلاً، وآخر التجديدات كان إدخال بند يغطّي المخاطر الارهابيّة. فضلاً عن ذلك، قمنا في الامارات بإبرام اتفاقية مع شركة NowHealthالدولية لتأمين الطبابة في جميع أرجاء العالم.