وزير السياحة السعودي وزوراب بوليكاشفيلي
اجتماع المجلس التنفيذي لمنظمة السياحة العالمية، في دورته الـ 116، عقد قبل أيام في السعودية بحضور قادة السياحة العالميين لمناقشة مستقبل القطاع وتعزيزه وترسيخ أطر التعاون بين العالم أجمع لتسريع رحلة التعافي.
وزير السياحة السعودي أحمد بن عقيل الخطيب، قال بالمناسبة، “يُعد قطاع السياحة محرّكاً رئيسياً للنمو والفرص والتطور. ولأننا نقف على مفترق طرق عالمي، فانه يُمكن لقطاع السياحة أن يتيح ما يزيد عن 58 مليون فرصة عمل في العام 2022، ليتجاوز مجموع الوظائف التي يوفّرها حاجز الـ 330 مليوناً، أي أقل بنسبة 1% فقط عن نسب ما قبل الجائحة. ويمكن تحقيق ذلك فقط بوجود قيادة قوية ورؤية واضحة وموارد كافية”. أضاف “إن إعادة انطلاق السياحة في العديد من البلدان حول العالم يتيح لنا الفرصة لإعادة التفكير في إطار حوكمة هذا القطاع والتواصل، وغير ذلك. ولدينا الآن فرصةً ثمينة لتمهيد الطريق نحو مستقبل مزدهر لقطاع السياحة العالمي، ولا بد لنا من اغتنامها”.
الاجتماع الذي استمرّ يومين في مدينة جدة، عُدّ الأضخم حضورياً لأعضاء المجلس التنفيذي للمنظمة منذ بدء الجائحة، وهو هَدَفَ الى تعزيز التنسيق بين الدول الأعضاء لدفع عجلة تعافي قطاعات السياحة حول العالم. وقد أظهر عزم المجلس التنفيذي على تبنّي منهجية تتمثل بالعمل المشترك.
وكان وزير السياحة السعودي قد اجتمع في جدة بالعديد من الوزراء والممثلين من الدول الأعضاء الـ 35 في المجلس التنفيذي، وسواهم من قادة السياحة العالميين وصناع القرار من القطاع الخاص.
من جهة ثانية، في الإطار نفسه، أطلقت وزارة السياحة السعودية هذا الإجتماع بنسخته الـ 116، مبادرة جديدة تهدف إلى تنمية قدرات مائة ألف شاب وشابة سعوديين وتزويدهم بالمهارات الرئيسة في مجال الضيافة لتهيئتهم للعمل في قطاع السياحة المزدهر في المملكة. وتمثل هذه الخطوة جزءاً من مجموعة برامج تمّ إطلاقها ضمن حملة “مستقبلك سياحة”، بهدف تدريب مائة ألف سعودي خلال عام 2022.
وكانت هذه الحملة قد انطلقت في أواخر العام 2020 بالتزامن مع الإعلان عن استراتيجية جديدة معنية بتنمية القدرات البشرية في مجال السياحة المزدهر في المملكة وتشجيع المواطنين السعوديين على العمل في القطاع. وعن هذه المبادرة، قال وزير السياحة السعودي: “لا بد لنا من الاستثمار في شبابنا اليوم وتهيئة أيدي عاملة ماهرة وطموحة لدعم قطاع السياحة على الصعيدين الإقليمي والعالمي، إذ إن ذلك يؤدي دوراً كبيراً في تحقيق رؤية المملكة 2030، فضلاً عن أن هذا البرنامج يُظهر التزامنا بتمكين الشباب عن طريق تزويدهم بالمهارات اللازمة ودعمهم وإتاحة الفرص أمامهم لتمهيد الطريق لمستقبل قطاع السياحة”. أضاف: “إن هذه المبادرة تشمل ثلاثة أهداف مبنية على تنمية المهارات في مجال السياحة ورعايتها ودعمها، كما تهدف إلى مساعدة المهنيين حديثي العهد على توسيع معارفهم ومؤهلاتهم اللازمة للدخول في المجال ودعم مسيراتهم المهنية من خلال صقل مهاراتهم. وسيساعد البرنامج المتدربين على إيجاد فرص العمل في القطاع”. وشدّد، أخيراً، على أن هذه المبادرة وغيرها من المبادرات موجهة نحو تحقيق الأهداف الاستراتيجية الوطنية للسياحة ورؤية المملكة 2030، بما يتضمن إتاحة مليون وظيفة جديدة بحلول 2030.
محمد بشناق وكيل وزارة السياحة لتنمية القدرات البشرية السياحية علّق على هذه الخطوة بالقول: “إن استثمارًا ماليًا بهذا الحجم يُظهر عزمنا على رفد شبابنا بالأدوات التي يحتاجونها لتحقيق النجاح. ويرى ثلاثة أرباع المواطنين السعوديين في قطاع السياحة خيارًا مهنيًا جذابًا. إن دعم أحلام “رواد السياحة” في المملكة وتمكين تعليمهم في أرقى الأكاديميات حول العالم يشكّل هدفًا محوريًا في الوقت الذي تنبثق فيه المملكة كقائد أساسي في القطاع على الصعيد العالمي.” وسيستفيد المشاركون في البرنامج من منح تدريبية في أبرز المعاهد المحلية والعالمية في فرنسا وإسبانيا وسويسرا والمملكة المتحدة وأستراليا وإيطاليا. وبالإضافة إلى قبول الطلبات المقدّمة من الخريجين الجدد، ستُقبل الطلبات المقدمة من السعوديين الذي يعملون في القطاع وممن يطمحون ببناء مسيرة مهنية في مجالات السياحة والضيافة والطهي والخدمات والمبيعات.
أما المعاهد والمؤسسات التعليمية الأعلى تقييماً في العالم التي اختيرت للتدريب عديدة، منها مدرسة Les roches، والمدرسة السويسرية لإدارة الفنادق، ومعهد Glion للتعليم العالي، وكليات Cezar Reitz. ومعهد Montreux، ومدرسة ESSEC للأعمال ومعهدEcole Hoteliere في لوازن، والمدرسة الأوروبية للاقتصاد، ولجنة New South Wales للتقنية والتعليم الإضافي، ومدرسة إدارة الأعمال والفنادق.
وسيستفيد المتقدمون المختارين للالتحاق بالبرنامج من دورات تدريبية شاملة تمكنهم من تأمين فرص العمل في شركات الضيافة الرائدة في المملكة. وللتأهل للبرنامج، يجب أن يكون المتقدّم سعودي الجنسية، ويتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة ومهتم بالعمل في قطاع السياحة.