هنا يكمُن بيت الداء
في تقرير جديد نشره الموقع الطبي المتخصص “onlymyhealth” ، أن الإستعانة بالمليّنات والمّسهلات لتخفيف أو منع الإمساك غير آمن على المدى الطويل، ويبقى البديل غير الضار يكمُن في الإكثار من الألياف وشرب الماء وممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
معروف أن الإمساك يصبح مزمناً عندما يكتفي المرء بالتبرز مرتَيْن فقط في الأسبوع، ويكون البراز صلبًا جافاً أو متكتلًا نتيجة تباطؤ حركات الإمعاء الى حدّ الشلل. وفي مثل هذه الحالات يمكن أن تساعد الملينات في تعزيز عملية الهضم وإعادة الإمعاء الى الحركة باستخدام الأدوية المسّهلة.
ولكن لماذا يحصل الإمساك، وما الدور الذي يلعبه تناول الألياف وشرب المياه؟ والجواب، كما أقرّ به الأطباء الإختصاصيون، يعود، في الأرجح الى القولون العصبي، والى نقص في النوعية الصحية، اذ المطلوب عندما يحصل إمساك شديد إجراء تنظير للقولون، اذ أن تعاطي المليّنات المتكّرر، لا تكون له أي ضرورة طبية، ومن يلجأ اليها، كما يقول موقع Medical News Today، انما يهدف في غالب الأحيان، الى انقاذ الوزن بسرعة أو التعامل مع اضطرابات الأكل.
الى ذلك، ورد في دراسة نشرتها المجلة الدولية لاضطرابات الأكل، ان النساء اللاتي تناولن حبوب الحمية (الريجيم) أو المسهّلات، كن أكثر عرضة للإصابة باضطراب الأكل بنسبة 3 إلى 5 مرات في غضون 5 سنوات، مقارنة باللاتي لم يفعلن ذلك، ما يؤكد صحة الأبحاث السابقة التي تشير إلى أن استخدام هذه المنتجات للتحكم في الوزن يمكن أن يكون بمثابة علامة حمراء لمرض السكري.
من هنا، يرى أطباء اختصاصيون أن الملينات مثل Bisacodyl وزيت الخروع و Cascara Sagrada هي الأكثر شيوعاً التي يتمّ إساءة استخدامها، ووصفها بأنها “خطيرة” رغم أنها أدوية بدون وصفة طبية، اذ أن أحد الآثار الجانبية الشائعة المرتبطة باستخدام المليّن على المدى الطويل هو عدم توازن الكهارل (المعادن التي تجول في الدم) وتشمل الإلكتروليتات الكالسيوم والكلوريد والبوتاسيوم والمغنيسيوم والصوديوم وهذه جميعها تساعد، جميعها، في تنظيم العديد من وظائف الجسم، ما يسبّب أيضًا الجفاف وتلف الأعصاب والعضلات في الجهاز الهضمي ويؤدي إلى الاعتماد على الملينات فضلاً عن تلف الكليَتَيْن وسوء امتصاص العناصر الغذائية.
وبدلًا من اختيار الملّينات، ما لم تكن ضرورية من الناحية الطبية، يُمكن اللجوء إلى تغييرات في نمط الحياة الصحية، مثل تناول الأطعمة الغنية بالألياف كالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة التي تُعزز الهضم الصحي وحركة الأمعاء المنتظمة. كما ان الترطيب أمر بالغ الأهمية أيضًا، لأن شرب الكثير من الماء يساعد على تليين البراز ويساعد على مروره، اذ يعمل الاثنان معًا على زيادة حجم البراز، ما يساعد على تحريكه بسرعة عبر القولون. اما بالنسبة لأولئك الذين يتناولون مكملات الألياف، فمن الضروري شرب كمية كافية من الماء لتقليل احتمالية الإصابة بانتفاخ البطن والانسداد المحتمل”.
ان استخدام الملين يُعدّ أمرًا شائعًا بين الأشخاص الذين يعانون الإمساك المزمن. ومع ذلك، من المهم استشارة أختصاصي الرعاية الصحية لتحديد ما إذا كنتَ في حاجة إليه حقًا وما إذا كان من الممكن تخفيف الأعراض باستخدام العلاجات الطبيعية. وفي حين أن الملينات يمكن أن توفّر راحة قصيرة المدى للإمساك المزمن، فإن التغييرات الغذائية، وزيادة النشاط البدني، وإدارة الإجهاد يُمكن أن تحّسن صحة الجهاز الهضمي بشكل عام.