عبارة “الوقوف على ساق واحدة” باتت من سلاح المعارك الحربية الدائرة في لبنان منذ أطلق الأمين العام لحزب الله الشهيد حسن نصرالله عبارته الشهيرة: “لن أرد حالياً على استشهاد فؤاد شكر، لأبقي تل أبيب واقفة على رجل واحدة اقتصاصاً منها وإنهاكاً لمعنوياتها وقواها”. وكان هذا القصاص متداولاً أيام زمان في المدارس كعقاب للأولاد المشاغبين.
لكنّ الوقوف على ساق واحدة في التمارين الرياضية، يمكن أن يكون اختباراً للصحة، بحسب دراسة علمية طبية جديدة لـمستشفى “مايوكلينيك” في روتشستر بولاية مينيسوتا نشرتها شبكة “سي أن أن” اذ بيّنت هذه الدراسة أن عجز الشخص عن القيام بهذا التمرين، أقلّه في خمس ثوانٍ، يكون مصاباً بمشكلة صحية، مثل أمراض القلب والخرف.
شملت الدراسة 40 مشاركاً، كان جميعهم يتمتعون بصحة جيدة ولا يعانون اضطرابات عصبية عضلية. ومن خلال اختبار المدة التي يمكن للمشاركين عند تخطيهم سن الـ50 أن يظلوا خلالها في وضعية الوقوف على ساق واحدة، وجد الباحثون أن مقدار الوقت الذي يمكن للشخص أن يقف فيه على ساق انخفض بشكل ملحوظ مع تقدّم العمر، بسبب المشاكل الصحية المرتبطة بالشيخوخة مثل مشكلات القلب والدماغ.
وسُجلّت في التقرير، بعد انتهاء الدراسة أن «مقدار الوقت الذي يمكن للمرء أن يحافظ فيه على وضعية الوقوف على ساق واحدة انخفض بمعدل 2.2 ثانية لكل عقد من العمر لدى كلّ من الرجال والنساء”.
الى ذلك، تناولت الدراسة أيضاً تأثير التقدم في العمر على عوامل عضلية أخرى مثل قبضة اليد وقوة الركبة، ووجدت أن قوة القبضة انخفضت بمعدل 3.7 في المئة وانخفضت قوة الركبة بمعدل 1.4 في المئة لكل عقد. إلا أن الباحثين أكدوا أن القدرة على التوازن أثناء الوقوف على ساق واحدة كانت أسرع تدهوراً من العوامل السابقة.
المؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور كينتون كوفمان، وهو باحث علمي وأستاذ أبحاث العضلات الهيكلية في «مايو كلينيك» علّق على النتائج بالقول: “إن الوقوف على ساق واحدة يُعد مقياساً جيداً لصحتك العامة لأن التوازن يعكس كيفية عمل أنظمة الجسم معاً”، مشيراً الى “أن التوازن مهم للوقاية من الإصابات، وأن أولئك الذين لا يستطيعون التوازن على ساق واحدة لأكثر من 5 ثوانٍ قد يكونون معرضين لخطر السقوط أكثر”. أكمل قائلاً: «بالنسبة لأولئك الذين لا يستطيعون الوقوف على ساق واحدة لفترة طويلة، فقد يكون ذلك أحد أعراض إصابتهم بمشكلة صحية، مثل مشكلة في القلب أو مشكلة في الدماغ أو الجهاز العصبي مثل السكتة الدماغية أو الخرف أو مرض باركنسون. وقد يكون أيضاً علامة على أن شخصاً ما يعاني من آثار جانبية لبعض الأدوية”.
يُذكر أن دراسة مشابهة أجريت سابقاً في يونيو (حزيران) 2022 ، وخلصت الى أن “الأشخاص في منتصف العمر وكبار السن الذين لا يستطيعون الوقوف على ساق واحدة لمدة 10 ثوانٍ، يكونون أكثر عرضة بمقدار نحو الضعف للوفاة في غضون 10 سنوات، مقارنة بالأشخاص الذين يستطيعون ذلك”.