المبتكرون الثلاثة… شذا بن نبيّة، سمية السيابية ونور الدين الديري
واجه أفضل ثلاثة مبتكرين في برنامج نجوم العلوم التابع لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، منافسة قوية للوصول إلى نهائي الموسم 14، حيث يأمل اثنان منهم في الحصول على حصة من الجائزة الكبرى.
المبتكرون الثلاثة هم: شذى بن نبية، مهندسة ميكانيكية ليبية تخرّجت من جامعة قطر، وسمية السيابية، عالمة أحياء بحرية عُمانية وأم لثلاثة أطفال، ونور الدين الديري، طالب دكتوراه أردني في علم الأحياء لاضطرابات النمو العصبي. وكانخاض المخترعون الثلاثة مراحل شاقة مع اختراعاتهم، والتي تغطي قضايا مهمة في الاستدامة البيئية والرعاية الصحية.
يمثل وجود شذى وسمية كمرشحتين للمرحلة النهائية، علامة فارقة في برنامج نجوم العلوم. وفي هذا الصدد تقول سمية: “انه لشرف كبير أن أكون جزءًا من هذا الإنجاز،. إنها شهادة على التقدّم المذهل الذي تحقّقه النساء العالمات، عندما أتيحت لهن الفرصة في العالم العربي، فالبرنامج يسلّط الضوء على مدى استعدادنا لتطوير وابتكار حلول محلية مناسبة لمجتمعاتنا”.
وخلال تطوير مشروعها المبتكر لمعالجة المواد البلاستيكية الدقيقة، تتذكر سمية كيف شجعتها لجنة التحكيم للعمل بكفاءة أكثر من أي وقت مضى، نظراً لمجال اختراعها الطموح، وقالت: “كانوا يذكرونني دائمًا بالمخاطر التي يعالجها ابتكاري، مشيرين إلى أن أطنان النفايات البلاستيكية تستمر في التراكم في محيطات العالم، بينما كان مشروعي لا يزال قيد التنفيذ”.
يتضمّن ابتكار سمية كرة من حصائر ميكروبية ومواد نانوية مصممة لتطفو بين البقع البلاستيكية الموجودة على المسطحات المائية، حيث تجذب وتذيب المواد البلاستيكية الدقيقة، وهي قطع من البلاستيك يصل طولها إلى 5 ملليمترات، وذلك قبل أن تتسلل إلى البيئة البحرية وأجسام البشر، ما يؤدي إلى آثار ضارة على صحة الناس والحياة البحرية على حد سواء.
لقد أثبت وصولها إلى نهائي برنامج نجوم العلوم، صحة قرارها بنيل درجة الماجستير في علم الأحياء مع تربية ثلاثة أطفال في نفس الوقت، حيث قامت المتسابقة العُمانية بمهام متعددة طوال حياتها المهنية في مجال الابتكار، وتحقيق التوازن بين احتياجات أسرتها والسعي لتحقيق أحلامها، وتلخص ذلك بقولها: “عندما يكبرون، آمل أن يتمكنوا من قراءة هذه المرحلة من حياتي في برنامج نجوم العلوم وأن يفخروا بما أنجزته”.
أما زميلتها المتسابقة شذى بن نبية فقد واجهت العديد من التحديات التقنية عند تطوير سوار مراقبة مستمرة لضغط الدم، وهو جهاز غير جراحي يقيس ضغط دم المستخدم عن طريق تحليل الاهتزازات من داخل الأوعية الدموية بالجسم، وإعطاء قياسات دقيقة ومستمرة بشكل فوري، بل وتنبيه المستخدم إذا تطلب ضغط دمه مزيدًا من العناية الطبية.
استخدمت المتسابقة الليبية تقنيات معقدة لمعالجة الإشارات وخوارزميات التعلّم الآلي التي ساعدت السوار على تسجيل قراءات ضغط الدم التي كانت دقيقة بنسبة 90-95 بالمائة، مقارنة بأجهزة مراقبة ضغط الدم التقليدية التي تستخدم حزام قياس الضغط، ومع ذلك، فإن الحصول على نتائج فورية تطلب من “شذى” أن تتحدى نفسها وتطوّر ابتكارها بشكل غير مسبوق.
تُعلّق شذى على هذا التحدّي قائلة: “مع مرور الوقت الذي وصلت فيه إلى مرحلة التصميم والاختبار في برنامج نجوم العلوم، كان الجهاز يعطي قراءات محدثة كل خمس ثوانٍ، ورغم أن هذا كان إنجازًا مذهلاً، إلا أنه لم يصل لما هو متوقع منه، لذا فإن معالجة هذه الفجوة تطلب مني إعادة التفكير في تصميم السوار وإضافة المزيد من المستشعرات مع إبقائه مضغوطاً، وهو تحدٍّ هندسي كبير كان عليّ مواجهته، لكي يرى هذا الابتكار النور، ويجد فرصة لإحداث فارق محلياً وعالمياً”.
ونظراً لأنها من أشدّ المعجبين ببرنامج نجوم العلوم منذ بثه للمرّة الأولى في عام 2009 ، استلهمت شذى التعمّق في مجال الابتكار من قبل خريجي البرنامج المتميّزين، بعدما أصبح جموع المبتكرين العرب الشباب سفراء للتميّز العلمي للمنطقة، لذا تأمل في ترك أثر مماثل، وفي ذلك تقول: “لطالما كان لدى الشباب العربي القدرة على ابتكار تقنيات ذات فائدة عظيمة على مستوى العالم، وأريد أن أثبت أننا نمتلك الموارد هنا، مثل برنامج نجوم العلوم، لبدء حياة مهنية تستند على الاختراع والاكتشاف العلمي”.
أما نور الدين الديري فقد استخدم خبرته الطبية لمعالجة التشخيص الخاطئ المحتمل لاضطرابات النمو العصبي لدى الأطفال، إذ يهدف “برنامج التقييم الآلي لقدرة الأطفال العقلية” إلى تسهيل تقييم القدرات الفكرية غير اللفظية للطفل خلال الأشهر الأربعة الأولى إلى الثلاث سنوات، باستخدام خوارزمية فريدة تجمع حزمة من البيانات السلوكية والفسيولوجية من المرضى.
وفي الوقت الذي يعالج اختراعه قضية ملحة، وجد نور الدين أن وصمة العار السلبية المحيطة بالصحة العقلية أثبتت أنها عقبة كبيرة في تطوير مشروعه، حتى مع دعم برنامج نجوم العلوم، ويعلق على ذلك قائلاً: “كان من الصعب للغاية العثور على عائلات مستعدّة للتطوّع بأطفالها لمساعدتنا في اختبار البرنامج وجمع البيانات المهمّة حول القدرة العقلية لهم، فهذه العقبة تسلّط الضوء على حاجة المجتمعات في جميع أنحاء العالم، ومنها العالم العربي، إلى الترحيب بالمناقشة المفتوحة حول هذه الموضوعات حتى نتمكن من ضمان الرفاهية العقلية للأجيال القادمة”. أضاف: “يمكن هذا الاختراع أن يعزّز الشمولية في مجال الرعاية الصحية العقلية، حيث يقوم البرنامج بتشغيل مقطع فيديو متحرّك وتحليل استجابات الأطفال للمنبهات المستهدفة، وبناءً على هذه المعلومات، تصنّف الخوارزمية المنطقة المحتملة لقدرة الطفل الفكرية، وبالتالي تساعد في مهام التشخيص المناسبة التي يمكن للطبيب اتباعها، والأهم من ذلك، فإن البرنامج لا يتطلب أي تفاعل من الطفل، مما يجعله متاحًا للاستخدام عالميًا ليخدم جميع الثقافات واللغات”.
وكانت السيدة ليلى الجفيري، نائب رئيس تطوير الأعمال في مركز قطر للمال، قد شاركت في هذه الحلقة نصف النهائية، بصفتها ضيف لجنة التحكيم، وبصفتها سيدة أعمال رائدة في السوق القطري، قدّمت للمبتكرين الناشئين نصائح مصممة خصيصًا لترويج منتجاتهم الجديدة في الأسواق.
وسيقوم أفضل ثلاثة مبتكرين باستعراض اختراعاتهم في الحلقة الأخيرة من برنامج نجوم العلوم التي ستُبث على ستّ قنوات عربية وعلى الإنترنت يوم الجمعة 14 تشرين الأوّل (أكتوبر)، وفيه ستحدّد مداولات لجنة التحكيم والتصويت عبر مواقع الإنترنت، ترتيب المتسابقين والحصة النهائية للجائزة الكبرى.
التصويت عبر الإنترنت مفتوح حالياً للجمهور على www.starsofscience.com وينتهي الخميس بعد غد، (13 تشرين الأوّل/أكتوبر)، في الساعة الثالثة بتوقيت غرينتش (السادسة بتوقيت الدوحة).
للانضمام إلى الموسم الخامس عشر من برنامج نجوم العلوم والحصول على فرصة الفوز بلقب أفضل مبتكر في العالم العربي، يرجى زيارة الموقع الالكتروني: www.starsofscience.info.
يُذكر أنّ “نجوم العلوم” هو البرنامج الرائد في العالم العربي في مجال الابتكار، وإحدى مبادرات مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، في إطار تلفزيون الواقع التعليمي والترفيهي. يهدف إلى تمكين المبتكرين العرب من تطوير حلول تكنولوجية لمجتمعاتهم تعود بالنفع على صحة الناس، وأساليب حياتهم، وتساعدهم أيضًا في الحفاظ على البيئة.
ويقوم المتسابقون على مدار إثني عشر أسبوعاً، بعرض الحلول التي توصلوا إليها، ومدى فعالياتها بدعم من فريق مؤلف من الخبراء يضمّ المهندسين ومطوري المنتجات، في سباق مع الوقت.
وتقوم لجنة من الخبراء بتقييم وإقصاء المشاريع في كل أسبوع ضمن عدة جولات من إثبات الفكرة ونمذجة المنتج وإختباره ليبقى في نهاية المطاف ثلاثة مرشحين يتأهلون لمرحلة التصفيات النهائية من أجل التنافس على حصة من جائزة مالية لتمويل مشروعاتهم. ويتم تحديد الفائزَيْن الإثنَيْن بناءً على قرار لجنة التحكيم وتصويت الجمهور عبر الإنترنت.
أمّا مؤسّسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع فهي منظمة غير ربحية تدعم دولة قطر في مسيرتها نحو بناء اقتصاد متنوّع ومستدام. وتسعى المؤسسة لتلبية احتياجات الشعب القطري والعالم، من خلال توفير برامج متخصصة، ترتكز على بيئة ابتكارية تجمع ما بين التعليم، والبحوث والعلوم، والتنمية المجتمعية.
تأسّست مؤسسة قطر في العام 1995 بناء على رؤية حكيمة للأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والشيخة موزا بنت ناصر، تقوم على توفير تعليم نوعي لأبناء قطر. واليوم، يوفّر نظام مؤسسة قطر التعليمي فرص التعلّم مدى الحياة لأفراد المجتمع، بدءاً من سن الستة أشهر وحتى الدكتوراه، لتمكينهم من المنافسة في بيئة عالمية، والمساهمة في تنمية وطنهم.
كذلك أنشأت مؤسسة قطر صرحًا متعدد التخصصات للابتكار في قطر، يعمل فيه الباحثون المحليون على مجابهة التحديات الوطنية والعالمية الملحة. وعبر نشر ثقافة التعلّم مدى الحياة، وتحفيز المشاركة المجتمعية في برامج تدعم الثقافة القطرية، تُمكّن مؤسسة قطر المجتمع المحلي، وتساهم في بناء عالم أفضل.